الجيش اللبناني يفتح الطرقات بالقوة... والمحتجون ينقلون حراكهم إلى مؤسسات الدولة
عمد الجيش اللبناني في اليوم العشرين على انطلاق الانتفاضة في لبنان، إلى فتح الطرقات الرئيسية بالقوة، وتوقيف عدد من المتظاهرين الذين أكدوا أنّ حراكهم سلميّ، في وقت بدأت الانتفاضة بأخذ منحى جديد، إذ قام محتجون في عدد من المناطق بإقفال مؤسسات عامة وإدارات تابعة للدولة، في خطوة للضغط باتجاه تأليف حكومة جديدة تضمّ أخصائيّين.
وبدأ الجيش صباح اليوم الثلاثاء، بفتح الأوتوستراد الساحلي الذي يربط مناطق الشمال بالعاصمة بيروت، وحصل تدافع وتضارب في نقطتي الزوق وجل الديب، حيث عملت العناصر الأمنية على إزاحة المتظاهرين والسيارات وخيم الاعتصام من وسط الطريق بالقوة.
وحصلت حالات إغماء وإصابات في صفوف المحتجين، وأفاد الصليب الأحمر اللبناني عبر "تويتر" بنقل إصابتين، واحدة من الزوق، والأخرى من جل الديب. وأظهر البث المباشر لقنوات التلفزة اللبنانية استخدام الجيش للقوة في فضّ الاعتصامات، بالإضافة إلى توقيفه العشرات من الشبان والشابات.
Twitter Post
|
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية بأنّ الجيش فتح المسلك الشرقي لأوتوستراد جل الديب، وعمل على إزالة المنصة والسيارات، وبذلك يكون الأوتوستراد قد فُتح بمسلكيه.
وفي الزوق، نجح الجيش بإعادة فتح الطريق بعد تدافع وتضارب مع المحتجين، كما أقدم على إزالة الخيم من المكان.
كذلك، فُتح الطريق على تقاطع الشيفروليه، بالإضافة إلى الأوتوستراد في البترون، وشكا، وجبيل.
وفي ساحة إيليا في مدينة صيدا جنوبي لبنان، قام بالجيش بإزالة الخيم التي كان قد وضعها المعتصمون على جانبي طريق التقاطع، إضافة إلى المنصة الرئيسية الخاصة بالخطباء، فيما بقيت تلك التي وضعت في حديقة الناتوت الوسطية.
من ناحيتها، أعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أنه "في إطار الخطة الأمنية المشتركة، قامت قوة من المديرية العامة للأمن العام قبل ظهر اليوم بإزالة خيم المعتصمين عند دوار ساحة ساسين في الأشرفية وأعادت فتح الطرق أمام المواطنين".
Twitter Post
|
وفي عاليه، فتح المتظاهرون الطريق عند دوار عاليه على المسلكين، موضحين أنّهم قرّروا فتحها بإرادتهم، ليتوجهوا إلى المصارف في المنطقة والاعتصام أمام أبوابها.
وفي البقاع، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنّه أعيد فتح الطرقات عند مستديرة زحلة، ورُفعت السواتر الترابية تمهيداً لفتحها بالكامل أمام المارة، تجاوباً مع رغبة الجيش.
كما أُعيد فتح طريق تعلبايا سعدنايل من قبل الجيش، وقامت جرافة تابعة له بإزالة الأتربة من الطريق.
إقفال مؤسسات ومرافق العامة
وفي خطوة نوعيّة، قرّر المحتجون نقل تحركاتهم إلى المؤسسات والمرافق العامة التابعة للدولة اللبنانية. ونفّذ عدد من المواطنين وقفتين أمام مبنيين تابعين لشركة "تاتش" للاتصالات الخليوية في بيروت، داعين إلى أن تتحوّل استراتيجية قطع الطرقات إلى زحف بشري نحو المرافق العامة والوزارات وأماكن النهب والهدر.
وشدّد متظاهرون، في حديث إلى "العربي الجديد"، على ضرورة احتلال وإقفال هذه المؤسسات وصولاً إلى تحريرها من أيدي السلطة وإعادتها إلى المواطنين"، مشيرين إلى أنّ هذه الخطوة وسيلة للضغط على السلطة لتشكيل الحكومة.
