المغرب: بنكيران يشاور الأحزاب.. و"الاستقلال" و"الاتحاد" ينسقان

17 أكتوبر 2016
بنكيران يعقد سلسلة مشاورات لتشكيل الحكومة(العربي الجديد)
+ الخط -
انتهى اليوم الأول من المشاورات الرسمية التي دشنها رئيس الحكومة المعيّن، عبد الإله بنكيران، مع بعض الأحزاب السياسية لتشكيل حكومته، بموقفين رئيسيين، الأول الموافقة المبدئية لحزبي "التقدم والاشتراكية" و"الحركة الشعبية" ولوج الحكومة المرتقبة، والثاني التشاور الثنائي الذي جمع حزبي "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي".

والتقى بنكيران، رئيس الحكومة المكلف، مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، وهو "اللقاء الذي كان مناسبة لتبادل الآراء ومختلف المقاربات الممكنة في ما يتعلق بالتجربة الحكومية المقبلة".

وأبدى بنعبد الله، في تصريحات صحافية، انشراحه من أجواء اللقاء مع قيادة "العدالة والتنمية"، معتبراً أنّ الأيام المقبلة ستشهد مزيداً من النقاشات والاتصالات لتعميق هذا التفاهم بين الطرفين، قبل أن يدعو إلى تأسيس ميثاق أخلاقي بين الأحزاب التي ستشكل الحكومة الجديدة.

وكشف القيادي ذاته أنّ قرار المشاركة في الحكومة مبدئي، لكنه يحتاج للعودة إلى "هياكلنا التنظيمية من أجل ترسيم الموقف الإيجابي النهائي من هذه الحكومة"، وأبرز ضرورة "الرجوع إلى مناقشة البرنامج الحكومي الذي سنتفق عليه، ومناقشة الميثاق الأخلاقي الذي يجب أن تتأسس عليه الأغلبية المقبلة".

والتقى بنكيران أيضاً بالأمين العام لحزب "الحركة الشعبية"، امحند العنصر، والذي أكّد في ختام اللقاء أنّ قرار الاستمرار في التجربة الحكومية، أو الاصطفاف في المعارضة، هو قرار لا يمكن اتخاذه بشكل منفرد، بل يتعين العودة إلى هياكل الحزب ومؤسساته المختصة".

وأشار العنصر إلى أنّه "من الناحية المبدئية ليس لدى حزبه مانع من ولوج الحكومة المقبلة، لمواصلة ما تم تنفيذه من إصلاحات في الولاية الحكومية المنتهية ولايتها"، مبرزاً أنّ لقاءه برئيس الحكومة المعين جاء لتقديم انتظارات الحزب وطموحاته من الحكومة المقبلة، وطرح مجموعة من المعايير التي يتعين تحققها قبل دخول التجربة.

وأما الحدث الثاني الذي عرفه اليوم الأول من المشاورات الرسمية لبنكيران، فتمثل في مسارعة زعيم حزب الاستقلال الذي كان مقرراً أن يلتقي مع بنكيران مساء اليوم الإثنين، إلى عقد لقاء تشاوري مع زعيم حزب "الاتحاد الاشتراكي" إدريس لشكر، لتنسيق المواقف بينهما.

وأفاد بلاغ لحزب الاستقلال، حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، أنّ اللقاء التشاوري مع "الاتحاد الاشتراكي" عرف بحث آخر التطورات السياسية، في إطار المستجدات التي أضحت تحكم المشهد الانتخابي في المغرب، واقتناع الحزبين بالعمل المشترك الذي يعتبر أساسياً ومهماً لتحصين البلاد، وحماية الاختيار الديمقراطي من كل المخاطر".

وأوضح شباط أنّ حزب "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي" تعرضا كثيراً لمحاولات النسف، باعتبارهما أحزاباً ديمقراطية ووطنية، وقال ضمن تصريح صحافي إنّ وجود الحزبين معاً صار مهدداً بالزوال، وما نتعرض له يتطلب التحالف في واضحة النهار، أو أن مصيرنا سيكون الهلاك".

وفي خضم هذه المشاورات والتحولات، أكّد رئيس الحكومة ضمن تصريحات صحافية، عقب لقاءاته اليوم، أنّ حزبه سيتحالف مع جميع الأحزاب الجدية التي ترغب في مصلحة البلاد، لكنه لن يضع يده في من يحاول الابتزاز، أو من يعتقد أنه بدونه لن تقوم قائمة للحكومة"، في تلميح إلى حزب "الأحرار" الذي طلب عدم التشاور معه إلى حين ترتيب بيته الداخلي يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول.

المساهمون