لبنان: دياب يبدأ استشارات نيابية لتأليف حكومته

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
21 ديسمبر 2019
8279120F-2A5B-487D-B55A-09E92588912D
+ الخط -
باشر رئيس الحكومة المكلّف في لبنان حسّان دياب، اليوم السبت، استشارات نيابيّة غير ملزمة في البرلمان من أجل تأليف حكومته التي قال، أمس الجمعة، إنه سيسعى لأن تبصر النور في غضون ستّة أسابيع. ويستمع دياب إلى آراء النواب حول شكل الحكومة وحصص كلّ كتلة نيابيّة فيها، في وقت كان قد تحدّث فيه عن أنّ هدفه هو أن تكون هناك حكومة اختصاصيين.
وبدأت الاستشارات بلقاء جمع دياب برئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال رداً على سؤال للصحافيين في البرلمان، قبيل اللقاء، بشأن ما إذا كان متفائلاً: "طولوا بالكن بعد ما بلشنا".
وأضاف بري بعد انتهاء اللقاء: "على الحكومة المقبلة محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي، على أن يكون تشكيلها مناسبة للمّ الشمل، وبالتالي الإصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية، بدءاً من الحراك و"المستقبل"، وانتهاءً بـ"القوات"، مروراً بـ"الاشتراكي"". 

وفي حديث صحافي، قال بري، أيضاً: "إننا ذاهبون حتماً إلى تفليسة اقتصادية ومالية، إن لم نعجّل بتشكيل حكومة تُسارع إلى اتخاذ الإجراءات والإصلاحات المطلوبة".
من جهته، قال رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري بعد لقائه دياب إنّ كتلته (المستقبل) ستحضر إلى مجلس النواب وستعلن موقفها من الحكومة.
وتوجه بكلمة إلى المتظاهرين دعماً له، قائلاً: "لكلٍّ الحق في التعبير عن مشاعره، وأتمنى على الجميع التعبير عنها بطريقة سلميّة، لأنّ القوى الأمنية والجيش لجميع اللبنانيين".
وعقد بري والحريري لقاءً ثنائياً في البرلمان، على هامش الاستشارات.
ويتّخذ الجيش اللبناني والقوى الأمنية تدابير سير في وسط بيروت، على الطريق المؤدي إلى مقرّ البرلمان، حيث أُقفِلَت المداخل المؤدية إلى المجلس. وأفادت غرفة "التحكم المروري" التابعة لهيئة إدارة السير، باتخاذ تدابير عند تقاطع الصيفي، وتحويل السير باتجاه القاعدة البحرية وتقاطع جورج حداد.


كتل تمتنع عن المشاركة في الحكومة

وقال النائب سمير الجسر، باسم كتلة "المستقبل" النيابية التي يتزعمها الحريري، بعد لقاء دياب في إطار الاستشارات، إن الكتلة لن تشارك في الحكومة، لا بطريقة مباشرة، ولا بطريقة غير مباشرة، و"تمنينا أن يكون تأليفها من اختصاصيين مستقلّين"، متمنين على دياب أن تكون مهلة تشكيل الحكومة أقلّ من الستة أسابيع التي تحدّث عنها، "لأن البلد لم يعد يستطيع أن ينتظر".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان "تيار المستقبل" يعرقل تشكيل الحكومة، قال: "نحن لن نعرقل، ولا أعتقد أننا تصرفنا بشكل يعرقل، وشاركنا في الاستشارات، وتمنينا له التوفيق".

من جهتها، أعلنت كتلة "اللقاء الديمقراطي"، التي يتزعمها تيمور جنبلاط، نجل الزعيم وليد جنبلاط، في بيان اليوم السبت، امتناعها عن المشاركة في الحكومة المقبلة، واعتذارها عن عدم المشاركة في استشارات التأليف، قائلة إنّ السياق الذي تجري فيه عملية التكليف والتأليف، يوحي بأننا أمام سيناريو معدّ سلفاً، سينتج حتماً حكومة عاجزة وغير قادرة على تلبية طموحات الشعب اللبناني.
وأضافت: "يبدو أن المعنيين بالشأن الحكومي يقاربون العملية بالطرق التقليدية التي لا ترقى إلى مستوى التحديات، ولا تأخذ بالاعتبار حجم الانقسامات الخطيرة والتشنجات بين اللبنانيين، حيث يزداد الشرخ، وتتفاقم الأوضاع، ويحتقن الشارع أكثر وأكثر، بما ينذر بالأسوأ".


