تقدير روسي: اندلاع حرب أوكرانيا نتيجة لفشل الردع

16 يوليو 2024
جنود أوكرانيون في أوريكيف وسط البلاد، 10 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **حرب أوكرانيا كصراع غير مباشر**: دميتري ترينين يرى أن حرب أوكرانيا تمثل صراعاً غير مباشر بين روسيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة، مما يستدعي إعادة النظر في قضايا الردع العسكري والجغرافي والتحالفي.

- **مفهوم الردع الاستراتيجي**: يشمل الردع الاستراتيجي منع التهديدات الخارجية للمصالح الحيوية الروسية من خلال القدرات العسكرية التقليدية والنووية، والتعاون مع الدول الصديقة. يعترف ترينين بفشل الردع عند بدء النزاع، مما يضطر روسيا لاستخدام القوة العسكرية.

- **موقف روسيا من "قمة السلام"**: الكرملين يطالب بفهم مقترح زيلينسكي حول "قمة السلام" قبل القبول بأي دعوة، مشيراً إلى أن أي محادثات لإنهاء النزاع لا تشمل روسيا لا معنى لها.

رأى دميتري ترينين، المحلل السياسي والمنظر الروسي، أن حرب أوكرانيا "حرب غير مباشرة بين روسيا والغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة" تجبر على إعادة التفكير والنظر نظرة جديدة إلى قضايا الردع العسكري والجغرافي والتحالفي.

وفي مقال بعنوان "الردع الاستراتيجي: ملامح جديدة" نُشر في مجلة "روسيا في السياسة العالمية" في عددها لشهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، رجح ترينين، وهو المشرف العلمي بمعهد الاستراتيجية والاقتصاد الحربي العالمي التابع للمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو أن تستمر المرحلة النشطة من النزاع مع الغرب لفترة طويلة في أطر وبمسارح مختلفة، داعياً إلى تعديل رؤية الردع بشكل عميق.

وأوضح أن المقصود بالردع الاستراتيجي "منع التهديدات الخارجية للمصالح الحيوية الروسية، أمةً ودولةً وحضارةً، وتجميع الإمكانات والقدرات الضرورية والحزم الكافي لإقناع العدو المحتمل بانعدام الجدوى من عزمه على إلحاق ضربة بالمصالح الحيوية الروسية أو ترويعه بحتمية الانتقام إن أقدم على محاولة الأعمال العدوانية".

وأضاف ترينين الذي ترأس مركز "كارنيغي" في موسكو لسنوات طويلة حتى إغلاقه في عام 2022، أن الردع الاستراتيجي يشمل المكون العسكري بشقيه النووي والتقليدي، والبعد المكاني والمكون التحالفي من جهة التعاون مع الدول الصديقة، معتبراً أن الشمولية والمنهجية للردع الاستراتيجي هما الشرط الأساسي للفاعلية.

ومع ذلك، أقرّ ترينين بأن المفعول الردعي ينتهي لحظة بدء النزاع الذي يدل في حد ذاته على فشل الردع، خالصاً إلى أن إجراء "العملية العسكرية" في أوكرانيا يعني أن محاولات ضمان المصالح الحيوية للأمن القومي على الجبهة الأكثر حساسية لم تأتِ بالنتائج المرجوة، ما اضطر روسيا، وفق اعتقاده، إلى الرد على التهديد الناشب باستخدام القوة العسكرية.

يذكر أن ترينين الخاضع لعقوبات أوكرانية وكندية، يعدّ من المنظرين المثيرين للجدل في روسيا، إذ روج بعد بدء الحرب المفتوحة في أوكرانيا للتصعيد مع الغرب، متوقعاً في أحد مقالاته أن واشنطن لن ترد على ضربات نووية روسية على بلدان الناتو بضربة نووية على روسيا، ما سيشتت "أسطورة" المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك، و"سيؤدي إلى أعمق أزمة في الناتو، وربما إلى تفككه".

روسيا بحاجة إلى فهم ما يعنيه زيلينسكي بـ"قمة سلام"

واليوم، أعلن الكرملين أنّ روسيا بحاجة إلى فهم ما يعنيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما يتحدث عن "قمة سلام"، قبل القبول بأي دعوة إلى إجراء محادثات. وأعرب زيلينسكي الاثنين للمرة الأولى عن انفتاحه لمحادثات سلام مع روسيا، مؤكداً تأييده مشاركتها في قمة مقبلة حول السلام.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف: "لقد حددت أن أكون لدينا خطة معدة بالكامل لنتمكن من تنظيم قمة... في نوفمبر". وللمرة الأولى، أكد رغبته في أن تحضرها موسكو، قائلاً: "أعتقد أنه يجب أن يحضر ممثلون روس القمة الثانية". ولم يتطرق إلى وقف الأعمال الحربية، لكن إلى وضع "خطة" من ثلاثة محاور: أمن الطاقة في أوكرانيا التي تضررت منشآتها جراء القصف الروسي، وحرية الملاحة في البحر الأسود وتبادل الأسرى.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ "قمة السلام الأولى لم تكن قمة سلام على الإطلاق. لذا، ربما من الضروري أولاً فهم ما يعنيه".

ويعكس ترحيب زيلينسكي بمشاركة روسيا في المحادثات تغييراً عن توجه المؤتمر الذي عقده في سويسرا، الذي استبعد فيه بشكل قاطع دعوة موسكو.

واجتمع قادة ومسؤولون من أكثر من 90 دولة في منتجع سويسري جبلي في 15 يونيو/ حزيران لحضور قمة استمرّت يومين، وخُصّصت لحلّ أكبر نزاع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تكن روسيا والصين حاضرتين.

وانتقد الكرملين الاجتماع بشدّة، مؤكداً أنّ أي محادثات بشأن إنهاء النزاع لا تشمل روسيا لا معنى لها.