متحدّث "بركان الغضب": قوات حفتر تراهن على الغارات لفك الحصار عنها بطرابلس

11 ابريل 2019
من المعارك في منطقة وادي الربيع (حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -

تشهد محاور القتال جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، هدوءاً حذراً، منذ منتصف ليل الأربعاء، وسط ترقّب جولة جديدة من المواجهات بين قوات عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال محمد قنونو المتحدث الرسمي باسم عملية "بركان الغضب"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ الساعات الماضية شهدت تقدّماً لقواته في حي عين زارة، وفي طريق وادي الربيع الرئيسي، مؤكداً أنّ قوات حفتر "أصبحت تراهن على الضربات الجوية، لفتح مسارات من أجل تراجع قواتها المحاصرة داخل طرابلس".

وأعلن حفتر، الخميس الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، بين 14 و16 إبريل/نيسان الجاري، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية.

في المقابل، أعلنت حكومة "الوفاق" في طرابلس المعترف بها دولياً، الأحد، إطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة.

وأوضح قنونو أنّ "غرفة قيادة العمليات الرئيسية أشرفت، أمس الأربعاء، على تكليف قادة ميدانيين جدد بعد الدفع بتعزيزات عسكرية للمحاور"، موضحاً أنّ "لواء المحجوب من مدينة مصراته، دخل بعدد من كتائبه في القتال الحالي".

وأضاف أنّ "المسارب الترابية المتبقية، والتي تربط خلايا حفتر المسلحة داخل طرابلس، بمنطقة ترهونة، باتت معدودة وأغلب خطوط الإمداد قُطعت"، مؤكداً أنّ "تكثيف سلاح الجو التابع لحفتر يهدف إلى فتح مسارات لتراجع قواته بعد أن تم التضييق عليها".

ورجّح قنونو أن تنتهي العمليات الحالية داخل طرابلس "قريباً"، قائلاً إنّ "الخلايا المسلحة التي تسيطر على مواقع عسكرية في قصر بن غشير وأجزاء من عين زارة ووادي الربيع، هي على وشك النهاية".

وذكر قنونو أنّه "لا تغيير في محاور القتال جنوب طرابلس، فقوات الحكومة ما تزال تحافظ على مواقعها، وتصد هجمات قوات حفتر، على منطقة الساعدية وتحديداً على معسكر اللواء الرابع، بالإضافة لمنطقة السوادني جنوب غربي طرابلس وسوق الخميس جنوب شرقيها".

وتمكّنت قوات حكومة "الوفاق"، من السيطرة على مناطق القطاع الجنوبي للعاصمة طرابلس، والتي تضم: السواني والساعدية وسوق الخميس، بينما تتعامل مع خلايا تمكّنت من التسلل إلى أحياء عين زارة وقصر بن غشير ووادي الربيع، قادمة من ترهونة المجاورة في جنوب شرق العاصمة على بعد نحو 90 كيلومتراً.

في المقابل، اعترف أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر، في مؤتمر صحافي، مساء الأبعاء، بتمكّن سلاح الجو التابع لحكومة "الوفاق"، من قصف مواقع لقواته في مدينة غريان، أمس الأربعاء، ثلاث مرات.

وزعم أنّ قوات حفتر صارت على مشارف جزيرة الفرناج، وهو ما تنفيه مشاهدات مراسل "العربي الجديد" الذي أكد أنّ محاور القتال لا يزال يفصلها عن جزيرة الفرناج مسافة تزيد عن 20 كيلومتراً.

ووصف المسماري الصور التي بثتها مديرية أمن الزاوية، أمس الأربعاء، والتي تؤكد تجنيد حفتر للأطفال، بأنّها "مجرد فبركات".

وقال "لم نبلغ حتى الآن عن وجود مفقودين من قواتنا في معارك طرابلس"، مؤكداً من جانب آخر مقتل 28 من صفوف قوات حفتر، وإصابة 92 آخرين؛ بينهم 5 في العناية المركزة.

ونشرت الفرقة الأولى التابعة لمديرية أمن مدينة الزاوية غربي طرابلس، صوراً لأسرى من قوات حفتر، أظهرت أنّ معظمهم أطفال لا تزيد أعمارهم عن 17 سنة.

ودعا وزير الخارجية بحكومة "الوفاق" محمد سيالة، مساء الثلاثاء، مجلس الأمن إلى "التدخل العاجل، وتحمل مسؤوليته، واتخاذ تدابير فورية لوقف عدوان قوات حفتر، وفرض العودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة الليبية"، مؤكداً أنّه "ثبت لدينا تجنيد حفتر للأطفال في حرب مدمرة للاستحواذ على السلطة".

يُذكر أنّ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، قد قال في بيان، الثلاثاء، إنّه سيعمل على عقد الملتقى الوطني الجامع الذي كان من المقرر أن يبدأ يوم الأحد، وإنه سيفعل ذلك عندما تتوافر الظروف اللازمة لنجاحه، في ضوء الحرب التي أعلن عنها حفتر.

وعلى الرغم من أنّ بيان سلامة لم يقل صراحة إنّ المؤتمر تأجل، فمن غير المرجح على ما يبدو عقده في موعده، في ضوء المعركة الجارية بشأن طرابلس.

المساهمون