كوريا الشمالية... تاريخ طويل من التجارب الصاروخية

30 اغسطس 2017
يابانيون يتابعون إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي (Getty)
+ الخط -
لم يكن صباح اليابان، أمس الثلاثاء، هادئاً، مع تحليق صاروخ بالستي كوري شمالي فوق الجزء الشمالي من البلاد، قبل سقوطه في البحر. وأفادت كوريا الجنوبية بأن "الصاروخ قطع 2700 كيلومتر على ارتفاع حوالي 550 كيلومتراً". والصاروخ هو الأول من نوعه منذ 8 سنوات. وفاجأت الخطوة الكورية الشمالية المجتمع الدولي، في ظلّ المخاوف من إمكانية زيادة الطموحات العسكرية لبيونغ يانغ.

في هذا السياق، بدأت الطموحات الكورية الشمالية منذ أواخر السبعينيات، من خلال العمل على نموذج من صاروخ "سكود بي" السوفييتي (مداه 300 كيلومتر)، الذي جرّبته في عام 1984. وبين عامي 1987 و1992 قامت بيونغ يانغ بتطوير صواريخ من طراز "سكود سي" (مداه 500 كيلومتر)، و"رودونغ 1" (1300 كيلومتر) و"تايبودونغ 1" (2500 كيلومتر) و"موسودان 1" (3 آلاف كيلومتر) و"تايبودونغ 2" (6700 كيلومتر).

وفي أغسطس/ آب 1998، تمّت تجربة صاروخ "تايبودونغ 1" فوق اليابان. ورغم إعلان بيونغ يانغ أن "العملية تهدف إلى وضع قمر صناعي في المدار"، إلا أن الولايات المتحدة أكدت أنها "تجربة صاروخية". وفي سبتمبر/ أيلول 1999، أعلنت كوريا الشمالية تجميد تجارب الصواريخ البعيدة المدى بالتزامن مع تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة. وفي 12 يوليو/ تموز 2000، فشلت محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حول الصواريخ، بعدما طالبت بيونغ يانغ بمليار دولار مقابل وقف صادراتها من الصواريخ.

وفي 3 مارس/ آذار 2005، أنهت بيونغ يانغ تجميد التجارب الصاروخية البعيدة المدى، مبررة ذلك بـ"السياسة العدائية لإدارة الرئيس جورج بوش تجاهها". وفي 5 يوليو 2006، أجرت كوريا الشمالية تجربة على سبعة صواريخ، بينها "تايبودونغ 2" البعيد المدى، الذي انفجر في الجو بعد 40 ثانية من إطلاقه. وفي 15 يوليو 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي القرار 1695 الذي طالب بوقف كل أنشطة الصواريخ البالستية في كوريا الشمالية، وحظر الاتجار بمواد تدخل في صنع الصواريخ مع كوريا الشمالية.

وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2006، أجرت كوريا الشمالية أول تجربة نووية تحت الأرض، وفي 14 أكتوبر من العام عينه، اعتمد مجلس الأمن القرار 1718، الذي طالب بوقف التجارب الصاروخية والنووية الكورية الشمالية. وفي 5 إبريل/ نيسان 2009، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى، حلّق فوق اليابان وسقط في المحيط الهادئ. وصفت بيونغ يانغ العملية بأنها "محاولة لوضع قمر صناعي في المدار". أما الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، فاعتبرت أنها "تجربة مقنعة لصاروخ تايبودونغ 2".



وفي 13 إبريل 2009، دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع إطلاق الصاروخ ووافق على تشديد العقوبات. وأدى ذلك إلى انسحاب كوريا الشمالية من المفاوضات السداسية (الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية)، حول برامجها العسكرية، متوعدة بإعادة إطلاق برنامجها لصنع البلوتونيوم.

وفي 25 مايو/ أيار 2009، أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية تحت الأرض، أقوى مرات عدة من التجربة الأولى. وفي 12 يونيو/ حزيران 2009، اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار 1874، الذي فرض عقوبات مشددة على برنامج كوريا الشمالية النووي والبالستي. وفي 18 فبراير/ شباط 2011، أظهرت صور ملتقطة من الأقمار الصناعية أن كوريا الشمالية نصبت منصة إطلاق في مجمّع على الساحل الغربي.



