استمع إلى الملخص
- **تاريخ ونضال المنظمة**: تأسست في 15 يوليو 1957 بالقامشلي، وطالبت بالاعتراف الدستوري بالسريان الآشوريين ولغتهم. عارضت نظام البعث منذ 1963، وانخرطت في المعارضة السورية منذ 2005.
- **رؤية مستقبلية**: تسعى لسورية ديمقراطية علمانية لامركزية، وتعمل على تطبيق القرار 2254، وتعزيز دور المرأة وتمكينها، وتعزيز العلاقات بين مكونات الشعب السوري.
أحيت المنظمة الآثورية الديمقراطية في سورية، ليلة أمس الاثنين، احتفالية بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيسها، إذ تم تقديم فعاليات متنوعة، من بينها إلقاء كلمات وقراءة برقيات التهنئة وتقديم فقرات شعرية وغنائية ورقصات فولكلورية وتراثية. وحضر الحفل أحزاب سياسية كردية وعربية وسريانية وأرمنية، ومنظمات مجتمع مدني، وممثلو حركات وتنظيمات شبابية ونسائية.
وقال مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية، كبريئيل موشي كورية، لـ"العربي الجديد": "المنظمة تأسست في مدينة القامشلي في 15 يوليو/ تموز عام 1957، ومنذ تأسيسها حاولت التعبير عن تطلعات السريان الآشوريين في سورية ضمن الإطار الوطني. لذلك كان أبرز مطالبها هو الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين، واعتبار لغتهم السريانية لغة وطنية ورسمية في المناطق التي يشكلون فيها كثافة عددية ضمن إطار وحدة البلاد أرضًا وشعبًا، إلى جانب جميع المكونات القومية الأخرى من عرب وكرد وسريان آشوريين وغيرهم. ومنذ نشأتها وبسبب مواقفها الوطنية والقومية، عارضت كل منظومة الاستبداد، لا سيما بعد انقلاب حزب البعث على السلطة عام 1963، بسبب مطالبتها بقيام نظام ديمقراطي علماني يضمن الحريات ويحترم حقوق الإنسان. ولهذا، جرّ عليها نقمة منظومة الاستبداد والأمن، فتعرّضت على مدى السنوات الماضية للاعتقالات والقمع والتنكيل، وكذلك لطرد العديد من قياداتها وكوادرها من الوظائف".
وأضاف كورية: "منذ عام 2005 انخرطت رسميًّا في أطر المعارضة السورية، وكان ذلك من خلال إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، حيث كانت من القوى المؤسسة فيه. وبعد اندلاع ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة عام 2011، كان من الطبيعي أن تكون من القوى المؤسسة للمجلس الوطني السوري، ثم في الائتلاف، وأخيرًا أصبحت جزءًا من هيئة التفاوض السورية ولها ممثلون في اللجنة الدستورية السورية. إضافة إلى علاقاتها في أطر المعارضة الرسمية في سورية، فلها علاقات مع القوى الوطنية الأخرى، واستطاعت مع المجلس الوطني الكردي وتيار الغد السوري أن تشكل جبهة السلام والحرية في مناطق الجزيرة، من أجل التعبير عن رؤية هذه المكونات وتصوراتها، أولًا لحقوق المكونات من ناحية، ومن ناحية أخرى رؤيتها لسورية المستقبل، التي تتمثل في دولة ديمقراطية علمانية لامركزية تقر بحقوق الجميع وتضمن العدالة والمساواة للجميع".
واختتم كورية حديثه بالقول: "المنظمة اليوم هي جزء فاعل في أطر المعارضة الرسمية، وعلاقاتها مفتوحة أيضًا مع أحزاب الحركة القومية السريانية الآشورية، وأيضًا مع جميع القوى الوطنية الديمقراطية في سورية، بغض النظر عما إذا كانت ضمن أطر المعارضة الرسمية أو غيرها. من هنا فإننا مثل جميع القوى الوطنية السورية، نعمل في هذه المرحلة من أجل تطبيق القرار 2254، الذي حصل بإجماع نادر ضمن مجلس الأمن، ونطالب بتفعيله وتنفيذ كل بنوده، بدءًا من تشكيل هيئة حكم انتقالية، ومن ثم صياغة دستور يشارك فيه جميع السوريين بدون استثناء، ويقر بحقوق جميع المكونات، ومن ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة برلمانية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبمشاركة جميع السوريين في الداخل والخارج من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي الذي يتطلع إليه السوريون. إذا لم يحدث ذلك، فإن حالة الاستنزاف ستستمر في الحالة السورية، وربما تنطوي على العديد من المخاطر على وحدة سورية. لكننا اليوم، من خلال التعبير عن إرادتنا مع كل القوى الديمقراطية، ماضون في النضال من أجل تحقيق سورية ديمقراطية علمانية لامركزية لكل السوريين".
من جانبها قالت مسؤولة لجنة المرأة الآثورية في المنظمة الآثورية الديمقراطية، إيفلين كورية، لـ"العربي الجديد": "نحن هنا نحتفل في مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية في القامشلي بمناسبة مرور 67 عامًا على تأسيس المنظمة الآثورية الديمقراطية، بوجود رفاق من أحزاب من مكونات أخرى ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى أحزاب شعبنا السرياني الآشوري"، موضحة أن المنظمة الآثورية الديمقراطية تعمل من خلال لجنة المرأة على تعزيز دور المرأة وتمكينها وعلى رعاية الطفولة من خلال مشاريع تحقق هذه الأهداف.
بدوره، قال فيصل يوسف، المتحدث الرسمي للمجلس الوطني الكردي، والذي حضر ضمن وفد الاحتفالية لـ"العربي الجديد": "باسم المجلس الوطني الكردي في سورية، نتوجه بالتهاني الحارة إلى رفاقنا في قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية وكل كوادرها، وإلى الشعب السرياني الآشوري الشقيق. نحن حضرنا هنا لإحياء الذكرى السابعة والستين لتأسيس المنظمة، وهذه المناسبة عزيزة على قلوبنا، وتصادف أيضًا انطلاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1957، وهذا أمر طبيعي لأن ما يجمعنا هو شراكة في البلاد، وأن يكون هذا البلد متعدد القوميات والأديان. نؤكد في هذه المناسبة أهمية تعزيز العلاقات بين الشعبين السرياني الآشوري والكردي وكل مكونات الشعب السوري، وأيضًا نؤكد حرصنا واهتمامنا على تطوير النضال بين المنظمة الآثورية والمجلس الوطني الكردي في كل الأطر التي نلتقي فيها، من أجل بناء سورية ديمقراطية علمانية لامركزية حرة لكل أبنائها".