إيران تُسلم العراق رفات 128 جندياً قتلوا في حرب الخليج الأولى

21 يونيو 2018
استمرت الحرب الإيرانية -العراقية ثمانية أعوام(جاك بيفلوفسكي/Getty)
+ الخط -
بالرغم من مرور ثلاثة عقود على انتهاء الحرب العراقية - الايرانية التي اندلعت بداية ثمانينيات القرن الماضي، فقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم الخميس أنّ السلطات الايرانية سلّمت العراق رفات 128 عسكرياً عراقياً قتلوا أثناء حرب الخليج الأولى.

واستمرت الحرب الإيرانية العراقية 8 أعوام وراح ضحيتها أكثر من مليون عراقي وإيراني بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية.

وذكر بيان للوزارة أنه "بعد مساعٍ بذلها المسؤولون العراقيون من أجل إعادة رفات الجنود العراقيين، استجابت السلطات الإيرانية لطلبهم، وقامت بإعادة عشرات من رفاتهم إلى الجانب العراقي".

وأشار البيان إلى أنه تمّ إكمال فحص عينات "دي أن إيه" الخاصة بهم، من قبل دائرة الطب العدلي، داعية ذوي الجنود القتلى إلى مراجعة الوزارة لتسلم رفاتهم، كما نشرت الوزارة قائمة بأسماء هؤلاء الجنود الذين وصلت رفاتهم من الجانب الإيراني.

من جهته، أوضح عبد الكريم الحساني، الموظف في قسم مطابقة رفات ضحايا الحروب، أن إجراء مطابقة لرفات مضى عليها أكثر من 30 عاما أمر غاية في الصعوبة.

وأضاف الحساني: "رغم الفترة الطويلة التي استغرقت للتعرف على الرفات، إلا أنه بالإمكان القول إنّ العملية تمت بنجاح"، مشيراً إلى أن بعض الرفات تمّ استلامها من الجانب الإيراني منذ عام 2011، وبعضها في سنة 2012، والبعض الآخر في 2014.

إلى ذلك، رأت السيدة شيماء حسين، ابنة أحد المفقودين في الحرب، أنه "من المؤلم أن تتلقى العوائل خبر استلام رفات أبنائها وذويها الذين فقدوا أو أسروا في الحرب، حتى وإن كانت تلك العوائل تعتقد مئة بالمئة أنّ أبناءها الذين ذهبوا للدفاع عن بلدهم، قد قتلوا فعلاً في حرب ليس فيها رابح".

وبيّنت حسين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "قبل ثلاثة أعوام، كانت هناك دفعة من الرفات تسلمها الجانب العراقي، وبالفعل تلقينا خبراً بوجود رفات والدي الذي فقد في الحرب العراقية الايرانية، فذهبنا إلى محافظة البصرة في أقصى الجنوب العراقي، لإجراء التحليلات اللازمة، الا أن التحليل لم يكن مطابقاً، لافتة إلى أنه "هذه المرة أيضاً، ورد اسم والدي والمعلومات ذاتها، وأعتقد أنّ هناك تشابهاً في الأسماء، وأن رفات هذا المفقود تعود إلى شخص"، معربة عن أملها في "ألا تبقى رفات هذا الشخص مجهولة"، وأن يعثر جميع ذوي المفقودين في تلك الحرب على رفات أبنائهم.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد ذكرت، في تصريحات سابقة، أن مصير عشرات الآلاف من المختفين أثناء الحرب العراقية - الإيرانية لا يزال مجهولاً، ما يحرم الأسر من تجاوز فصل مؤلم في حياتهم، ويبقيهم في حالة انتظار معرفة مصير أحبائهم.

وبين فترة وأخرى، يتبادل العراق وإيران رفات ضحايا قضوا في الحرب، وذلك بإشراف اللجنة العراقية - الإيرانية المشتركة، والتي اتفق البلدان على تشكيلها بهدف البحث عن رفات ضحايا الحرب. وقد تمّ الإفراج بحسب طهران عن 59830 جندياً عراقياً و39417 جندياً إيرانياً منذ عام 1988، ويقدر مسؤولون حكوميون عراقيون أنّ هناك أكثر من 13 ألف أسير، إضافة إلى أكثر من 56 ألف مفقود.

وعرفت "حرب الخليج الأولى" (التي تعرف محلياً داخل العراق بحرب "قادسية صدام")، بأنها أطول حروب القرن العشرين، والتي نشبت بين العراق وإيران في 22 سبتمبر/أيلول 1980 وانتهت في 8 أغسطس/آب 1988.

دلالات
المساهمون