وفي 31 ديسمبر/ كانون الأول 2011، تمّ تنصيب كيم جونغ أون "قائداً أعلى" لكوريا الشمالية، خلال حفل إحياء ذكرى والده الراحل كيم يونغ إيل. وفي 13 إبريل 2012، أطلقت كوريا الشمالية ما قالت إنه "صاروخ بعيد المدى لوضع قمر صناعي في المدار"، لكنه تفكك بعيد إطلاقه بعد انفجار وسقط في المحيط.

وفي ديسمبر 2012، تمّت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ لوضع قمر صناعي في المدار لرصد الأرض، وفي 12 فبراير 2013، أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ثالثة تحت الأرض، وأتبعتها بتجربة رابعة في 6 يناير/ كانون الثاني 2016، قالت إنها "قنبلة هيدروجينية"، ولكن معظم الخبراء شككوا في ذلك.

وفي 7 فبراير 2016، أعلنت كوريا الشمالية نجاح ثاني عملية إطلاق لصاروخ وَضَع قمراً صناعياً ثانياً في المدار. وفي 9 مارس 2016، أعلن الزعيم كيم جونغ أون أن "كوريا الشمالية نجحت في تصغير رأس نووي حراري". وفي 15 إبريل 2016، تمّت محاولة فاشلة لإطلاق ما بدا أنه صاروخ متوسط المدى بمناسبة عيد ميلاد مؤسس البلاد كيم إيل سونغ.

وفي 23 إبريل 2016، أجرت كوريا الشمالية تجربة لإطلاق صاروخ بالستي من غواصة، وفي 8 يوليو 2016، أعلنت كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، عن خطة لنشر منظومة الدفاع الصاروخية "يو أس ثاد". وفي 3 أغسطس 2016، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً مباشرة باتجاه المياه الإقليمية اليابانية. وفي 24 أغسطس من العام عينه، أجرت تجربة على صاروخ بالستي، أُطلق من غواصة، اعتبرته رداً على تدريبات كورية جنوبية ـ أميركية واسعة النطاق.



وفي 5 سبتمبر 2016، تمّ إطلاق ثلاثة صواريخ بالستية قبالة ساحل كوريا الشمالية الشرقي، أثناء اجتماع قادة العالم في قمة الدول العشرين في الصين. وبعد 5 أيام، أجرت البلاد تجربة نووية خامسة. وفي 15 أكتوبر 2016، قامت كوريا الشمالية بتجربة صاروخ "موسودان"، المتوسط المدى، والقادر نظرياً على بلوغ قواعد أميركية في جزيرة غوام، لكنه انفجر بعد إطلاقه.

وفي 7 فبراير من العام الحالي، أجرت الولايات المتحدة واليابان تجربة ناجحة على اعتراض صاروخ بالستي بواسطة منظومة دفاعية مشتركة من سفينة. وبعد 5 أيام، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً قرب مدينة كوسونغ، غربي البلاد، فحلّق شرقاً لمسافة 500 كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان.

وفي 6 مارس الماضي، أطلقت بيونغ يانغ 4 صواريخ بالستية، واعتبرت أنها "تجربة لمهاجمة القواعد الأميركية في اليابان". وفي اليوم التالي، باشرت الولايات المتحدة نشر منظومة "ثاد". ثم في 16 إبريل الماضي، وغداة عرض عسكري كبير شمل نحو 60 صاروخاً، أجرت بيونغ يانغ تجربة صاروخية، وُصفت بـ"الفاشلة" من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وفي 14 مايو الماضي، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً اجتاز 700 كيلومتر قبل سقوطه في بحر اليابان. ورجّح الخبراء أن "يصل مداه لاحقاً إلى 4500 كيلومتر"، وأن "يكون قادراً على بلوغ القواعد الأميركية في غوام".

وفي 4 يوليو الماضي، أطلقت بيونغ يانغ صاروخاً اجتاز 930 كيلومتراً، ورجّح الخبراء وصول مداه إلى 6700 كيلومتر، وأن "يكون بإمكانه بلوغ ألاسكا". واعتبرت بيونغ يانغ التجربة "تاريخية" لصاروخ "هواسونغ 14"، الذي وصفته بأنه "عابر للقارات"، لكن الجيش الروسي قال إنه "متوسط المدى".

وفي 28 يوليو الماضي، أطلقت بيونغ يانغ صاروخاً يبلغ مداه نحو عشرة آلاف كيلومتر. ورأى الخبراء أنه "يهدّد جزءاً كبيراً من القارة الأميركية". ويوم السبت الماضي، أطلقت كوريا الشمالية 3 صواريخ بالستية قصيرة المدى.

(فرانس برس)