وتحدّث متظاهرون آخرون عن أنّ أسعار خدمات الخليوي في لبنان سيئة وتُعتبر من الأغلى في العالم، مؤكدين ضرورة العمل على تخفيضها.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
إلى ذلك، طلب محتجون من المصارف في جب جنين في البقاع الغربي إقفال أبوابها، في وقت أقدم المتظاهرون في النبطية (جنوب لبنان) على إقفال مصرف لبنان ومنعوا الموظفين من الدخول إليه خلال الاعتصام الذي نفذوه صباحاً أمام فرع المصرف وهم يحملون الأعلام اللبنانية ويرددون هتافات ضد حاكم المصرف والمجلس النيابي.
ووفق "الوكالة الوطنية"، أقفل المتظاهرون عدداً من المصارف في النبطية ومكتب البريد "ليبان بوست".
وفي صيدا، وصلت مسيرة طالبية إلى أمام مصرف لبنان، حُملت فيها الأعلام اللبنانية، وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني.
وكان الطلاب انطلقوا من أمام مدارسهم في صيدا إلى ساحة إيليا، وتجمعوا وسط الساحة، قبل أن ينطلقوا في تظاهرة حاشدة جابت شوارع المدينة وهم يرفعون علماً لبنانياً عملاقاً، وسط هتافات مؤيدة للحراك، وداعية لمواصلته حتى تحقيق المطالب.
Twitter Post
|
وفي طرابلس شمالي لبنان، جابت مسيرات راجلة وعلى الدراجات النارية شوارع المدينة، ردّد خلالها المحتجون هتافات تطالب بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة.
وقد حصل إشكال أمام مصلحة مياه لبنان الشمالي، بين الموظفين والمتظاهرين الذين طالبوا بإقفال المصلحة، وفق "الوكالة الوطنية"، فتدخلت العناصر الأمنية المولجة بحماية المرافق العامة وأعادت الأمور إلى طبيعتها، وغادر الموظفون مكاتبهم وتم إقفال أبواب المصلحة.
وفي منطقة زغرتا الشمالية، شُلّت الحركة الإدارية في الدوائر الحكومية في مبنى سرايا زغرتا، بسبب الاعتصام الذي نفذته مجموعة من المحتجين صباحاً أمام المبنى، ولم يستطع بسببه وصول عدد كبير من الموظفين إلى مركز عملهم، وبالتالي باتت الحركة داخل السرايا شبه متوقفة، إلا ممن استطاع الوصول إليها سيراً على الأقدام.
Twitter Post
|
المشاورات السياسية تراوح مكانها
سياسياً، لا تزال الأزمة الحكوميّة تراوح مكانها، في وقت استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال وصهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل، اليوم الثلاثاء، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وعرض معه للتطورات في لبنان من جوانبها المختلفة.
وكان، وفق ما أوردته "الوكالة الوطنية"، "تطابق في وجهات النظر لجهة وجوب الحفاظ على الاستقرار والعمل من ضمن المؤسسات والدستور لإحداث التغييرات الإصلاحية اللازمة، بالاستماع الى صوت الناس، وتلبية مطالبهم، من دون المسّ بالانتظام العام".
كلودين عون روكز: لم أسمع خطاب باسيل
وبرز اليوم موقف لإحدى بنات رئيس الجمهورية ميشال عون، كلودين عون روكز، وهي زوجة العميد المتقاعد في الجيش اللبناني النائب شامل روكز، الذي انفصل، الأسبوع الماضي، عن "تكتل لبنان القوي" الذي يقوده باسيل.
وقالت روكز، لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، إنّها لم تسمع خطاب باسيل في محيط القصر الجمهوري في بعبدا، الأحد، لافتة إلى أنها اطلعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على كلمة الرئيس عون، "وهي كانت جامعة، كما خطابه الخميس الماضي"، على حدّ تعبيرها.
وتعليقاً على تأكيد باسيل أنّه لا مكان في التيار للخائف أو الخائن، تقول: "بعض الأصدقاء أرسلوا إليّ هذا المقطع لأنّهم اعتبروا ربما أنه موجّه الى زوجي العميد شامل روكز، وأياً يكن الأمر، فإنّ أحداً لا يعطي العميد روكز دروساً في الوطنية والوفاء، ولا أحد مؤهّلاً لذلك أصلاً. إنّ رصيد العميد نابع بالدرجة الأولى من محبة الناس واحترامهم له، وهو لم يجمع هذا الرصيد الشعبي ولم يُنتخب نائباً بفضل أي شخص، وإنما بفضل مسيرته الوطنية، ولذلك لا نعتبر أننا معنيون بتهمة الخيانة، لأنو ما حدا إلو علينا شي حتى نُتهم بأننا خذلناه".
وأضافت: "بالنسبة إليّ، الخائن الحقيقي هو من لا يكون سلوكه على قدر تطلعات شعبه".
Twitter Post
|