رسائل السيسي من البرتغال: "شيطنة الإخوان" ودعم حفتر

22 نوفمبر 2016
رسائل السيسي حول ليبيا باتت أكثر وضوحاً مؤخّراً(هوراسيو فيلالوبوس/Getty)
+ الخط -
جدد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رسائله المتكررة إلى المجتمع الدولي، سواء المبطنة أو الواضحة، حول ضرورة مواجهة الإرهاب، خلال زيارته الحالية إلى البرتغال.

أول رسالة حرص السيسي على إطلاقها، خلال حديثه بالأكاديمية العسكرية العليا في لشبونة، هي "شيطنة" رافضي الانقلاب العسكري على الرئيس المعزول، محمد مرسي، قائلاً إنه "لا بد من عدم اقتصار مواجهة الإرهاب على تنظيم داعش فقط، ولكن كل الجماعات المتطرفة".

ويعتبر النظام المصري الحالي جماعة الإخوان "إرهابية"، بقرار من مجلس الوزراء، نظراً لمعارضتها الانقلاب العسكري.

ولا تتوقف محاولات السيسي من أجل "شيطنة" الإخوان في عدة مناسبات، سواء داخل مصر أو خلال لقاءات خارجية، مع إلصاق اتهامات بممارسة العنف.

الرسالة الأخرى التي نطق بها السيسي، أظهر فيها معارضة ثورات "الربيع العربي"، باعتبارها "السبب الرئيسي في أزمات المنطقة"، حينما قال إن "سقوط الدولة في المنطقة سمح بظهور جماعات متطرفة"، بحسب ما جاء في وسائل إعلام مصرية مقربة من النظام الحالي.



وحول الوضع في ليبيا، كان الرئيس المصري أكثر وضوحاً، حيث أكّد دعم معسكر برلمان طبرق، وما يسمى بـ"الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده خليفة حفتر، والمعروف بعلاقاته القوية مع السيسي والأجهزة السيادية والجيش المصري.

وأكد ضرورة مواجهة الإرهاب، ودعم حفتر، ورفع حظر تصدير الأسلحة، لمواجهة الجماعات المسلحة، بدلاً من التدخل الدولي الذي سيكون البديل حينها، وهو ما يصعب الوضع تماماً.

من جانبه، قال الخبير السياسي، محمد عز، لـ"العربي الجديد"، إن رسائل السيسي حول ليبيا باتت أكثر وضوحاً خلال الفترة الأخيرة، بعد دعم حفتر بقوة، والاستحواذ على منطقة النفط.

وأضاف عز أن السيسي يعتمد في خطابه على بعض التقدم الذي يحرزه حفتر، على حساب المجموعات التي تقاتل إلى جوار حكومة الوفاق، فضلاً عن تغير رؤية بعض الدول الكبرى للوضع في ليبيا.

وتابع أن السيسي يفضل دعم حفتر وإمداده بالسلاح والخبرات العسكرية، للسيطرة على ليبيا تماماً، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي حتى الآن.

ولفت إلى أن "شيطنة الإخوان أمر طبيعي ومتوقع، وإن كان أخف حدة من الخطاب المستخدم في الداخل المصري، حيث إن المجتمع الدولي لا ينظر للإخوان كما ينظر لهم السيسي".

وأشار إلى أن "الغرب لا يعتمد على خطاب إعلامي وسياسي مستهلك من قبل السيسي تجاه الإخوان، ولذلك لا يشير الرئيس المصري صراحة إلى جماعة الإخوان في خطاباته الموجهة إلى الخارج، ولكن يستخدم تعبيرات مبطنة".

وأوضح أن "المرات القلائل التي تحدث فيها عن الإخوان صراحة، كانت رداً على أسئلة صحافية حول الوضع في مصر والموقف من الإخوان، وكانت ردوده أقل حدة وتشدداً عن خطابه للداخل المصري، ولا تعبر عن الموقف الفعلي من الإخوان".



المساهمون