إيطاليا تقرر استئناف العلاقات مع النظام السوري: تعيين مبعوث خاص في دمشق

26 يوليو 2024
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في 21 يونيو 2021 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إيطاليا تعين ستيفانو رافاجنان مبعوثًا خاصًا لسوريا، لتصبح أول دولة في مجموعة السبع تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، وسط قلق أوروبي من زيادة أعداد المهاجرين السوريين.

- ثماني دول أوروبية، بما في ذلك إيطاليا، اقترحت تعيين مبعوثين خاصين لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بينما رفضت ألمانيا الانضمام، مشيرة إلى أن الأزمة الإنسانية قد تزيد تدفق اللاجئين.

- الباحث محمد المصطفى يعتبر أن إعادة العلاقات لن تقلل من العنف أو الهجرة، بل ستخدم النظام السوري فقط، مشيرًا إلى أن إيطاليا ليست محطة استقرار رئيسية للاجئين السوريين.

صرّح وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم الجمعة بأن بلاده قررت تعيين ستيفانو رافاجنان مبعوثًا خاصًا لوزارة الخارجية الإيطالية لدى النظام السوري، ما سيجعل إيطاليا أول دولة في مجموعة السبع الصناعية الكبرى تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري. وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، بعد رسالة وجهتها ثماني دول أوروبية إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، حيث عبرت عن قلقها من زيادة أعداد المهاجرين السوريين. وجاء في نص الرسالة: "يواصل السوريون مغادرة بلادهم بأعداد كبيرة، مما يشكل ضغطًا إضافيًا على الدول المجاورة، في فترة تتزايد فيها حدة التوتر في المنطقة، الأمر الذي يهدد بتدفق موجات جديدة من اللاجئين".

وأعلن تاياني عن تعيين إيطاليا ستيفانو رافاجنان مبعوثًا خاصًا لوزارة الخارجية الإيطالية لدى النظام السوري، وسيتولى منصبه قريبًا. واقترحت الدول الثماني، بما في ذلك إيطاليا، تعيين مبعوث خاص لها إلى سورية، في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع كلّ الأطراف، وفقًا لوثيقة مناقشة قُدمت خلال اجتماع عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وقد وقعت على هذه الوثيقة كل من إيطاليا والنمسا وكرواتيا والتشيك وقبرص واليونان وسلوفينيا وسلوفاكيا، بينما رفضت ألمانيا الانضمام. وأشارت الوثيقة إلى أن الأزمة الإنسانية في سورية قد تؤدي إلى زيادة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وفيما يخص توجه إيطاليا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، قال الباحث السياسي محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، إن "مبرر إعادة العلاقات مع النظام السوري على أساس أزمة اللاجئين غير منطقي، فالنظام السوري لا يزال قائماً، وهو السبب الرئيسي في عمليات التهجير القسري، إضافة إلى كونه العامل الرئيسي في لجوء السوريين خارج البلاد". وأضاف: "إيطاليا ليست من الدول التي تعتبر محطة استقرار للاجئين السوريين، حيث تستقبل ألمانيا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في أوروبا".

وبيّن المصطفى أن إعادة العلاقات الدبلوماسية، سواء من قبل إيطاليا أو أي دولة أخرى، لن يساهم في تقليل حدة العنف في سورية أو إيقاف حركة الهجرة واللجوء خارج البلاد. وأردف قائلاً: "أسباب اللجوء والهجرة لا تزال قائمة، وسورية تحت حكم النظام السوري في الوقت الحالي تعاني انهيارًا اقتصاديًا وتفككًا في أجهزة أمن النظام، وتغلغلًا للمليشيات الأجنبية. بالتالي، فإن هذا التوجه سيكون في خدمة النظام السوري لا أكثر". 

يذكر أن إيطاليا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري منذ عام 2012، احتجاجًا على تصاعد العنف ضد المدنيين وانتهاكات النظام الواسعة لحقوق الإنسان. وشهدت السنوات الماضية زيارات عدة لوفود أوربية إلى النظام السوري. ففي عام 2019، زار وفد إيطالي يترأسه عضو مجلس الشيوخ باولو روماني النظام السوري، وسبقته زيارة لوفد في عام 2016.

المساهمون