استمع إلى الملخص
- على الرغم من التحديات والانتقادات التي واجهها بايدن، يظل الحزب الديمقراطي داعمًا له، مع توقعات بتعيينه رسميًا كمرشح للرئاسة في المؤتمر المقبل، رغم استطلاعات الرأي التي تفضل مرشحًا آخر.
- نائبة الرئيس كامالا هاريس تعبر عن فخرها بالترشح إلى جانب بايدن وسط نقاشات حول صحته، مع استطلاعات تظهر فرصًا أفضل لها ضد ترامب، بينما يؤكد البيت الأبيض على شفافية حالة بايدن الصحية.
عزا الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، سبب سوء أدائه في المناظرة التي جرت الخميس الفائت بينه وبين منافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب إلى الإرهاق الناجم عن سفراته الدولية الأخيرة، مشدّداً على أنّ "هذا ليس عذراً، بل تفسير".
وقال بايدن (81 عاماً)، خلال اجتماع مع متبرّعين ديمقراطيين قرب واشنطن، إنّه "لم يكن أمراً ذكياً جداً أن أكون قد سافرتُ حول العالم مرّات عدّة... قبل وقت قصير من المناظرة". وأضاف "لم أستمع لمستشاريّ... وبعدها كدت أغفو على المسرح". وحتى هذ التصريح، كان المبرّر الأساسي لمؤيدي بايدن هو القول إنه مرّ بـ"أمسية سيئة" مساء الخميس وإنّ "نزلة برد" أثّرت على طلاقته في الكلام. وأثارت هذه المناظرة الكارثية موجة ذعر في المعسكر الديمقراطي الذي بات الآن يتساءل علناً عن قدرات جو بايدن الذهنية وعن مستقبل ترشّحه.
وأثار ارتباك بايدن الشكوك حول أهليته لمنافسة ترامب، إذ إنه في وقت مبكر من المناظرة توقف بينما كان يوضح نقطة ما حول الرعاية الطبية والإصلاح الضريبي، وبدا أن تسلسل أفكاره قد انقطع. وهاجم ترامب بايدن بسبب حديثه غير المترابط، وقال في مرحلة ما "أنا حقاً لا أعرف ما الذي قاله في نهاية تلك الجملة. ولا أعتقد أنه يعرف ما الذي قاله". غير أن سيناريو اختيار مرشح آخر لدى الديمقراطيين يبقى في الواقع مستبعداً تماماً، ومن المتوقع ما لم تحصل مفاجأة كبرى أن يعين الحزب الديمقراطي رسمياً بايدن مرشحاً له للرئاسة عند عقد مؤتمره في شيكاغو في منتصف أغسطس/آب المقبل.
وزار الرئيس الأميركي فرنسا من الخامس إلى التاسع من يونيو/حزيران الفائت، حيث شارك في احتفالات ذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي ثم قام بزيارة دولة. بعد ذلك، سافر بايدن إلى إيطاليا من 12 إلى 14 من الشهر نفسه لحضور قمة مجموعة السبع، قبل أن يتوجّه بعد ذلك مباشرة إلى كاليفورنيا حيث شارك في فعاليات في إطار حملته الانتخابية. بعدها، انعزل بايدن لمدة ستة أيام مع مستشاريه في منتجع كامب ديفيد بالقرب من واشنطن للتحضير للمناظرة، وهي فترة لم يمارس خلالها أيّ نشاط عام.
هاريس فخورة بترشحها على قائمة بايدن
في موازاة ذلك، أكدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، أمس الثلاثاء، أنّها "فخورة" بترشّحها على قائمة الرئيس بايدن لمنصب "نائبة الرئيس"، وذلك في غمرة النقاش الدائر حول الحالة الصحية للرئيس الديمقراطي بعد أدائه الكارثي في المناظرة أمام منافسه ترامب. وتعليقاً على الأصوات التي ارتفعت مطالبة بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي وبأن تحلّ محلّه هاريس (59 عاماً)، قالت نائبة الرئيس لشبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية "أنا فخورة بترشحي لمنصب نائبة جو بايدن"، مشدّدة على أنّ "جو بايدن هو مرشّحنا. لقد هزمنا ترامب مرّة وسنهزمه مرة أخرى".
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "سي أن أن" الثلاثاء أن 75% من الناخبين الذين استطلعت آراؤهم يعتبرون أن الحزب سيحظى بفرص أفضل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مع مرشح آخر غير بايدن، وهي نتيجة زادت قلق الديمقراطيين. ونال ترامب في الاستطلاع 49% من نوايا التصويت على المستوى الوطني مقابل 43% لمنافسه، وهو فارق لم يتغير مقارنة مع آخر استطلاع مماثل أجري في إبريل/نيسان. وستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس في موقع أفضل حيث نالت 45% مقابل 47% للرئيس الجمهوري السابق.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أنّ مقربين من الرئيس لاحظوا فترات جمود "أكثر تواترا" و"أكثر وضوحا" في الأشهر الأخيرة، بالتناوب مع لحظات من اليقظة الذهنية التامّة، على سبيل المثال في مواجهة الأزمات الدولية. والثلاثاء، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار إنّ طرح تساؤلات بشأن الحضور الذهني للرئيس الأكبر سنّاً في تاريخ الولايات المتحدة والذي تراجعت طلاقته ولياقته هو أمر مشروع، مؤكّدة في الوقت نفسه أنّ البيت الأبيض لا يخفي أيّ معلومات في ما يتّصل بالحالة الصحية للرئيس.
(فرانس برس، العربي الجديد)