مع اختلاط الصورة في مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، شمال سورية، بعد انسحاب القوات الأميركية من المدينة، يبدو أن القوات الروسية هي المسيطرة حاليا هناك، برغم إعلان النظام السوري دخول قواته للمدينة، الأمر الذي نفته مصادر "الجيش الوطني" التابع للمعارضة، معتبرة أن القوات التي دخلت تتبع لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بعد تنكرها بلباس قوات النظام.
وقد أعلنت روسيا أنها سيّرت دورية على متن سيارات مدرعة في مدينة منبج عقب انسحاب القوات الأميركية منها.
وقال ضابط الشرطة العسكرية الروسية سفر سافاروف إن قواته سيرت أول دورية لها في منبج، وأن القتال على أطراف المدينة (بين قوات النظام السوري والقوات التركية المدعومة من الجيش الوطني) توقف تلقائيا، حيث "لا يريد الأتراك ولا الأكراد إلحاق الأذى بنا، فبفضل عملنا، توقف القتال".
وأوضح أن دورية للجيش الروسي جابت شوارع منبج وضواحيها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، معتبرا أن مهمة تلك القوات هي "ضمان سلامة السكان في حال اندلاع أي مواجهات".
ووصلت وحدات من الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة منبج في ريف حلب الشمالي بعدما أعلنت قوات النظام، الإثنين، دخول المدينة.
من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقتل جندي تركي وجرح ثمانية آخرين بقصف لقوات النظام السوري في منطقة منبج. وقال أردوغان، مساء أمس الثلاثاء، إن قصفا مدفعيا لقوات النظام مصدره مدينة منبج أدى لمقتل الجندي وسقوط الجرحى، مشيرا إلى أن الجيش التركي رد بقصف مدفعي مكثف، بحسب وكالة "رويترز".
واعتبر أردوغان إن دخول "الجيش السوري مدينة منبج ليس أمرا سلبيا، شرط خروج الإرهابيين من المنطقة". وأوضح في تصريح نقلته قناة "NTV" التركية، أن المحادثات مع روسيا والولايات المتحدة بشأن مدينتي عين العرب ومنبج مستمرة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، أمس، أن قوات النظام سيطرت على كامل مدينة منبج وريفها التي كانت تحت سيطرة "قسد"، بعد انسحاب القوات الأميركية من المنطقة، فيما أعلن مسؤولون في "الإدارة الذاتية" الكردية توصلهم لاتفاق مع روسيا والنظام السوري على دخول الأخير إلى محيط مدينتي منبج وعين العرب، بينما أعلن النظام تحرك وحدات من قواته لمواجهة الجيش التركي في هاتين المنطقتين.
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية في ريف حلب انسحاب عناصر قوات النظام من خطوط التماس مع قوات الجيش الوطني السوري.
وأوضحت المصادر أن قوات النظام سحبت دباباتها من القرى المحيطة بمدينة منبج عقب قصف مدفعي قامت به تسبب في مقتل عسكري تركي وإصابة آخرين. وتقول المصادر إن أهالي مدينة منبج تظاهروا الليلة الماضية للمطالبة بخروج قوات النظام وقوات "قسد" من مدينتهم عقب وصول تعزيزات لمليشيات كردية من أحياء حلب متنكرة بزي النظام، بموجب اتفاق بين "قسد" والنظام.
من جهته، نفى المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني"، الرائد يوسف حمود، دخول قوات النظام إلى منبج، معتبرا أن ما حصل هو خدعة متفق عليها بين مليشيا قسد وقوات النظام لعرقلة سير العملية العسكرية المشتركة مع تركيا ضد مليشيا "قسد" في مناطق شمالي شرقي سورية.
وقال حمود، في تسجيل صوتي، إن "قسد" والنظام اتفقا على خروج جميع قوات "قسد" الموجودة في حلب ودخولها بأرتال إلى مدينة منبج وهي تردي زي قوات النظام وترفع راياته وأعلامه.
من جهته، أكد مصطفى السيجري، القيادي في "الجيش الوطني،" أيضا، أن قوات النظام لم تدخل منبج، وأعلام النظام ترفع هناك بموجب الاتفاق الأخير بين إلهام أحمد، الرئيس التنفيذي المشترك لـ"مسد" (مجلس سورية الديمقراطية)، ومخابرات النظام في دمشق.