مسؤول أممي لـ"العربي الجديد": يجب ألا ننتظر حتى تصبح الضفة غزة أخرى

18 يوليو 2024
مهند هادي منسق الشؤون الانسانية في فلسطين، نيويورك 17 يوليو 2024 (سلجوق أكار/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصاعد عنف المستوطنين وتحديات الضفة الغربية**: أعرب مهند هادي عن قلقه من زيادة عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، محذرًا من تدهور الوضع ليصبح مشابهًا لغزة، وأشار إلى معاناة اللاجئين في أريحا وطولكرم.

- **التحديات الإنسانية في غزة**: تحدث هادي عن التحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى الجوانب الأمنية واللوجستية وغياب النظام العام، وأكد على ضرورة التركيز على معاناة الناس وحاجاتهم.

- **قضية الحماية ومعاناة النساء والأطفال**: شدد هادي على أهمية قضية الحماية في غزة، مشيرًا إلى معاناة النساء والأطفال، وأكد على التزام الأمم المتحدة بالبقاء في غزة رغم التحديات.

قلق أممي بشأن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس

المسؤول الأممي زار أخيراً أريحا وطولكرم

منسق الشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية المحتلة: غزة قصة حزينة

قال منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، اليوم الخميس، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، إنه يجب عدم الانتظار "حتى تصبح الضفة الغربية (والقدس) غزة أخرى"، وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وفي سياق إجابته عن عدد من أسئلة مراسلة "العربي الجديد" حول عنف المستوطنين وتأثير ذلك على عمل الأمم المتحدة وأهم التحديات التي تواجه العمليات الإنسانية في غزة، أعرب هادي عن قلقه بسبب زيادة عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وقال "في الوقت الذي نرى فيه كل العيون مصوبة نحو غزة، يجب ألا ننتظر حتى تصبح الضفة الغربية غزة أخرى".

وتحدث هادي عن زيارات قام بها أخيراً إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في أريحا وطولكرم، وقال "التقيت خلال زيارتي للمخيم وزياراتي لمدارس الأونروا بالعديد من الأشخاص وبالطالبات اللواتي تحدثن عن معاناتهن اليومية والصعوبات التي يواجهنها بالعيش في مخيم للاجئين. وتحدثت الطالبات عن مشاعرهن والخوف الذي يشعرن به جراء اجتياح الجيش (الإسرائيلي) للمخيم والأعمال العسكرية، وتحدثن عن قلقهن بشأن المستقبل وتعليمهن. ومن المؤلم الاستماع إلى وصفهن لما يعانين منه في الليل، أثناء اجتياحات الجيش، قبل الذهاب في اليوم التالي للمدارس. الوضع في الضفة الغربية مقلقٌ للغاية بالنسبة لنا".

وحول أبرز التحديات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في غزة، أضاف هادي "هناك الكثير من التحديات في غزة ولم يسبق لي أن كنت في مكان يمثل فيه كل شيء تحدياً وأولوية. وعندما أتحدث إلى زملائي في الأمم المتحدة (بغزة) وأطلب منهم تحديد أولويات العمل، يقولون إن ذلك مستحيل، كل شيء في غزة أولوية وهناك تحديات على كل الجبهات"، وأردف "هناك تحديات أمنية ولوجستية، ولكن التحدي الرئيسي هو غياب النظام العام وعلينا أن نتأكد من أن بيئة العمل آمنة بما يكفي لموظفينا والسكان". 

وأشار هادي إلى أن آخر زيارة له لغزة كانت في الأسبوع الماضي، وتحدث عن نقاشات أجراها مع مجموعات نسائية هناك، مشدداً على أن رؤية الأمور على أرض الواقع تختلف عن التقارير الإعلامية مهما حاولت تصوير الواقع، وشرح في هذا السياق قائلاً "لقد أجريت نقاشاً مع مجموعة من النساء ولم أشهد خلال كل مسيرتي المهنية في الأمم المتحدة شيئاً مشابهاً لهذه النقاشات". وحول التحديات التي تواجهها النساء بغزة في حياتهن اليومية كنازحات لجأن لمدارس الأونروا، قال إن "الأمر الرئيسي الذي اشتكين منه هو غياب الخصوصية والعيش الكريم. عندما نتحدث عن غزة علينا أن نتوقف عن الحديث أو اختصاره بعدد الشاحنات (التي تدخل) وتركيز الحديث على الناس ومعاناتهم وحاجاتهم، وخاصة النساء والأطفال".  

وتابع المسؤول الأممي "تشكل قضية الحماية واحدة من القضايا الأساسية للناس بغزة... وتحدثت النساء عن معاناتهن الشخصية، بما في ذلك على سبيل المثال أنهن لم يتمكنّ من الاستحمام لأشهر، كما يشكل الذهاب للحمام معاناة لهن ولأطفالهن، وأخبرتني بعض النساء بأنهن اضطررن لقص شعرهن بشكل كامل بسبب نقص الشامبو وأدوات النظافة. لقد سمعت قصة حزينة تلو الأخرى... لا يمكنني أن أقول إنه يمكن معرفة ما يعانين منه ولكن بدأت أفهم بشكل أفضل، ولكن علينا أن نحاول بكل طريقة ممكنة مساعدتهن. ولا يمكننا الافتراض أننا نعرف ما يحتاجون إليه في غزة، وعلينا الاستماع لهم، وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال والكبار في السن وذوي الاحتياجات الخاصة، المغيبون عن الحديث". وتوقف المسؤول الأممي أيضاً عند وجود "أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني في غزة دون ذويهم، ونحتاج للوصول إليهم". 

وقال هادي في المؤتمر الصحافي: "لست أول من يقول في الأمم المتحدة ألا مكان آمناً في غزة. طُلب من الناس الذهاب إلى منطقة المواصي ومن ثم استهدفت... وفي كل مرة يتلقون أوامر إخلاء (من الجيش الإسرائيلي) يتحركون إلى المناطق الجديدة ويأخذون ما تملك أيديهم وتستهدف الأمكنة مجدداً... غزة قصة حزينة، هناك مليونا قصة حزينة في غزة". وشدد المسؤول الأممي في الوقت ذاته على أن الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية ستبقى بغزة ولن تترك أهل القطاع على الرغم من كل التحديات التي تواجهها.