ثلاث عمليات بالقدس والضفة تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي

القدس المحتلة

جهاد بركات

جهاد بركات
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
06 فبراير 2020
1E4666C1-918F-421D-B981-A3DF16A2D9FC
+ الخط -
استهدفت ثلاث عمليات نفذها مقاومون فلسطينيون قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، منذ فجر اليوم الخميس وحتى ساعات الظهر، وتنوّعت العمليات بين دهس وإطلاق نار، أسفرت عن وقوع عدة إصابات.

وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية بحثاً عن مقاومين تمكّنوا من الفرار، فيما تأتي هذه العمليات في ظل ارتقاء ثلاثة شهداء، منذ مساء الأربعاء وحتى ظهر اليوم.

وكانت أبرز العمليات الثلاث، عملية الدهس التي استهدفت تجمعاً لجنود الاحتلال وسط مدينة القدس المحتلة، فجر اليوم الخميس، أدت إلى إصابة أكثر من عشرة جنود إسرائيليين، فيما أطلق جنود الاحتلال النار باتجاه شاب فلسطيني قرب المسجد الأقصى، تضاربت الأنباء حول طبيعة إصابته بزعم تنفيذه عملية طعن، بينما كانت آخر تلك العمليات إطلاق نار باتجاه جنود الاحتلال في غربي رام الله، وسط الضفة، كشف جيش الاحتلال عن إصابة أحد جنوده فيها.

إطلاق نار غربي رام الله

وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية غربي مدينة رام الله، بعد عملية إطلاق النار التي أصيب فيها أحد الجنود بجروح طفيفة، وأغلقت طريقاً رئيسياً يربط العديد من القرى الغربية لمحافظة رام الله والبيرة ببعضها.

وأفاد الناشط عايد مظلوم "العربي الجديد"، بأنّ قوات الاحتلال أغلقت ما يُعرف بطريق العنب، غربي رام الله، المؤدي إلى عدد من القرى هناك، وأغلقت مداخل قرى رأس كركر والطريق المؤدي إلى قرية كفر نعمة، وطريقاً آخر مؤدياً إلى قرية خريثا بني حارث، بينما يقيم الاحتلال حواجز عسكرية غربي رام الله، حيث يتم تفتيش المركبات بشكل دقيق جداً، ما يتسبب بأزمات مرورية خانقة.

وأصيب عشرات الفلسطينيين، مساء الخميس، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال اقتحام قوات الاحتلال عدة قرى في رام الله وسط الضفة، إثر مواصلة قوات الاحتلال البحث وملاحقة منفذ عملية إطلاق النار.

واندلعت مواجهات مساء اليوم، عند المدخل الشرقي لقرية كفر نعمة غربي رام الله إثر قيام جيش الاحتلال باقتحام مدخل القرية، حيث أفاد رئيس مجلس قروي كفر نعمة خلدون الديك "العربي الجديد"، بأنّ جيش الاحتلال تمركز عند مدخل القرية، واندلعت المواجهات مع الشبان في إثر عملية إطلاق النار التي استهدفت جندياً إسرائيلياً، ما أوقع عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، فيما أفادت مصادر محلية بقيام قوات الاحتلال بمصادرة تسجيلات كاميرات من منشآت عند مدخل القرية.

من ناحية أخرى، أفاد الناشط عايد مظلوم لـ"العربي الجديد"، باستمرار قوات الاحتلال بإغلاق طريق رئيسي لقرى غرب رام الله في أعقاب عملية إطلاق النار، وإقامة حاجز في طريق قرية دير ابزيع- كفر نعمة، فيما أزيلت الحواجز على مداخل قرى رأس كركر وخربثا بني حارث وكفر نعمة بعد ساعات من إغلاقها.

واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في مدينة بيتونيا غربي رام الله وتحديداً في الطريق المؤدي إلى قرية عين عريك، وأخرى عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة الغربية.
وإلى الشمال الغربي من رام الله اندلعت مواجهات عند مدخل قرية النبي صالح، وأفاد الناشط عطا الله التميمي لـ"العربي الجديد" بأن مجموعة من المستوطنين تجمعوا في الطريق الرئيسي المؤدي إلى النبي صالح وقرى أخرى وتحديدا قرب مستوطنة حلميش المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك، وحاولوا الاعتداء على المركبات، فيما اندلعت مواجهات امتدت لساعات الغروب عند مدخل القرية، وأغلق جيش الاحتلال مدخل قرية النبي صالح طيلة اندلاع المواجهات.

من جانب آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق مساء اليوم الخميس، عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، إثر اقتحامها منطقة الظهر في بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل، واندلاع مواجهات هناك، وفق الناشط الإعلامي في بيت أمر محمد عوض خلال حديث لـ"العربي الجديد".

وأضاف "قوات الاحتلال أطلقت خلال اقتحامها منطقة الظهر قنابل الغاز في المنطقة، ما أدى لإصابة عشرات الأهالي والمصلين في مسجد الصمود القريب، فيما جرى علاج المصابين ميدانياً".

وأشار عوض إلى أن قوات الاحتلال تقتحم بشكل متكرر منطقة الظهر القريبة من إحدى المستوطنات المقامة على أراضي بيت أمر.

على صعيد آخر، قال عوض إن "مجموعة من المستوطنين حاولت الاعتداء على المواطنين ومركباتهم على مدخل منطقة بيت عنون شمال شرق الخليل، في ظل تواجد قوات الاحتلال، وحدثت مشادات بين المستوطنين وبين الشبان هناك، ولم يبلغ عن وقوع إصابات".

