النظام يحشد حول إدلب وتوقعات بعملية عسكرية محدودة

10 اغسطس 2018
استعدادات لمعركة وشيكة في آخر معاقل المعارضة(محمد قدور/فرانس برس)
+ الخط -
تواصل قوات النظام السوري إرسال تعزيزات الى محيط محافظة إدلب، شمالي غرب سورية، استعدادًا كما يبدو لعملية عسكرية ضدّ المحافظة التي تعتبر المعقل الأخير للمعارضة المسلحة، بينما تواصل أيضًا استهداف مناطق في المحافظة بالقصف المدفعي، إضافة لمناطق ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية وغرب حلب.

وقالت مصادر محلية إن قوات النظام استهدفت، مساء أمس، وصباح اليوم الجمعة، بالصواريخ والرشاشات الثقيلة، مناطق في مثلث جسر الشغور – سهل الغاب – ريف اللاذقية، طاول كبانة في جبل الأكراد، ومناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، إضافة لمحيط بلدة الناجية وقرية بداما ومرعند في الريف لغربي لمدينة جسر الشغور، ما أسفر عن سقوط جرحى.


كما سقطت عدة قذائف أطلقتها قوات النظام على قرية المشيك بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، بالتزامن مع قصف مماثل على محاور تردين والخضر في جبل الأكراد في الريف الشمالي للاذقية، وقريتي العنكاوي والقرقور، في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. كما طاول القصف الصاروخي، بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، بلدة كفرنبودة وقرية الصخر في ريف حماة الشمالي.

إلى ذلك، ذكرت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" و"الحزب الإسلامي التركستاني" تسلما نقاطًا تابعة لفصيل "فيلق الشام"، وفصائل أخرى في محور كبانة بريف اللاذقية الشمالي، في إطار الاستعداد لهذه المعركة كما يبدو.

ومع تصاعد عمليات التحشيد والقصف، رجّح مصدر عسكري، تحدث لـ"العربي الجديد"، أن تكون قوات النظام تحضّر لعمل عسكري، ربما يكون محدودًا، في منطقة سهل الغاب – جبال اللاذقية – جسر الشغور، خلال الفترة المقبلة.

وتوقع المصدر أن يسعى النظام وروسيا إلى مزج عنصري "المصالحة" والعمل العسكري على غرار ما حصل في الغوطة الشرقية ودرعا للسيطرة على الوضع في إدلب، مع تجنب شن عملية عسكرية واسعة تتسبب في تهجير أعداد كبيرة من المدنيين، وتفسد التحالف التكتيكي بين روسيا وتركيا.


ولم يستبعد المصدر أن يتم حصر عناصر الهيئة والمقاتلين المتشددين الآخرين في منطقة واحدة بغية توجيه المعركة ضدهم، وتجنب مواجهة بقية الفصائل التي سيحاولون استمالتها إلى نوع من التفاهمات مع النظام وروسيا.

وفي هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيزور أنقرة، الإثنين، المقبل لبحث الوضع في سورية مع نظيره التركي.


من جهته، قال عضو وفد أستانة المعارض، العقيد فاتح حسون، لـ"العربي الجديد"، إن هناك خيارات وسيناريوهات محضرة في حال رفض هيئة تحرير الشام تفكيك نفسها من تلقاء نفسها، وهي جميعًا تؤدي بالنهاية إلى تفكيك التنظيمات غير المرغوب فيها، ولم يعد أمامها حلول بالبقاء، مضيفًا: "إذا لم تفكك هيئة تحرير الشام فسيتم تفكيكها بالقوة الأمنية أو بالقوة العسكرية والمفاوضات".

وبشأن العملية العسكرية للنظام في إدلب، قال حسون إنها مستبعدة وفق التفاهمات الحاصلة بين تركيا وروسيا من جهة، وبين تركيا وأميركا من جهة أخرى، معتبرًا أن الأمر الآن بيد تركيا، وهي تأخذ بالحسبان جميع السيناريوهات المحتملة في أي عمل عسكري بإدلب، إن كان من جهة النظام أو هيئة تحرير الشام، و"لذلك نرى تغييرًا في البنية العسكرية لفصائل الثورة تقوده تركيا بشكل مباشر".

وأوضح حسون أن الشركاء في أستانة "رضوا أن تتولى تركيا حل هذا الأمر مع الفصائل التي وصفوها بالمعتدلة، ورغم أن الأمر يدس السم في العسل لتوريط تركيا والفصائل بحرب ضد الهيئة، إلا أن تركيا قادرة على ضبط الملف بما يخدم مصالحها وأمنها القومي وهدفها الاستراتيجي في سورية المتمثل بإسقاط النظام الذي قتل قرابة نصف مليون من شعبه".

وكانت الأمم المتحدة دعت أمس الخميس، إلى إجراء مفاوضات عاجلة لتجنّب "حمام دم في صفوف المدنيين" في محافظة إدلب.

وقال يان إيغلاند، رئيس فريق مهمّات الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: "لا يمكن السماح بامتداد الحرب إلى إدلب"، معربًا عن أمله في أن تتمكن الجهود الدبلوماسية الجارية من منع عملية عسكرية برية كبيرة يمكن أن تجبر مئات الآلاف على الفرار.

وأضاف أنه "مسرور لسماع الدبلوماسيين من حلفاء الأسد، روسيا وإيران، إضافة إلى تركيا التي تدعم المعارضة، يقولون إنهم ملتزمون بتجنّب عملية هجومية واسعة في إدلب".