صحف إسرائيلية: اكتشاف الغاز المصري ضربة لحكومة نتنياهو

31 اغسطس 2015
مصر مستورد أساسي للغاز الإسرائيلي (فرانس برس)
+ الخط -
اعتبر محللون في الصحف الإسرائيلية، (هآرتس، ويديعوت أحرونوت)، صباح الاثنين، أن الإعلان عن اكتشاف حقل الغاز المصري الجديد، وفق بيان الشركة الإيطالية (ENI)، يشكل ضربة قوية لحكومة إسرائيل، ويسحب البساط من تحت أقدام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يماطل في تمرير "خطة لإدارة قطاع الغاز الإسرائيلي"، وخفض صلاحيات الشركات الاحتكارية، وتحديد شركة "نوبيل إينرغي وتمار"، في كل ما يتعلق بشروط تطوير حقل الغاز الإسرائيلي (لفيتان)، والاعتماد على إنتاج حقل (تمار) في المرحلة الحالية.

وبيّن موقع "يديعوت أحرونوت"، أنّ أولى تداعيات الإعلان عن اكتشاف حقل الغاز المصري، هو ضرب ونسف ادعاءات حكومة نتنياهو، بشأن ضرورة الموافقة على الشروط الاحتكارية لـ"نوبيل إينرغي وجيلك"، حتى لا يبقى حقل لـ(فيتان) في أعماق المياه مما يضر بالنفوذ والقوة الاستراتيجية التي يحملها ويحققها الغاز الإسرائيلي للحكومة هناك، في تعزيز ارتباط مصر بمصادر الطاقة الإسرائيلية، وفي توفير أداة لإسرائيل لمحاربة النفوذ الإيراني المحتمل في مصر وغيرها من دول المنطقة.

ومن وجهة نظر صحيفة "هآرتس"، فإن اكتشاف حقل الغاز المصري، سيعني أيضاً، في ظل بقاء الحكومة الإسرائيلية تراوح مكانها بشأن شروط تطوير حقل لـ(فيتان وتمار)، زيادة المنافسة بين منتجي الغاز على قلوب المستهلكين، مما يعني عدم قدرة إسرائيل، أو على الأقل ضرب قدرتها على تحديد أسعار عالية لصفقات الغاز المرتقبة والمبرمة مبدئياً مع كل من الأردن ومصر، وهو ما سينسحب، أيضاً، على عمق التعاون أو استخدام الطاقة كمصدر قوة في السياسة الخارجية لإسرائيل، التي كانت تظن أنها باتت تملك أداة ضغط إضافية في تعزيز علاقاتها مع مصر والأردن.

بدوره، اعتبر السفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن، عوديد عيران، والباحث في مركز أبحاث الأمن القومي (التابع لجامعة تل أبيب)، أمس الأحد، أن اكتشاف حقل الغاز المصري الجديد ضربة قوية، وربما قاصمة لمشروع تطوير حقل لـ(فيتان)، الذي اعتبر مصر وتركيا المستوردين الأساسيين للغاز المخزون فيه في أعماق الأرض.

وأضاف أنّه "إذا كانت مصر مستورداً محتملاً مؤقتاً، لسنوات عدّة، بفعل وجود الغاز في مصر أصلاً، ولكن قطاع الغاز المصري كان يعاني من سوء إدارة، فإن هشاشة العلاقات مع تركيا وعدم وضوح مستقبل هذه العلاقات يجعل الأمر مُعقداً وشائكاً، ويضطر إسرائيل إلى العودة للتفكير مُجدداً وتوجيه أنظارها نحو تركيا".

في المقابل، سارع رئيس لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست، إيتان كابل، إلى توجيه سهامه لحكومة نتنياهو، التي ماطلت في تقييد وتحديد شروط الشركة الأميركية "نوبيل إينرغي" في التنقيب وتطوير حقل لـ(فيتان).

واعتبر كابل، في حديث مع "هآرتس"، أن "كل ادعاءات حكومة نتنياهو بشأن الدوافع والاعتبارات الأمنية والاستراتيجية المتعلقة بالعلاقات مع مصر تبدو، اليوم، واهية أكثر فأكثر، ويتضح أنها محاولة لإخضاع الديمقراطية الإسرائيلية لاستبداد الحكومة الحالية في تعاملها مع ملف الغاز". ​

اقرأ أيضاًشراء مصر والأردن الغاز الإسرائيلي يهدّد حقل فلسطين