خطاب أوباما الأخير: أميركا أقوى أمة في العالم

13 يناير 2016
أوباما شدد على كيفية جعل أميركا مكاناً أكثر أمناً(Getty)
+ الخط -
بدأ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خطابه الأخير بالتركيز على القضايا الأميركية الداخلية. ​الخطاب الذي تجاوز الساعة الكاملة، رغم أنه وعد في بدايته أن يكون قصيراً ويتناسب مع الفترة القصيرة المتبقية له في الرئاسة. 

تطرق أوباما لما أنجزته الولايات المتحدة في السبع سنوات الأخيرة، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. واعتبر أن الولايات المتحدة استطاعت أن تتعافى من الأزمة الاقتصادية التي أصابتها في الفترة الماضية. كما كرس الرئيس الأميركي، خطابه في الرد غير المباشر على متهميه له بالضعف.

وطالب أوباما في خطابه الأخير حول حالة الاتحاد، بإغلاق معتقل غوانتانامو، والذي يستخدمه "الجهاديون كمنشور دعائي لتجنيد متطوعين في صفوفهم".
وقال أوباما أمام الكونغرس بمجلسيه "سأواصل جهودي لإغلاق سجن غوانتانامو، فهو يكلف غالياً وهو غير مجد وهو ليس أكثر من كراس تجنيد يستخدمه أعداؤنا".

ودعا الرئيس الأميركي، بلاده إلى إصلاح نظامها السياسي لوقف ممارسة التلاعب بمناطق الكونغرس والحد من تأثير المال على السياسة وجعل التصويت في الانتخابات أسهل.
وقال: "تنهار الديمقراطية عندما يشعر الشخص العادي بأن صوته لا يهم وأن النظام مصمم لصالح الأغنى أو الأقوى أو لبعض المصالح الضيقة".

كما اعتبر أوباما، أن التحديات الأمنية تأتي في المرتبة الثالثة بعد المناخ والاقتصاد، وهاجم الجمهوريين ضمنياً لتخويفهم الشعب من المخاطر الأمنية. كما قال، إن من أهم الأسئلة التي يجب علينا طرحها، كيف نجعل أميركا مكاناً أكثر أمناً.


اقرأ أيضاًمساعي الإدارة الأميركية لإغلاق غوانتنامو تصطدم بعقدة السجناء اليمنيّين

وأضاف أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، لا يشكل "خطراً وجودياً" على الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن "جموعاً من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصاً نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطراً هائلاً على المدنيين وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطراً وجودياً على وطن". وتابع الرئيس الأميركي خطابه قائلاً: "إن كان داعش يريد أن يتعلم العدالة فعليه أن يسأل ماذا فعلنا بـ بن لادن".

وفي سياقٍ متّصل، اعتبر أوباما أنّ "العالم لا يحترم الولايات المتحدة لما تملكه من ترسانة قويّة وإنما يحترمها لما تملكه من تنوع وانفتاح على الآخرين ولاحترامها جميع الأديان والمعتقدات"، مُشدّداً على أنّ "توجيه الإهانة للمسلمين، لن يجعلنا أكثر أماناً، بل يمثل خيانة لما نمثله كبلد، ويخلق صعوبات أمام تحقيق أهدافنا".

وقال أوباما: "لهذا السبب نحن بحاجة إلى رفض السياسة التي تستهدف الناس بسبب العرق أو الدين".

وفي إشارة هجومية إلى مرشح الرئاسة الجمهوري المحتمل دونالد ترامب دون أن يسميه، قال "هذه ليست مسألة استقامة سياسية إنّها مسألة فهم لعوامل القوة والضعف".

واعتُبرت إشارة أوباما لمصطلح "الاستقامة السياسية"، بمثابة هجوم على ترامب الذي يدعي بأنّه لا يولي ما يسميه بـ"الاستقامة السياسية أي اعتبار"، ويتهم ترامب السياسيين بالمراوغة والأكاذيب مقدماً نفسه في ثوب مختلف من الصراحة والوضوح الخالي تماماً من أي مواربة.

وتابع أوباما خطابه، داعياً إلى تسريع وتيرة انتقال الولايات المتحدة إلى مصادر الطاقة النظيفة. وقال أوباما أمام الكونغرس بمجلسيه "قلت لكم سابقاً أن كل ما يحكى عن تراجع الاقتصاد الأميركي مجرد خيال سياسي، الولايات المتحدة الأميركية هي أقوى أمة في العالم".

وأطلق أوباما "جهد وطني" ضد السرطان، مشيراً إلى أنه عيّن على رأس هذه المبادرة نائبه جو بايدن الذي خطف هذا المرض أحد أبنائه.
وأعلن أوباما "عن جهد وطني جديد لفعل ما يجب فعله ضد السرطان". مضيفاً أنه "من أجل الذين خسرناهم ومن أجل العائلات التي ما زال بإمكاننا إنقاذها، فلنجعل من أميركا البلد الذي يستأصل السرطان مرة واحدة وللأبد".


وتفاخر الرئيس الأميركي، بإنجازه مع كوبا في إعادة العلاقات، قائلاً إنه نجح فيما عجزت عنه السياسة الأميركية طوال خمسين سنة. وهاجم أوباما ضمنياً المرشح الرئاسي دونالد ترامب، من خلال دفاعه عن المسلمين. 

وختم أوباما خطابه معرباً عن شعوره بالثقة مثلما كان عليه الوضع في خطابه الأول، وهو رد غير مباشر على المقارنة التي طرحتها "فوكس نيوز" قبل أيام بين الثقة التي بدا عليها أوباما في خطاب 2009 والوضع عليه اليوم. وكانت "فوكس نيوز" قد أبرزت مقاطع من خطاب 2009 الذي وصفته بالقوي وتوقعت أن يكون خطاب أوباما هذا العام ضعيفاً.

ومن الواضح أن الجمهوريين قد حصلوا على النص الكامل لخطاب أوباما قبل إلقائه بفترة كافية حيث أن الرد كان جاهزاً بمجرد أن انتهى الرئيس الديمقراطي من خطابه.

إذ جاء رد الجمهوريين في خطاب متلفز قرأته القيادية البارزة في الحزب حاكمة ولاية ساوث كارولينا، نيكي هالي، قالت فيه إن أوباما إما أن يكون عاجزاً أو غير راغب في أداء ما يجب عليه أن يؤديه. وأضافت موجهة خطابها للأميركيين، "لستم سذجاً ولا نحن كذلك كي نقبل الاستغباء ..".

المساهمون