بينيت يجمع معلومات من جيش الاحتلال لإحراج نتنياهو ويعالون

16 سبتمبر 2014
اخترق بينيت الجيش بالضباط المتدينين (Getty)
+ الخط -
اعترف وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت اليوم، أنه "اعتاد خلال العدوان على قطاع غزة النزول إلى الميدان، ولقاء الجنود والضباط وجنرالات الجيش، ليستمدّ منهم المعلومات عما يدور في الحرب وعن خطط الجيش لمواجهة المقاومة الفلسطينية".

وأعلن أن "نشاطه هذا أنقذ سكان المستوطنات الجنوبية وأجبر رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزير الدفاع (موشيه يعالون) على اتخاذ خطوات وخطط قتالية لهدم الأنفاق الهجومية، بعد أن أبديا تهاوناً في التعامل مع خطر الأنفاق".

ودافع بينيت عن نشاطه الذي يُعتبر خرقاً للصلاحيات الممنوحة له كوزير، والتفافاً على صلاحيات وزير الدفاع ورئيس الأركان، بالقول إنه "لا يخجل بعلاقاته التي نسجها مع المستوى المتوسط من ضباط وقادة الجيش خلال العدوان، وأنه استغل المعلومات التي حصل عليها للدفع باتجاه حماية السكان الإسرائيليين".

واضطرّ بينيت اليوم إلى تقديم هذا الاعتراف على صفحته على موقع "فيسبوك" بعد أن سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر ما قام به العميد الاحتياطي في صفوف الجيش، الحاخام العسكري السابق، أفيخاي رونتسكي، الذي يعيش في مستوطنة "يتسهار" (قرب نابلس في الضفة الغربية المحتلة) المعروفة بتطرفها الديني والعنصري، واستغل كونه في صفوف الاحتياط خلال العدوان، ليرتدي الزيّ العسكري الرسمي ويصل إلى الخطوط الأمامية للقتال، موهماً الجنود وضباط الجيش بأنه يتحرك ضمن أداء خدمة الاحتياط.

وتمكن رونتسكي بهذه الطريقة من الحصول على معلومات دقيقة ومتعددة من قادة وضباط الجيش قام بنقلها سراً لبينيت.

وكان بينيت استطاع خلال مداولات "الكابينيت" (مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر) المتكررة خلال الحرب إحراج ومواجهة يعالون بتفاصيل عسكرية وميدانية، لم يُكشف عنها ولا حتى لوزراء "الكابينيت" مما حدا بالأخير إلى إصدار أمر للجيش للتحقيق في مصدر معلومات بينيت.

ووفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، فقد تمكن الجيش من معرفة مصدر المعلومات وقام بالتحقيق مع رونتسكي وتقرر إبعاده من صفوف الجيش كلياً.

وأثارت هذه القضية في إسرائيل عاصفة من ردود الفعل تحديداً لدى يعالون، الذي أعلن اليوم في سياق تطرقه للقضية أن "تصريحات بعض الوزراء، خلال الحرب (في إشارة لتصريحات بينيت ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان المتكررة حول تهاون المستوى السياسي في ضرب المقاومة) قد أوحت لرئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل بأن إسرائيل على وشك الانكسار، مما زاد في تصلب مشعل في مواقفه وإطالة أمد العدوان".

لكن ما يقلق القيادة السياسية في هذا المضمار هو تحول الجيش من جيش رسمي يخضع فقط للقيادة السياسية الرسمية للدولة، إلى جيش يملك فيه كل وزير جنرالاً مقرباً منه لأسباب سياسية وعقائدية، مما قد يؤثّر سلباً على وحدة الجيش وعلى احترام هيكليته العسكرية ونقل ولاء الجنود والضباط من ولاء لقادة الجيش والدولة والانصياع للأوامر إلى ولاء حزبي وسياسي مما يهدد بتسييس الجيش وتحزّبه.

ومع أن تسريب المعلومات من قبل الحاخام العسكري لبينيت له دلالة خاصة، لكونهما من أقطاب التيار الديني الصهيوني الاستيطاني الذي يرى بأن الاستيطان يجب أن يكون في كامل "أرض إسرائيل"، وأن يكون الولاء لـ"الربانيين" لا للقادة السياسيين، إلا أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، وسبق أن أدت حادثة مشابهة لها بإقالة جنرال إسرائيلي في ولاية نتنياهو الأولى.

ففي العام 1996، وبعد هزيمة شمعون بيريز(عن حزب العمل) أمام نتنياهو (الليكود)، كشفت الصحف الإسرائيلية عشية استئناف المفاوضات بين منظمة التحرير وبين حكومة إسرائيل بشأن اتفاق الخليل (مفاوضات واي ريفر)، أن منسق أعمال الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة الجنرال احتياط أورن شاحور التقى بيريز، الذي كان زعيماً للمعارضة أنذاك سرّاً وأطلعه على تفاصيل المفاوضات. وأثارت الحادثة يومها صخباً موازياً لما حصل اليوم. وقتها أُقيل شاحور.

وبالعودة إلى قضية رونتسكي فإنها تكتسب أهمية خاصة اليوم، في ظلّ مخاوف إسرائيلية رسمية من تمرّد الجنود المتدينين من التيار الصهيوني المؤيد لحزب "البيت اليهودي" والاستيطان في حال تقرّر هدم مستوطنات أو حتى بؤر استيطانية "غير قانونية" حسب التعريف الإسرائيلي، مع حصولهم على تأييد من كبار الحاخامات، خصوصاً مجموعة حاخامات مستوطنة "يتسهار" التي ينتمي رونتسكي إليها.

وسبق لعشرات الجنود الإسرائيليين من وحدات مختلفة أن قاموا يتصوير أنفسهم وهم يحملون لافتات كتب عليها "اليهود لا يطردون اليهود" و"أرض إسرائيل فوق دولة إسرائيل" ونشر هذه الصور على الشبكات الاجتماعية المختلفة.

المساهمون