هل يؤمن فيروس كورونا انسحاب جو بايدن بما يحفظ ماء وجهه؟

18 يوليو 2024
جو بايدن متحدثاً في لاس فيغاس 16 يوليو 2024 (ماريو تاما/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلن البيت الأبيض إصابة الرئيس جو بايدن بفيروس كورونا خلال حملته الانتخابية في لاس فيغاس، مع أعراض خفيفة، وسيعزل نفسه في منزله بديلاوير.
- بايدن اعتذر عن عدم قدرته على إلقاء كلمة أمام نقابة يونيدوس اللاتينية، ويواجه ضغوطًا متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي أمام دونالد ترامب.
- رغم الضغوط، أكد بايدن عزمه على الاستمرار في السباق الرئاسي، مشددًا على أنه في صحة جيدة وأنه سيواصل حملته الانتخابية.

كشف البيت الأبيض بعد ظهر أمس الأربعاء عن إصابة الرئيس جو بايدن بفيروس كورونا ما اضطره لقطع جولته الانتخابية وعودته إلى منزله في ولاية ديلاوير لقضاء عدة أيام في حجر صحي. لكن الأجواء التي رافقت هذا التطور توحي وربما ترجح انه تحت هذا الغطاء، سيغتنم بايدن فرصة الخلوة لمراجعة موقفه وإعادة النظر باصراره على مواصلة المعركة الانتخابية التي باتت احتمالاتها شبه مسدودة أمامه.

واظهر استطلاع، نُشر أمس، أن 65 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين تطالب بايدن بالانسحاب من الترشح في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، كما أن تراجع الدعم المادي زاد من الضغوط حيث أن قسماً وازناً من كبار ممولي حملته بدأ بسدّ حنفيات مساهماته السخية وبما يشبه وقف تزويدها بالأوكسجين اللازم لاستمرارها. وترافق كل ذلك مع حراك ديمقراطي غيراعتيادي في اليومين الأخيرين لحمل الرئيس على الخروج من المعركة، شاركت فيه قيادات الحزب في الكونغرس، التي بقيت على ولائها له حتى الآن، مثل زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السناتور، شاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي وغيرهم. ونُسب إلى هذه القيادات تلميحات تفيد ولأول مرة بأن جو بايدن "بات منفتحاً" على البحث بوضعه الانتخابي.

وإذا صح ذلك، ويبدو من مداولات الساعات الأخيرة في واشنطن أنه صحيح، فإن لحظة خروج بايدن من ساحة الانتخابات أصبحت قاب قوسين أو أدنى بعدما صارت المعاندة والإصرار على البقاء في السباق محاولة عبثية بائسة في ظل أن معظم رموز الحزب ومفاتيحه الانتخابية وقواعده على خلاف مفتوح مع بايدن بخصوص ترشيحه الذي يهدد، حسب هذه الجهات، "بخسارة البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس" بحسب النائب آدم شيف.

وفي ضوء ذلك ليس من المستبعد بل ربما صار من المتوقع أن تتبع مفاجأة الإعلان عن إصابته بكورونا، مفاجأة إعلانه قريباً عن ترك معركة الرئاسة إلى مرشح بديل؛ رغم أن مثل هذه الخطوة غير المسبوقة محفوفة بكثير من المخاطر لجهة التوافق على البديل المطلوب والتفاف الحزب حوله لخوض معركة في أقل من أربع أشهر، وهي تتطلب عادة أكثر من سنة ونصف.

وجاء إعلان البيت الأبيض عن إصابة بايدن بعد دقائق على إعلان رئيسة نقابة يونيدوس اللاتينية، جانيت مورغويا، أن بايدن اتصل للاعتذار عن عدم قدرته على إلقاء كلمة أمام أعضائها بعد ثبوت إصابته بالفيروس، وقالت غويا "كنت أتحدث هاتفياً للتو مع الرئيس بايدن، وقد أعرب عن خيبة أمله العميقة لعدم تمكنه من الانضمام إلينا بعد ظهر اليوم"، بحسب فرانس برس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، في بيان إن بايدن سينتقل إلى منزله في ديلاوير "حيث سيعزل نفسه ويواصل تأدية واجباته بالكامل خلال هذه الفترة"، مشيرة إلى أنه "تلقى الطعم" الخاص بكوفيد. وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن بايدن يعاني سَيلاناً في الأنف و"سعالاً" إلى جانب "شعور عام بالتوعك"، وهو يتلقى الآن عقار باكسلوفيد المضاد لكوفيد. وأضاف أن "أعراضه لا تزال خفيفة، ومعدل تنفسه طبيعي عند 16، ودرجة حرارته طبيعية عند 97,8، وقياس نبضه طبيعي عند 97 في المئة".

المساهمون