أكدت مصادر خاصة متطابقة، لـ"العربي الجديد"، بأن قوة من شرطة الاحتلال أمّنت الحماية لمستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، محمود الهباش، ليتمكن من مغادرة دار الإفتاء في المسجد الأقصى، بعدما حاصره مئات الشبان الغاضبين، الذين رشقوا دار الإفتاء بالحجارة والكراسي محاولين الوصول إليه.
ولفتت المصادر إلى أن الهباش خرج بمساعدة الشرطة الإسرائيلية من باب الغوانمة، وتمت إصابة أحد حراسه بحجر في رأسه، فيما تعرضت سيارته للرشق بالبيض خارج أسوار البلدة القديمة.
وكانت مصادر أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن شرطة الاحتلال عرضت مساعدتها لتخليص الهباش من الحصار الذي فُرض عليه، لكن هذا العرض رفض من قبل المسؤولين الفلسطينيين. إلا أن مصادر أخرى متطابقة أكدت أن شرطة الاحتلال قامت بتأمين خروج الهباش من الأقصى.
وقال شهود عيان، ومن بينهم حراس في المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من حراس الهباش المكلفين بحمايته أصيبوا بعد صدهم الحجارة عنه أثناء حصاره، وسط هتافات نعتته بـ"العميل لأميركا".
وفي السياق، أكدت مصادر طبية خاصة أن خمسة من حراس الهباش نقلوا إلى مستشفيات القدس المحتلة بسبب إصابتهم برضوض وكسور وجروح مختلفة، بينما أكدت المصادر بأن الهباش أصيب برضوض خفيفة، ونقل إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله ليكون تحت المراقبة، وأن حالته الصحية مستقرة.
وكان شبان غاضبون أحبطوا، قبل أسابيع، زيارة كان يعتزم الهباش القيام بها برفقة أحد الوزراء الأردنيين للأقصى وتوعدوه في حينه باستقبال يليق بمستوى تصريحاته بحق الشهداء، ما اضطره إلى إلغاء تلك الزيارة.
وقال ناشطون شاركوا في حصار الهباش، لـ"العربي الجديد"، إن قدوم الهباش ليلة الجمعة إلى الأقصى كان بمثابة استفزاز وتحدٍ، وبالتالي كان لا بد من توجيه ردٍ قاس إليه. ورُجم المكان الذي تحصّن فيه بالحجارة وبما طالته أيديهم، ووصفوه بـ"الرجل الكريه".
وكان الهباش قد زار الأقصى، أمس الجمعة، من أجل تحري هلال شهر رمضان، وإعلان بدء الشهر من الأقصى، إذ يشغل الهباش أيضاً منصب قاضي قضاة فلسطين الشرعيين، بعدما كان وزيراً للأوقاف قبل إعلان حكومة التوافق الفلسطينية.