الجبوري: نحن أمام دولة لم تستطع تحرير أرضها

05 يوليو 2015
الجبوري يهزأ من دولة هو رئيس برلمانها (فرانس برس)
+ الخط -
وسط عجز عن احتواء ملف النازحين الذي يتفاقم يوماً بعد يوم، قال رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، إن ظروف النازحين تزداد سوءاً مقابل مبادرات متواضعة لا تتناسب مع حجم الكارثة التي يعيشونها، مشدداً في الوقت نفسه على أن الدولة لم توفر المسكن الآمن للنازحين ولم تتمكن من تحرير مناطقهم.

وقال الجبوري، في كلمة ألقاها خلال الاحتفالية المركزية التي أقامها ديوان الوقف السني بمناسبة ذكرى معركة بدر الكبرى، اليوم السبت، إن الدولة تمر بظرف اقتصادي صعب، لكن حياة المواطن وكرامته أثمن ما تملكه الحكومة، مضيفاً أنه في شهر رمضان الكريم الذي ينعم فيه الكثيرون منّا بالمأوى والمطعم، فإن الملايين من أبناء المحافظات المنكوبة يعيشون اليوم في مجاهل التهجير بعيداً عن مناطقهم.

اقرأ أيضاً: العراق: النزوح والتهجير القسري عنوان 2014
 
وانتقد الجبوري المشاركة "الخجولة" للمجتمع الدولي في إيجاد حلول لأزمة النازحين، وأن القيادات السياسية في العراق التي تمثل هذه المحافظات تتنازع في ما بينها على موقع الصدارة والمناصب والمواقع الحكومية، الأمر الذي أسهم بفقدان القدرة على التنسيق والتعاون لمساعدة النازحين على الخروج من الأزمة.

ونزح نحو أربعة ملايين عراقي من منازلهم في واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي في العراق.

بدورها، حذرت لجنة الصحة والبيئة النيابية العراقية من حدوث موجة نزوج جماعية جديدة عند بدء عمليات تحرير المدن الكبيرة في محافظتي الأنبار ونينوى.

وأكد عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، عبد الحسين عزيز، لـ"العربي الجديد"، أن الآلاف من النازحين يعيشون بالمخيمات وتحت الحر الشديد ووسط انتشار الأمراض المعدية وقلّة الخدمات التي تُقدّم لهم، وأن الدعم الحكومي لهم لا يتناسب مع وضعهم وما زال دون المستوى المطلوب.

وفي سياق متصل، دعت النائب عن التحالف الكردستاني، فيان دخيل، وزارة الهجرة والمهجرين واللجنة العليا لإغاثة النازحين ومجلس الوزراء، إلى بيان أسباب التقصير الواضح في عملها بعد عام كامل على نزوح آلاف العوائل.

اقرأ أيضاً: لاجئون عراقيون يعتصمون في الأردن طلباً للتوطين
 
وقالت في مؤتمر صحافي، إن هناك ثلاثة ملايين نازح في العراق، 40% منهم لم يتسلّموا استحقاقاتهم من منحة المليون دينار، وبالتالي فإن معاناتهم مضاعفة وتتضاعف يوماً بعد يوم، مشيرة إلى أن محافظة دهوك تحتضن أكثر من ثمانية آلاف عائلة نازحة تسكن في الهياكل ويطالب أصحابها بإخلائها.
 
من جهتها، أشارت عضو لجنة المهجرين والمرحّلين النيابية عن محافظة الأنبار، لقاء وردي، إلى أن عودة العوائل النازحة إلى مناطقها تتوقف على مدى قدرة الحكومة على إزالة العبوات الناسفة وتوفير الخدمات.

وقالت وردي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن العديد من المناطق المحررة من سيطرة "داعش" ما زالت تحوي العديد من العبوات الناسفة والأجسام الملغومة، ما يشكل خطراً على حياة المدنيين، وعائقاً أمام عودتهم لمناطقهم، مضيفة أن هنالك مشكلة تعوق عودة النازحين، وهي توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن، فضلاً عن إعادة إعمار البنى المدمرة من جراء المعارك التي وقعت في المدن المحررة.

اقرأ أيضاً: بطريرك الكلدان: مسيحيو العراق يعيشون أوضاعاً مأساوية 

وأضافت أن المشاكل والأزمات السياسية بين الكتل هي الأخرى تؤثر على عودة النازحين والتي تؤكد وجود أهداف وأجندات معينة تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي، وهنالك قلق حقيقي من قبل العوائل النازحة في ما يخص هذا الموضوع.