موسى فكي رئيساً لمفوضية الاتحاد الأفريقي

30 يناير 2017
القمة اليوم في أديس أبابا (ميناسي ونديمو هايلو/الأناضول)
+ الخط -



انتخبت القمة الأفريقية الـ28، اليوم الإثنين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وزير خارجية تشاد، موسى فكي، رئيساً لمفوضية الاتحاد، فيما جرى انتخاب الغاني توماس كويسي كوارتي لمنصب نائب رئيس المفوضية.

فاز وزير خارجية تشاد برئاسة مفوضية الاتحاد خلفاً لدلاميني زوما، التي انتهت ولايتها اليوم، وفاز على منافسته وزيرة خارجية كينيا في الجولة السابعة، وحصل على 38 صوتاً، فيما فشل وزير خارجية السنغال وغينيا الاستوائية وبوتسوانا في تجاوز الدور الأول.

وخلال جلسة مغلقة سبقت افتتاح الدورة الـ28 للاتحاد، جرى تعيين الرئيس الجزائري بوتفليقة نائباً لرئيس الاتحاد، ألفا كوندي.

وأعلن الرئيس الغيني، كوندي رئيساً جديداً للاتحاد خلفاً للتشادي إدريس ديبي.

وقبل أيام من "يوم الفصل"، بشأن أهم منصبين في الكيان الأفريقي، احتدمت سوق "المفاضلات والتسويات والاتفاقات"، بينما لم تكن سياسة "كسر العظم" غائبة عن المشهد، بين أعضاء بعثات الدول الأفريقية بأقاليمها الخمسة، وتكتلاتها التي تأخذ شكل الإقليمية أو "الحنين" لعصور الاستعمار.

وقد تمكّنت مجموعة غرب أفريقيا من تقديم مرشح موحد لرئاسة الاتحاد، خلفاً لرئيس جمهورية تشاد، إدريس دبي، المنتهية ولايته، لتنتقل رئاسة الاتحاد من الوسط إلى غرب القارة.

وحسب مسؤول رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، فإن توافق مجموعة غرب أفريقيا جاء عقب مشاورات جانبية على رئيس غينيا، ألفا كوندي، لتولي رئاسة الاتحاد لدورته الجديدة.

وتنتقل رئاسة الدورة الحالية من الرئيس التشادي إلى الرئيس الغيني، في مراسم الجلسة الافتتاحية للقمة اليوم.

وسيلعب الرئيس الغيني دوراً في حسم القضايا، وتحديد الأجندة، لا سيما حول الانتخابات وعودة المغرب، خاصة أنّه من أبرز حلفاء الرباط في مجموعة غرب أفريقيا التي تدعم عودة المملكة إلى الاتحاد.

ورئاسة الاتحاد الأفريقي رئاسة دورية للأقاليم الجغرافية الخمسة التي يتكون منها الاتحاد (شمال، وجنوب، وشرق، وغرب، ووسط القارة).


أما رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، فكان يتنافس عليها كلٌ من وزراء خارجية كينيا، أمينة محمد، وبوتسوانا بيلونومي فينسون مواتوا، والسنغال عبدالله باتيلي، وتشاد موسى فكي، وغينيا الاستوائية أغابيتو أمبا موكي.

بينما تنافست أربع شخصيات على منصب نائب رئيس المفوضية؛ وهم ياسين علمي بوح من جيبوتي، وعبدالحكيم رجب من ليبيا، وزوماس كموريتي كوسي من غانا، وتيكر تيكر كلاوري من الكونغو.

وكانت توقعات مراقبين داخل الاتحاد قد أجمعت على أن المنافسة النهائية ستنحسر بين أنجمينا موسى فكي، وأمينة محمد، للفوز بكرسي الرئاسة.

وكانت الحملات الدعائية للمرشحين قد انطلقت باجتماعات ولقاءات بين مجموعات الوفود المشاركة داخل أروقة الاتحاد الأفريقي، وصلت في بعضها إلى ممارسة حملة تشويه طاولت وزيرة خارجية كينيا، أمينة محمد، التي تعتبر من أقوى المرشحين، وأوفرهم حظاً بالفوز في السباق.

وتطارد المرشحة الكينية اتهامات بالفساد، واستثمار المال العام، حتى إنّ بعض أعضاء البرلمان الكيني استفسروا عن مصدر تمويل حملتها الانتخابية.

وسبق الحملة على محمد، قبل شهرين، حملة تشويه ضد منافسها وزير خارجية السنغال عبدالله باتيلي، استعرت مع انطلاقة فعاليات الأعمال التحضيرية للقمة على مستوى الممثلين الدائمين.

وكانت وسائل الإعلام الكينية، والجنوب أفريقية قد ركزت حملاتها ضد الوزير السنغالي لعلاقته مع الغرب وخاصة فرنسا.

والملاحظ، أنّ الحملات الدعائية تقودها مجموعات الدول الناطقة بالإنكليزية والفرنسية في شرق وغرب القارة، ممثلة في إعلام داكار ونيروبي، إلا أن المؤكد هو أنّ الإعلام السنغالي هو من بدأ الحملة.

وسبق لمصادر دبلوماسية أن رجحت، لـ"العربي الجديد"، أن تساهم حملات التشويه التي طاولت محمد في ترجيح كفة فكي ووزيرة بوتسوانا بيلونومي فينسون مواتوا، والتي عادت مجدّداً إلى دائرة التنافس، بعد أن فشلت في الحصول على غالبية الأصوات للفوز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في انتخابات الاتحاد بالقمة التي عُقدت بالعاصمة الرواندية كيغالي، العام الماضي.

أما منصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، فكان عادةً ما يحسم بعد إعلان الفائز برئاسة المفوضية، بحيث إذا كان الفائز برئاسة المفوضية من شرق القارة، يتم اختيار النائب من أحد الأقاليم الأربعة الأخرى المكونة للاتحاد، بهدف توزيع الفرص على المناطق الجغرافية الأخرى.