واشنطن كانت تتوقع مجيء اليمين في انتخابات إيطاليا، ومع ذلك، كان إعلان فوزه بمثابة هزة، وقد استحضر سوابق غير سارة. سنة 1922 ومثل هذه الأيام، دخل بينيتو موسوليني إلى روما في مسيرة لحزبه الفاشي الفائز الذي حمله إلى سدة الحكم حتى نهاية الحرب الثانية.
ليس صادماً ولا مفاجئاً هذا الفوز الذي حققه "إخوة إيطاليا" ذو المنشأ الفاشي بزعامة جيورجيا ميلوني، إذ استطاعت الأخيرة على ما يبدو، بكاريزما شخصية وبعض الدهاء الشعبوي الأوروبي، جعل حزبها في الشارع بمثابة "المنقذ" من الأزمات.
يؤشر الهجوم الأوكراني المضاد الحالي، خصوصاً في شرق البلاد، إلى معركة فاصلة تنتظرها أوكرانيا في الشتاء المقبل، ضد القوات الروسية. ويُمكن إدراج الإجراءات الأخيرة لموسكو، تحديداً في ملف "التعبئة الجزئية"، في صعوبة المرحلة المقبلة عليها ميدانياً.
تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النووي يثير الخوف من مخرج شمشوني تستبعده الغالبية، لكن لا أحد يضمن عدم وصول الحرب إلى نهاية تراجيدية يصعب تخيلها. "نحن في وضع خطير جداً"، يقول الأدميرال الأميركي جيمس ستافريديس.
كان من المتوقع، أو بالأحرى من المفترض، أن يطرح الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطابه الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تصوراً أو إطاراً جديداً للتعامل مع وضع دولي مترنح كما لم يكن من قبل. لكن كلمة الرئيس الأميركي لم تكن من هذا العيار.
طغى بوتين وترامب على حديث الساعة حاليا في واشنطن. كلاهما يلوّح بتصعيد نوعي خطير يضع إدارة بايدن أمام خيارات تنطوي على تداعيات غير مسبوقة، فهي من جهة لا تقوى على عدم الرد، ومن جهة ثانية تخشى الانجرار إلى الأدهى.