غياب الأزمة الخليجية عن القمة العربية: مرحلة تجميد التصعيد

16 ابريل 2018
امتنعت الجامعة العربية عن إدراج الأزمة بجدول القمة(فرانس برس)
+ الخط -
لم تحضر الأزمة الخليجية في القمة العربية الـ29 في مدينة الظهران، شرقي السعودية، أمس الأحد، بعدما امتنعت إدارة الجامعة العربية عن إدراجها على جدول الأعمال، الذي عجّ بـ18 بنداً، فيما قال المتحدث باسم الجامعة محمود عفيفي، إن أياً من أطراف الأزمة لم يطلب منذ نشوبها إدراجها على جدول الأعمال.

لكن وزراء خارجية دول الحصار (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) عقدوا اجتماعاً تشاورياً على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب، يوم الخميس الماضي، تمسكوا فيه بالمطالب الـ13 التي كانت قطر قد رفضتها، كما رفضها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسيط الأزمة، خلال زيارته للولايات المتحدة ولقائه بالرئيس دونالد ترامب، إذ قال إن "بعضها يمس السيادة".

ويرى كثيرون أن القمة العربية كان يمكن أن تكون فرصة ذهبية لدول الحصار كي تزيد من ضغوطها السياسية والاقتصادية على قطر، وهو ما حاولت فعله خلال القمة الخليجية التي انعقدت في الكويت أواخر العام الماضي، حين سعت إلى نقل القمة من الكويت إلى الرياض لمنع قطر من المشاركة فيها، ثم حاولت عقد قمة ثلاثية تجمع السعودية والإمارات والبحرين، ثم رضخت أخيراً للتمنع الكويتي، وشاركت في القمة بوفد منخفض المستوى، وتجاهلتها إعلامياً وسياسياً. 

وتراجع الزخم الإعلامي لاتهامات دول الحصار، إذ لم تفلح حملات العلاقات العامة، التي صرفت عليها السعودية والإمارات ملايين الدولارات للحديث عن اتهام قطر بدعم الإرهاب وإقامة مؤتمرات في باريس ولندن، بالإضافة إلى تجمعات قبلية على الحدود السعودية القطرية، في الضغط على الدوحة.

ودفع هذا الفشل إلى قيام مستشار ولي العهد السعودي، وأحد أكبر مخططي السياسات الإعلامية السعودية، سعود القحطاني، بتدشين مشروع وهمي لحفر قناة مائية على الحدود القطرية السعودية، لجعل قطر جزيرة جغرافياً. كما استعمل ولي العهد محمد بن سلمان للمرة الأولى خطاباً مغايراً، حينما قال إن أزمة قطر تشبه حصار الولايات المتحدة لكوبا، وأنه سيطيل من عمر هذه الأزمة "الصغيرة جداً جداً"، بحسب تعبيره، مفضلاً عدم الحديث عن أي تصعيد فيها، خلال لقاءاته الإعلامية الأخيرة في وسائل الإعلام الغربية، ما يعني أن سياسة "تبريد الأزمة" وتجميدها باتت هي المستخدمة من الجانب السعودي.

وربما قد يكون ذلك كله ناتجاً جزئياً عن ضغوط الرئيس الأميركي على كافة الأطراف، وخصوصاً على الطرف السعودي، للتهدئة، إذ نقلت وكالة "رويترز" عن ترامب مطالبته للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بالتوصل إلى حلٍّ سريع للأزمة التي عصفت بحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، كي يتفرغوا لمواجهة إيران، بما أن "خصومة السعوديين والقطريين لا منطق لها"، على حدّ تعبيره.

كما أن الوساطة الكويتية في الأزمة، التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ساهمت في تنحية الأزمة عن جدول أعمال القمة العربية، إذ إن وزير خارجية كويتيا سابقا قال لمسؤولين في الديوان الأميري، كما نقلت "العربي الجديد" في بداية حصار قطر، إن الأمل بحلٍّ سريع قد بات بعيداً، والأزمة ستطول، لكن الهدف الآن هو تجميدها على وضعها الحالي، وعدم تصعيدها إلى مراحل أعلى.

 

المساهمون