تركيا ترفض زيارة نواب ألمان لقاعدة إنجرليك

15 مايو 2017
يتواجد في قاعدة إنجرليك 250 عسكرياً ألمانياً (فرانس برس)
+ الخط -


رفضت السلطات التركية منح إذن لعدد من النواب الألمان بزيارة العسكريين العاملين في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في قاعدة إنجرليك الجوية، لترد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالحديث عن ضرورة البحث عن بدائل لقاعدة إنجرليك، منها القواعد العسكرية الأردنية.

وجاء القرار التركي في إطار المباحثات الجارية مع برلين ومن ورائها الاتحاد الأوروبي، لتحسين العلاقات بين الجانبين، بعد التدهور الكبير في العلاقات إثر استخدام الأقلية التركية في إطار الدعاية الانتخابية في الانتخابات الهولندية، وكذلك الموقف الألماني الرسمي الرافض للتعديلات الدستورية التركية التي أتاحت التحول إلى النظام الرئاسي، الأمر الذي تلاه قبول برلين طلبات لجوء أكثر من مائة وخمسين من الضباط الأتراك العاملين في قواعد حلف شمال الأطلسي والمتهمين بارتباطهم بـ"حركة الخدمة" بقيادة فتح الله غولن المتهم بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.

وفي أول تعليق لها على القرار، بعد لقائها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قالت ميركل: "علينا أن نقيم إمكانية بدائل لقاعدة إنجرليك، من الممكن أن تكون الأردن بديلاً".

وأضافت ميركل: أن يُحرم أعضاء البرلمان من الوصول إلى إنجرليك أمر غير مقبول بالنسبة لنا، مشددةً على أن الحكومة الاتحادية ستواصل المحادثات مع تركيا.

ولمّحت المستشارة إلى أن بلادها تبحث بالتوازي عن بدائل لقاعدة إنجرليك، وأنه من غير المستبعد نقل تلك القوات إلى الأردن، علماً أنه وبحسب تقارير صحافية، فإن وزراة الدفاع سبق أن درست عدة مواقع بديلة، بينها الكويت وقبرص. ومن المتوقع أن يبت بالقرار خلال الأسابيع المقبلة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، أعلن أن بلاده لن تقبل مطلقاً بعدم السماح لأعضاء من البرلمان بزيارة قوات الجيش الألماني المتواجدين في مهمة خارجية على الأراضي التركية، وعليه يجب التفكير كيف ستسير الأمور.

ونددت وزارة الخارجية بالرفض التركي للزيارة ووصفت الحظر من قبل أنقرة بالأمر
"غير المقبول على الإطلاق"، بينما وصف البرلمان الفيدرالي الألماني القرار التركي بغير المقبول.

بدورهما، دعا حزبا الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، واليسار المعارض، إلى سحب فوري للقوات المسلحة الألمانية من القاعدة العسكرية التركية.

ورفضت الحكومة التركية، في وقت سابق من العام الماضي، زيارة نواب ألمان لقاعدة إنجرليك، لتعود وتسمح بالزيارة بعد تراجع الحكومة الألمانية عن قرار البرلمان الفيدرالي في ما يخص الأحداث المتعلقة بالأرمن، معتبرة القرار غير ملزم للحكومة.

وتدهورت العلاقات التركية الألمانية بشكل كبير بعد اعتراف البرلمان الفيدرالي الألماني بما وصفه بمجازر التطهير العرقي التي تم ارتكابها بحق الأرمن في الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وما تلاه من موقف ألماني متردد في إدانة المحاولة الانقلابية الفاشلة، وقبول طلبات لجوء الفارين من تركيا من أنصار حركة "الخدمة" المتهمة بإدارة المحاولة.

ويتواجد في قاعدة إنجرليك 250 عسكرياً ألمانياً برفقة عدد من طائرات التورنادو الألمانية، في إطار مشاركة برلين في التحالف الدولي ضد "داعش".