إلى ذلك، يستكمل مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، جولاته على المسؤولين اللبنانيين، حيث التقى، اليوم السبت، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
وقال جعجع بعد اللقاء: "سيتّجه وفد للقاء رئيس الحكومة المكلّف، ونحن لا نريد شيئاً من الحكومة، ولا نريد أن نكون في داخلها، ونتمنى أن تكون ناجحة. المجتمع الدولي لديه تجارب سيئة مع لبنان، وبالتالي لن يضعوا قرشاً واحداً إن لم يكونوا متأكدين أنه سيصل إلى الشعب اللبناني".
ورأى أنّ المسألة المهمة اليوم هي الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي، وليس أفرقاء 8 و14 آذار، على حدّ قوله.


هدوء حذر في الشارع عقب ليلة ساخنة

وجال دياب الجمعة على رؤساء الحكومات السابقين، كما تجري العادة، واستمع إلى آرائهم، في وقت شهد فيه الشارع توتراً أمنياً لليوم الثاني على التوالي، حيث شهدت منطقة كورنيش المزرعة في العاصمة بيروت، مساء الجمعة، عمليات كرّ وفرّ بين الجيش اللبناني ومحتجين مؤيدين بغالبيتهم لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، عمدوا إلى رمي الحجارة والمفرقعات النارية باتجاه القوى الأمنية، وإشعال المستوعبات، وإغلاق الطريق باتجاه المتحف.
وردّد المحتجون هتافات تنوعت بين الرافضة تكليف دياب رئاسة الحكومة، وعودة الحريري، وأخرى مؤيدة للأخير.
وفي شمال لبنان، قطع المحتجون طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس بالإطارات المشتعلة والحجارة.

وفي محاولة لاحتواء الاحتجاجات، ناشدت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريا الحسن، منتصف ليل الجمعة/ السبت، الشباب المحتجين في كورنيش المزرعة (غربي بيروت) وطرابلس (شمالي لبنان) إخلاء الطرق والساحات "درءاً للأخطار والفتن".
وكان الحريري قد دعا عبر تغريدة على "تويتر"، في وقت سابق الجمعة، جميع محبيه إلى الخروج من الشارع فوراً.
وبعيد منتصف الليل، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بعودة الهدوء إلى منطقة كورنيش المزرعة، حيث توقف إطلاق المفرقعات النارية باتجاه الجيش والقوى الأمنية ورشق الحجارة، فيما حثّ عدد من أهالي منطقة الطريق الجديدة المتظاهرين على عدم التعرض للجيش والقوى الأمنية. وأشارت غرفة "التحكم المروري"، صباح اليوم السبت، إلى أن طريق كورنيش المزرعة سالكة بالاتجاهين.
وقال دياب الجمعة، في مقابلة مع محطة "دويتشه فيله" التلفزيونية، إنه سيعمل على تشكيل حكومة خلال ستة أسابيع، قائلاً: "الحكومات السابقة في العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى إلى تأليف حكومة في غضون أربعة أسابيع أو في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع".
وكُلّف دياب، الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي سابقاً، تشكيل الحكومة الجديدة الخميس، بعد اكتمال الاستشارات النيابية، وحصوله على 69 صوتاً (من أصل 128 صوتاً).
وبُعيد تكليفه، تظاهر مئات المحتجين الخميس، في كلّ من العاصمة بيروت، وصيدا جنوبي لبنان، وطرابلس شمالاً.
ومنذ استقالة حكومة الحريري، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية.

ذات صلة

الصورة

مجتمع

منذ ثلاث سنوات، جمعت وليام نون وماريا فارس مأساة خسارة أعز الناس جراء انفجار مرفأ بيروت المروع. وبعد أسابيع، سيجمعهما زواج يكلّل حباً وُلد من رحم الأحزان، ويكرس عهدهما بالنضال حتى تحقيق العدالة لضحايا الكارثة.
الصورة
من وقفة مناهضة للعنف ضد النساء في لبنان (حسين بيضون)

مجتمع

جريمة قتل مروعة جديدة تطاول النساء في لبنان، إذ قُتِلَت اللبنانية راجية العاكوم، أمس الخميس، على يد طليقها علي العاكوم دعساً في بلدة بسابا قضاء الشوف.
الصورة

مجتمع

قبل سنوات، لجأ سامر وعائلته إلى لبنان هرباً من الحرب في بلاده، لكن الأمن الذي سعوا إليه ترافق مع ظروف معيشية صعبة وغالباً مع خطاب عنصري ضد اللاجئين السوريين، وصولاً إلى هاجس الترحيل.
الصورة
انقسم اللبنانيون بين توقيتين (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

بلغ الانقسام الطائفي في لبنان مرحلة سوريالية يصعب تصديق أن تحصل في أي مكان آخر. ففي ذلك البلد، صار هناك توقيتان اثنان للساعة في ظاهرة عجيبة تكاد تطيح ما تبقى من سلم أهلي