استمع إلى الملخص
- التدريبات تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الأسطولين الروسي والإندونيسي، وتقديم العون في الأزمات المحتملة، مع التركيز على الاتصالات والمناورات المشتركة وعمليات الإنقاذ ومكافحة الإرهاب.
- التدريبات تعزز العلاقات الروسية الإندونيسية وتؤكد على أهمية التعاون في جنوب شرق آسيا، وسط توتر العلاقات الروسية الغربية بسبب الأزمة الأوكرانية.
تتواصل في بحر جاوة، اليوم الجمعة، المرحلة النشطة من تدريبات "أورودا-2024" المشتركة بين القوات البحرية الروسية والإندونيسية، التي تشمل تدرب أطقم سفن البلدين على أداء مهام الدفاع المضاد للألغام والجو والغواصات، وإطلاق نيران مدفعية ومحاكاة تحرير سفينة احتجزها إرهابيون.
وتضم مجموعة السفن الروسية المشاركة في التدريبات التي انطلقت أمس الخميس وتختتم اليوم، فرقاطات "غرومكي" و"ريزكي" و"بطل روسيا الاتحادية الدار تسيدينجابوف" وناقلة "بيتشينغا" التي دخلت جميعاً ميناء سورابايا، حيث شارك البحارة في مراسم افتتاح المناورات، وهي الأولى من نوعها بين موسكو وجاكرتا.
وقال القائد في أسطول المحيط الهادئ الروسي، اللواء البحري أليكسي سيسويف، أثناء مراسم الافتتاح: "لا شك أن التدريبات ستساهم في الارتقاء بالتنسيق بين أسطولينا وتقديم العون عند نشوب أزمات محتملة حتى نكون مستعدين للتصرف في أي وضع".
وأثناء الإبحار إلى مسرح العمليات الرئيسية، تدربت الأطقم الروسية والإندونيسية على إجراء الاتصالات بين السفن والمناورة ضمن صف مشترك. وكذلك شمل اليوم الأول من التدريبات إطلاق نيران المدفعية على أهداف بحرية وأخرى جوية، وتدربا على عمليات إنقاذ. أما اليوم، فتتدرب الأطقم على إجراء عمليات التفتيش وعناصر عمليات مكافحة الإرهاب بمشاركة مروحيات.
ورأى الأميرال الروسي سيرغي أفاكيانتس، قائد أسطول المحيط الهادئ سابقاً، أن إجراء مثل هذه التدريبات يحيي العلاقات الروسية الإندونيسية، قائلاً لصحيفة إزفيستيا شبه الرسمية الروسية في عددها الصادر اليوم: "أسس الأسطول البحري الحربي للاتحاد السوفييتي والقوات البحرية الإندونيسية علاقات وطيدة منذ فترة طويلة. في ستينيات القرن الماضي، تلقى عسكريو هذا البلد تدريباً بمراكز عسكرية على أراضي الاتحاد السوفييتي، بما في ذلك في القرم. مثل هذا التعاون له أهمية من جهة الارتقاء بمستوى الثقة".
وأضاف أفاكيانتس: "إندونيسيا هي واحدة من أكبر القوى برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وتؤدي دوراً متنامياً في المنطقة وأحواض بحر الفيليبين وغيره من البحار الجنوبية الشرقية. في هذه الأوقات العصيبة، تشكل إقامة الاتصالات مع بلدان المحيط الهادئ وجنوب شرقي آسيا خطوة نحو استقرار الأوضاع. هذا دليل آخر على استحالة عزل روسيا. نحن قوة عالمية حتى لو كان هناك من لا يعجبه ذلك. هذا هو أهم جوانب هذه التدريبات".
يذكر أن القوات البحرية الروسية شاركت في الأشهر الأخيرة في عدد من التدريبات الدولية، بما فيها مناورات "ماروميكس-2024" المشتركة مع ميانمار و"أوشن-2024" (المحيط-2024)، التي جرت بمشاركة صينية، وسط هيمنة المحور الآسيوي على علاقات روسيا الخارجية على ضوء الأزمة في علاقاتها مع الغرب بسبب حربها في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام.