غوتيريس لـ"العربي الجديد": لا حل للقضية الفلسطينية خارج القرارات الأممية

04 فبراير 2020
غوتيريس: أطراف مؤتمر برلين لم تلتزم بتعهداتها (أنطونيو ماسيللو/Getty)
+ الخط -

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لـ"العربي الجديد"، أن الأمم المتحدة ملتزمة بحل الدولتين، وبقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وذلك في أعقاب إعلان الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن".

وجاءت تصريحات غويتريس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. 

وردا على أسئلة إضافية حول رسالته للطرف الأميركي، الذي أعلن الخطة من دون أن يستشير الجانب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، قال غويتريس إن "الأمم المتحدة هي الحارس لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي فيما يخص المسألة الفلسطينية. ورسالتنا واضحة أن أي خطة يجب أن تعتمد على قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ويجب أن تكون بموافقة جميع الأطراف المعنية". 

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن "ما نؤمن به وندافع عنه واضح وموقفنا لم يتغير"، مضيفا: "لقد عبرنا عن ذلك وبشكل واضح. هناك معايير دولية وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي التي لا يمكن تجاهلها".

غوتيريس وحقوق الإنسان

وردا على سؤال إضافي من مراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول انتقادات لقيادته للأمم المتحدة، وجهها عدد من المسؤولين في مجال حقوق الإنسان، بمن فيهم المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، كينث روث، قال غوتيريس: "لا أوافقه الرأي، وأعتقد أننا تحدثنا في أكثر من مناسبة عن خروقات حقوق الإنسان، وعملنا عن قرب مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ولكننا نحتاج في نفس الوقت إلى أن نكون على تواصل مع الدول والحكومات، بغية الحيلولة دون تفاقم الأوضاع بشكل درامي في مناطق الصراعات. علينا أن نجمع بين الأمرين. وأعتقد أننا قمنا بذلك". 


وكان روث قد صرح، في مقابلة خاصة بـ"العربي الجديد"، بشأن أداء غوتيريس: "لقد علّقنا الكثير من الآمال على اختيار أنطونيو غوتيريس لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، لكنه أضحى اليوم يمثل خيبة أمل، وهو غير مستعد للحديث بصراحة عندما تكون الدول التي تمارس اضطهادات حقوق الإنسان ذات نفوذ، ويستخدم مصطلحات عامة وفارغة لا تسلط الضوء على الاضطهاد، ولا تشكل ضغطاً، وكأن شيئاً لم يحدث. هو يقوم بدبلوماسية خلف الأبواب، لكن لم نرَ لها بعد أي نتائج مثمرة".

ورد غوتيريس على انتقادات روث بقوله: "أنا أدعم المفوضة الخاصة لحقوق الإنسان، ولكن لكل منا أدوار مختلفة. دوري هو تحديد المبادئ وما يجب فعله. ودورها هو النظر إلى أمور بعينها". 

وشدد: "قمت بالتدخل في أكثر من مناسبة عندما كان الوضع يستحق. وفي الواقع نحن لسنا منظمة غير حكومية. نحن منظمة تقوم بدورها على أكثر من صعيد، حيث نعمل على مشاكل الأمن والسلم وحقوق الإنسان والتنمية. وعلينا في كل هذا أن نتأكد أن لدينا القدرة الكافية لخدمة الناس".

غوتيريس محبط بشأن ليبيا

وبشأن الأوضاع في ليبيا، قال غوتيريس: "أشعر بالإحباط الشديد. وأعتقد أن ما يحدث فضيحة. جاءت عدة دول إلى برلين والتزمت بعدم خرق قرارات الأمم المتحدة حول حظر تصدير السلاح لجميع الأطراف، لكن الحقيقة أن خرق قرار مجلس الأمن مستمر، ولا يوجد التزام بوقف إطلاق النار، وهناك عمليات عسكرية جارية". 

وأضاف: "الخبر الوحيد الجيد هو عقد المحادثات في جنيف المتعلقة بلجنة الخمسة زائد خمسة. ونأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق هناك. ولكن دعونا نكون واضحين أن الوضع على الأرض غير مقبول، إذ هناك استمرار لاستهداف المدنيين، وجميع الالتزامات التي تم التعهد بها لم يتم الوفاء بها". 

وحول تلك الدول، قال "هناك تقارير إعلامية بشأن الدول التي تقوم بخرق حظر السلاح، وتتحدث التقارير عن قوات تركية وحركة من مصر، ومرتزقة من السودان، ووجود لعناصر شركات خاصة روسية. لا توجد عندنا آلية للتحقق من كل هذا، ولكن طلبنا من لجنة مراقبة حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا أخذ كل هذه التقارير بعين الاعتبار".

قلق بشأن إدلب

وحول الوضع في إدلب السورية، علق المسؤول الأممي بأن "هناك عمليات عسكرية للحكومة السورية بدعم من الجانب الروسي، كما هناك مجموعات مختلفة في إدلب، بعضها مجموعات إرهابية وأخرى لا تعتبر إرهابية، وهي مجموعات مسلحة تقاتل ضد الحكومة"، وفق قوله. 

وعبر غوتيريس عن قلقه من استمرار التصعيد في شمال غرب سورية، وطالب بـ"وقف فوري للعمليات العدائية".