العراق: صمتٌ حكومي إزاء تحذيراتٍ من نشاط متصاعد لـ"داعش" بالموصل

21 نوفمبر 2018
بقيت مناطق عراقية دون تطهير حقيقي من "داعش"(Getty)
+ الخط -

التزمت الحكومة العراقية الصمت، إزاء الاعتداءات الأمنية الأخيرة في مدينة الموصل، التي شهدت تفجيرات عدة بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، ذهب ضحيتها عدد من المدنيين وأفراد الأمن، في وقت تتصاعد تحذيرات زعامات سياسية عراقية، من خطورة عودة نشاط تنظيم "داعش" إلى المدينة.

وقال زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، في تغريدةٍ على موقع "تويتر"، إن "الموصل في خطر، وخلايا الإرهاب تنشط، وأيادي الفاسدين تنهش، أنقذوا الموصل"، فيما دعا وزير الداخلية الأسبق، باقر جبر الزبيدي، إلى إجراء تغييرات سريعة في هرم السلطة العسكرية، محذراً من عودة التنظيم الإرهابي.

وأوضح الزبيدي في بيانٍ صحافي، أنّه "خلال متابعتنا الخروقات الأمنية التي حصلت في جنوب الموصل وعموم محافظات الأنبار وصلاح الدين، نودّ أن نؤكد أننا سبق أن أشرنا إلى القواعد الجديدة التي بناها داعش بعد هروبه من قلب أيمن الموصل تجاه الشرقاط والحضر والجزر (الغابات) التي تنتشر في وسط دجلة جنوب الموصل، فضلاً عن الشرّ القادم من الحدود، وبقاء هذه المناطق دون تطهير حقيقي، ومعها مناطق جبل مكحول وجبال حمرين والخانوكة".

ورأى وزير الداخلية العراقي الأسبق أن "الخلل يكمن في وجود قيادات أمنية انشغلت خلال السنوات الماضية بعمليات تهريب للسكائر والأغنام والنفط الخام، وبيع المناصب الأمنية وابتزاز المستثمرين والمواطنين، كذلك وجود قيادات عسكرية في الصف الأول تربطها علاقات صلة الرحم مع قياديين في تنظيم داعش"، داعياً إلى "إجراء تغييرات سريعة في هرم السلطة العسكرية في المحافظات، ومكافحة الفساد بشكل يكفل منع داعش من تأسيس قواعد له تعيدنا إلى المربع الأول".

ورغم هذه التحذيرات الخطيرة، لم تبد الحكومة أي موقف إزاء ما أثير من مخاوف، والتزمت الصمت، من دون أن تتخذ أي إجراءات احترازية لحماية الموصل.

وأكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، أن أي أوامر جديدة لم تصدر لاتخاذ خطط طارئة لحماية الموصل، مبيناً أنّ "معلوماتنا الاستخبارية أكدت وجود مخاطر تحيط بالموصل، وأنّ الإجراءات الأمنية أضعف بكثير من المطلوب".

من جهته، دعا محافظ الموصل السابق، أثيل النجيفي، إلى "التعاون" لإنقاذ الموصل، مشدداً على ضرورة "منع الفاسدين من الاستمرار في العبث بالموصل، ووضع حلول سريعة، فالموصل تسببت سابقاً بضررٍ لجميع العراق، وسيتكرر ذلك إذا اختل الأمن فيها، أو نشطت خلايا "داعش" مجدداً، أو إذا استمر العابثون الفاسدون، فستحصل كارثة جديدة للعراق".

وكان مسؤولون عراقيون حذروا في وقت سابق من خطورة الصراع السياسي في العراق، خاصة في ما يتعلق بالخلاف على حقيبتي الداخلية والدفاع، على الملف الأمني، حيث بدأت تداعياته تظهر بعودة العنف مجدداً، في ظل تخبط أمني واضح في عدد من مناطق البلاد، وسط تحذيرات من مغبة عدم حسم الوزارتين.

 

دلالات
المساهمون