الصحف البريطانية: يوم "عار" أميركا

10 ديسمبر 2014
+ الخط -

اعتبرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء أن المعلومات التي سيكشف عنها تقرير مجلس الشيوخ حول أساليب الاعتقال والاستجواب والتعذيب التي مارستها وكالة المخابرات المركزية الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول ستجعل هذا اليوم "يوم العار لأميركا".

وأفردت صحيفة "اندبندنت" صفحتها الأولى بالكامل لنشر تفاصيل ملخص التقرير المتوقع أن يصدر اليوم تحت عنوان "يوم أميركا المشين". ومن المرجح أن يكشف ملخص التقرير الذي يقع في 480 صفحة عن تفاصيل الأساليب والممارسات المثيرة للجدل التي استخدمتها الوكالة لاستخلاص المعلومات من المشتبه فيهم، كما يرجح أن يخلص التقرير إلى أن هذه الأساليب المتسمة بالعنف لم تأت بالنتائج المرجوة منها.

أما صحيفة "الغارديان" فوصفت ما كشف عنه من أساليب تعذيب مارسها رجال الاستخبارات الاميركية ضد المعتقلين بأنه وصمة عار، وكتبت تحت عنوان "التعذيب: وصمة في جبين أميركا" أن أساليب التعذيب كانت "وحشية" و"غير فعالة".

أما صحيفة "ديلي تلغراف" فكتبت تحت عنوان "المخابرات الاميركية كذبت حول المخاطر التي تتهدد بريطانيا لتبرّر التعذيب". وقالت الصحيفة إن المعلومات التي قدمتها وكالة المخابرات الاميركية بخصوص العمليات الإرهابية التي قد تشن ضد المواقع والمنشآت الحيوية البريطانية مثل مطار هيثرو كانت كاذبة ومفبركة، اختلقتها أجهزة المخابرات الاميركية لتبرير ما تقوم به من عمليات تعذيب واستجواب وحشية.

وكان موعد نشر التقرير قد تأجل بعد أن نشبت خلافات في واشنطن حول الأجزاء التي ينبغي إتاحتها للعامة. وسيبقى التقرير الأصلي الذي يقع في 6 آلاف صفحة، سرياً وطيّ الكتمان، لكن الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة التي صاغته قرروا نشر الخلاصة.

ومن المرجح أن يجيب التقرير عن ثلاثة أسئلة كبيرة تتعلق بطرق التحقيق - أو "التعذيب" وإذا ما كانت أوسع نطاقاً وأكثر فظاعة مما أُقر به سابقاً، وهل كانت أساليب التحقيق تلك ضرورية لإنقاذ حياة الأميركيين، وهل كان مسؤولو وكالة الاستخبارات المركزية، (سي آي إيه)، صادقين مع البيت الأبيض بشأن أهداف البرنامج.

وفي خطوة استبقت نشر ملخص التقرير، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الثلاثاء (9 ديسمبر/ كانون الأول) بألا يتكرر استخدام وسائل التحقيق القاسية التي وصفت في تقرير أصدره مجلس الشيوخ في الفترة الأخيرة عن عمليات وكالة المخابرات المركزية الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.

ووصف في حديث مع تلفزيون "تليموندو" أساليب الاستجواب بانها "وحشية" وسمّاها "تعذيباً".  

وكان الرئيس باراك أوباما قد أوقف برنامج التحقيقات في الوكالة عند توليه الحكم عام 2009، واعترف بأن بعض الأساليب التي استخدمتها المخابرات المركزية في التحقيق مع معتقلي تنظيم القاعدة كانت ترقى إلى التعذيب.

وقال أوباما "اعتقد انه كان من المهم أن نصدر ذلك (التقرير) حتى نتمكن من تفسيره وليفهم الناس بالتحديد لماذا قمت بحظر هذه الممارسات في واحد من أوائل الإجراءات التي اتخذتها بعد تولي السلطة وآمل أن نضمن ألا نرتكب مثل هذه الأخطاء مرة أخرى."

 

دلالات
المساهمون