إرباك أمني في الشمال العراقي بسبب هجمات بقايا "داعش"

10 ابريل 2020
هجمات "داعش" تستهدف قوات الأمن والمدنيين (علي مكرم غريب/الأناضول)
+ الخط -
تشهد مناطق متفرقة من شمال وشمال شرقي العراق، أخيراً، تصاعداً ملحوظاً في الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها مسلحو تنظيم "داعش" الإرهابي، وتستهدف قوات الأمن والمدنيين. وتقع بالعادة تلك الاعتداءات في قرى وأرياف ومناطق بعيدة عن مراكز المدن أو على الطرق الخارجية السريعة.

ووفقاً لمسؤولين في وزارتي الداخلية والدفاع، فإن بقايا تنظيم "داعش"، نفذت 6 هجمات، خلال الأسبوعين الماضيين، أسفرت عن سقوط ضحايا بين أفراد الأمن والجيش والعشائر المناهضة للتنظيم في تلك المناطق.

وشهدت محافظة كركوك(شمالاً) أكثر الهجمات عنفاً، إذ اختطف مسلحو داعش ضابطا وعنصري شرطة في منطقة قرة درة، التابعة لمدينة الدبس شمال غرب كركوك.

وعقب ذلك، شنت القوات العراقية حملة تفتيش في المنطقة بحثاً عن الإرهابيين، وذلك بعد يوم واحد من تعرض قرية جنوب كركوك إلى قصف بقذائف الهاون أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين، كما قتل ثلاثة جنود عراقيين وأصيب اثنان آخران في الأسبوع ذاته على مقربة من مركز مدينة كركوك ببلدة الدبس.

وفي الشأن، أوضح عضو مجلس محافظة كركوك السابق، نجاة حسين، لـ"العربي الجديد"، أنّ وجود تنظيم "داعش"، في المحافظة لم ينته مع الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية ضد التنظيم عام 2017، لافتاً إلى أنّ كركوك لم تشهد حربا استخبارية للقضاء على التنظيم الإرهابي كما حدث في الموصل، لذا فإن فلوله لا تزال موجودة وتنفذ هجمات متكررة بين الحين والآخر.

وتابع أنّ هجمات تنظيم "داعش" المتكررة التي غالباً ما تحدث خلال الليل تسببت بسقوط قتلى من القوات الأمنية و"الحشد الشعبي"، مبيناً أن "عناصر التنظيم تعلموا الدرس من المعارك السابقة، وقاموا بدفن أسلحتهم، وتغيير هيئتهم، والتجوال بين المناطق دون مضايقات".

وأشار إلى "وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش في مدينة كركوك"، مبيناً أنّ "المناطق الأكثر احتمالا لاختباء عناصر التنظيم هي مناطق غرب وجنوب المحافظة".

ولفت إلى قيام عناصر "داعش"، بقصف مناطق في داقوق أكثر من 10 مرات خلال الشهرين الماضيين، معتبراً أنّ "سبب تكرار الخروقات الأمنية في مناطق كركوك يعود إلى وجود خلل واضح في إدارة المحافظة".

ولا تقتصر الخروقات الأمنية، ووجود عناصر تنظيم "داعش"، على محافظة كركوك، إذ أكد مسؤول ما يعرف بـ"المحور الشمالي" في مليشيات "الحشد الشعبي"، علي الحسيني أنّ مفارز "الحشد" ضبطت قبل أيام مضافة للتنظيم في بلدة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين وجدت فيها وثائق تحتوي على شيفرات مرتبات واتصالات.

وبيّن أن التنظيم يعتمد الآن على خلاياه النائمة المبعثرة في الوديان والبراري، موضحاً أن ضعف قدرة التنظيم المالية قيدت قدرته على التجنيد.

وفي ديالى شرقي العراق، أكّد المتحدث باسم قوات الجيش، علي القيسي، في تصريح صحافي، انتهاء عملية عسكرية كانت قد انطلقت الأسبوع الماضي لملاحقة فلول تنظيم "داعش"، بالمحافظة، موضحاً أن هذه العملية التي انطلقت في بلدة المقدادية شمال شرق المحافظة أسفرت عن قتل إرهابيين، وتدمير مضافات لـ"داعش". ولفت إلى أن العملية العسكرية تمت بمشاركة "الحشد الشعبي".

كما تشهد مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل، وتتبع إدارياً إلى محافظة ديالي هجمات متكررة لعناصر تنظيم "داعش".

وقال مسؤول "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في بلدة خانقين بديالي، شيخ جعفر مصطفى، في حديث لوسائل إعلام كردية، إن تنظيم "داعش" يسيطر على مناطق استراتيجية في خانقين ومناطق أخرى متنازع عليها في ديالي، موضحاً أن عناصر التنظيم " يتواجدون في نحو 50 نقطة استراتيجية في سلسلة جبال تابعة لبلدة مندلي، بالإضافة إلى مناطق جلولاء وحمرين والسعدية".

وأشار إلى أنّ "هجمات التنظيم الليلية بدأت تتكرر، الأمر الذي خلق حالة من الخوف والقلق لدى السكان المحليين"، لافتاً إلى أنه "أول من أمس الأربعاء، قتل عنصران من قوات البشمركة، وأصيب ثالث بهجوم شنه عناصر تنظيم "داعش"، على مواقع للبشمركة في بلدة كفري والتابعة لمحافظة ديالي".

ويرى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، محمد عبد الرزاق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القيادات الأمنية معنية بضرورة وضع حد للخروقات الأمنية المتكررة في كركوك وصلاح الدين وديالي، مشدداً على أن وضع العراق لا يحتمل أزمة أمنية قد تحدث في حال استمرار الخروقات، تضاف إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية التي تضرب البلاد.



كما شدد على ضرورة تكثيف الجهد الاستخباري لمتابعة التنظيم الذي بدأ يتبع أسلوب الضرب والاختباء، مبيناً أن هجمات "داعش" الأخيرة دقت جرس الإنذار، ولا بد من التحرك سريعاً لوقفها.

وبحسب القيادي في جبهة "الإنقاذ والتنمية"، أثيل النجيفي، فإن الخلافات السياسية انعكست على الأوضاع الأمنية في البلاد. وأضاف النجيفي، في تصريحات صحافية، أن القوى السياسية العراقية إذا لم تسرع في تشكيل الحكومة الجديدة، فإن الوضع سوف يذهب إلى الفوضى ثم الانهيار".

وأضاف أنه "في المدة السابقة عندما تشتت الوضع العراقي كان هناك تحالف دولي ساعد العراق حتى يلملم وضعه، غير أن العراق اليوم خسر هذا التحالف، فالوضع سيكون أصعب بكثير مما مر عليه سابقاً".