الخارجية الإسرائيلية: آلاف الصينيين يقاتلون في سورية

28 مارس 2017
ثلاثة آلاف صيني يقاتلون في سورية (أحمد الأحمد/الأناضول)
+ الخط -




ذكر تقرير أعدّه قسم الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن آلاف المقاتلين الصينيين يقاتلون في صفوف المنظمات الجهادية في سورية.

وأشارت الدراسة، التي نشرت اليوم الثلاثاء، إلى أن الحكومة الصينية تخشى من عودة هؤلاء إلى أراضيها، وتأثيرهم على أمن المواطنين هناك، وعلى المصالح الصينية في العالم، مما دفعها إلى تكثيف نشاطها في سورية وتوثيق علاقاتها مع نظام بشار الأسد.

ووفقاً لما نشره موقع "يديعوت أحرونوت"، في هذا السياق، لم تكن الصين تولي أهمية كبيرة في سياستها الخارجية لسورية، ولكن الظروف الحالية، واكتشاف هذه الظاهرة أحدثت تغييراً على سلم أولويات الحكومة في الصين.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن هذا التقرير الصادر عن أحد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (وهي الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية أمان) يقدر عدد الصينيين الذين يشاركون بالقتال في سورية ويعيشون فيها بعشرات الآلاف، "وهو أمر يوجب مراقبة هؤلاء، لا سيما أن الحكومة الصينية معنية بالحصول على أكبر قدر من المعلومات والمعطيات، وهي معنية بحسب ما يبدو لنا بأن يلقى هؤلاء حتفهم في سورية، بهدف منع عودتهم إلى الصين".

ويفيد التقرير الإسرائيلي بأن الحكومة الصينية تضطر لتحقيق هذه الغاية للاستعانة بمن يعملون ميدانياً في الأراضي السورية وتملك علاقات حسنة معهم وهم روسيا وإيران ونظام الأسد، إذ إن المقاتلين الصينيين في سورية هم من أبناء الأقلية الإسلامية في الصين "الإيغوريين"، وهم سنيو المذهب ويتحدثون إحدى اللهجات التركية، ويعيشون مبدئياً في شمال غرب الصين في مقاطعة شينجيانغ.

وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد أعلن، أخيراً، أن الاستخبارات السورية تعمل بالتعاون مع الحكومة الصينية لمحاربة "الإيجوريين"، الذين يصلون عبر الأراضي التركية.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت"، في هذا السياق، أن المتحدث بلسان الخارجية الصينية، أعرب عن استعداد حكومة بلاده للتعاون مع الأطراف ذات الصلة، بما فيها سورية، لمحاربة نشاط "الإيغوريين" العابر للحدود. كما أشار إلى أن الصين معنية بالانخراط والمشاركة في إعادة إعمار سورية، عندما يصبح الأمر متاحاً.

ولفت التقرير الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت "يديعوت أحرونوت"، إلى أن الصينيين يبذلون جهوداً كبيرة لوقف السفر غير القانوني للإيغوريين من الصين إلى سورية، وأنه على الرغم من سد الطريق عبر باكستان، إلا أن عشرات آلاف الإيغوريين تمكنوا من الهروب عبر الحدود الجنوبية، وصولاً إلى تركيا. وأن هذه القضية سببت توتراً في العلاقات بين تركيا والصين.

ووفقاً للتقرير الإسرائيلي، فإن ثلاثة آلاف صيني يقاتلون في صفوف تنظيم "فتح الشام"، وبضع مئات منهم يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فيما تقدر الصين عدد هؤلاء بخمسة آلاف مقاتل، عدا عن أن عائلات وأسرا كثيرة من الإيغوريين انتقلوا للعيش في القرى السورية.



ومع أن التقرير يشير إلى أن الصين حافظت في السنوات الأولى للثورة السورية على عدم التدخل، إلا أنه ومنذ أواسط عام 2015 بدأت في تغيير موقفها، وإيفاد بعثات صينية من ضمنها بعثات عسكرية إلى دمشق لدعم النظام.

ويؤكد تقرير مركز الأبحاث السياسية في الخارجية الإسرائيلية أن "التدخل العسكري الروسي في سورية لصالح نظام الأسد، وتغيير موازين القوى ميدانياً قادا حكومة الصين إلى إدراك أن فرص بقاء النظام السوري تحسنت كثيراً، وأنه يجدر بها تعزيز العلاقات مع النظام، وذلك بانتظار مرحلة ما بعد الحرب. ولكن أيضاً لأن نظام الأسد قادر على تزويد الصين بمعلومات هامة عن مواطنيها الذين يقاتلون في الأراضي السورية".

وبحسب التقرير، فإن الحكومة الصينية لا تخشى من تداعيات عودة هؤلاء الإيغوريين إلى الصين بقدر ما تخشى من احتمالات قيام عناصر "إرهابية" من بينهم بتنفيذ عمليات ضد أهداف صينية في الخارج.



دلالات