إطلاق نار في القدس المحتلة

في القدس المحتلة، أصابت قوات الاحتلال شاباً فلسطينياً بعدما أطلقت عليه النار، ظهر اليوم، بالقرب من ساحة الغزالي المؤدية إلى باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، بزعم محاولته تنفيذ عملية تضاربت الأنباء بشأن طبيعتها بين طعن أو إطلاق نار. وأغلقت قوات الاحتلال المنطقة ومنعت أياً كان من إسعاف الشاب.

وعلم "العربي الجديد" أنّ منفذ عملية القدس هو شادي بنا (45 عاماً)، من سكان مدينة حيفا، وكان قد أشهر إسلامه قبل أكثر من عشر سنوات، ويعمل في محل لبيع الورود. ووفقاً لمصادر محلية، فإنّ الشرطة تواصل احتجاز جثمانه.

وقال شهود عيان إنّ عناصر من الشرطة الإسرائيلية تواجدت بعد فترة قصيرة من تنفيذ العملية في مكان بيع الورود بحي الهدار في حيفا، وانتشرت في محيطه. وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إنّ الشرطة أخذت شقيقي شادي بنا للتحقيق بزعم الاشتباه بأنهما كانا على علم بنية أخيهم تنفيذ العملية، فيما ينكر الاثنان ذلك.

وأضاف الموقع أنّ شادي بنا فر بعد إطلاق النار على الشرطي الإسرائيلي، لكن الشرطة وقوات الاحتلال لاحقته وأطلقت النار عليه ما أدى إلى استشهاده.

وقالت "القناة 13" الإسرائيلية إنّ منفذ العملية أطلق النار، وبثت لقطات مصورة قالت إنها لشادي بنا خلال إطلاقه الرصاص في كل الاتجاهات ما أدى لإصابة أحد الجنود، في حين ذكرت صحيفة "معاريف" أنّ العملية كانت محاولة طعن.

 

عملية دهس في القدس المحتلة

وقعت عملية دهس بالقرب من محطة القطار القديمة في شارع القدس بيت لحم، إلى الجنوب من البلدة القديمة من القدس، فجر اليوم الخميس، ما تسبب بإصابة 14 جندياً بجروح متوسطة وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، بينما تمكن المنفذ من الفرار قبل أن يتم اعتقاله لاحقاً.

ومددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال المتهم بتنفيذ عملية الدهس سند الطرمان، حتى يوم غد الجمعة، وذلك وفقاً للمحامي محمد محمود.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطرمان في كمين شمال الخليل، على ما أفاد بذلك الناطق بلسان جيش الاحتلال. وعثرت قوات الاحتلال على السيارة التي نفذ بها الهجوم في مدينة بيت جالا وتعود للطرمان، وهو ما سهل التعرف على هويته وملاحقته حتى مشارف الخليل.

واقتحمت قوات الاحتلال مدينتي بيت جالا وبيت لحم جنوبي الضفة، واستولت على أجهزة تسجيل لكاميرات مراقبة، وصادرت مركبة بزعم أنها لمنفذ عملية الدهس في القدس، فيما اندلعت مواجهات في المدينتين أوقعت 79 إصابة، 75 منها بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وأربع إصابات بالرصاص المطاطي إحداها بالرأس.


ثلاثة شهداء فلسطينيون

وتأتي هذه العمليات في ظل ارتقاء ثلاثة شهداء، منذ مساء الأربعاء وحتى ظهر اليوم، اثنان منهم استشهدا في مدينة جنين، شمال الضفة، خلال مواجهات اندلعت تزامناً مع هدم قوات الاحتلال منزل الأسير أحمد جمال قنبع المتهم بالمشاركة في تنفيذ عملية قتل فيها حاخام إسرائيلي مع الشهيد أحمد جرار قبل أكثر من عامين.

واستشهد فلسطيني ثالث، مساء الأربعاء، خلال مواجهات اندلعت في مدينة الخليل، جنوبي الضفة، في إطار التحركات الرافضة لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية "صفقة القرن".

والشهداء هم: يزن منذر أبو طبيخ (19 عاماً)، استشهد في مواجهات جنين، فجر اليوم، والعريف في الشرطة الفلسطينية الخاصة طارق لؤي بدوان من بلدة عزون، شرق قلقيلية، واستشهد ظهر اليوم أثناء وجوده داخل مقر الشرطة في جنين، متأثراً بجراح خطيرة جراء إصابته برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الفتى محمد الحداد، الذي استشهد مساء أمس، الأربعاء، برصاص الاحتلال خلال مواجهات الخليل.

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
روبى بورنو ترتدي قلادة فلسطين (يوتيوب)

منوعات

ارتدت مسؤولة تنفيذية في شركة أمازون قلادة تحمل الخريطة التاريخية الكاملة لفلسطين ما قبل الاحتلال الإسرائيلي. وتسبّب هذا المقطع في هجمة شرسة ضدها.
الصورة
فعالية رام الله

سياسة

أحيا مئات الفلسطينيين في رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الاثنين، الذكرى الأولى لعملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت
الصورة
تظاهرة في رام الله تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، 21-9-24

سياسة

شارك العشرات في وقفة وتظاهرة انطلاقاً من دوار المنارة، مركز مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ظهر اليوم السبت، تضامناً مع لبنان والمقاومة.