زوبعة العطاس لا تشغل اليمنيين عن مأساة الجنوب

01 يوليو 2015
"داعش" تبنى هجوماً استهدف قياديين حوثيين في صنعاء (الأناضول)
+ الخط -

يستمر غياب أي مؤشر فعلي لحل سياسي للأزمة اليمنية، فيما كان لافتاً تفاعل كلام رئيس الوزراء اليمني السابق، حيدر أبو بكر العطاس، ضد التحالف العربي، إلى حد التحذير من أن يؤثر على تماسك الشارع الجنوبي وحتى يؤثر على "المقاومة الشعبية". وكان العطاس قد هاجم التحالف واتهمه بالاعتماد على اللواء، علي محسن الأحمر، في سير العمليات العسكرية، وهو ما ألقى بتداعياته على المستوى الميداني والسياسي، لا سيما في الشارع الجنوبي الذي سعى العطاس أيضاً لتوجيه رسائله له محاولاً نفي أي علاقة مع إيران، بعد تداعيات محادثات مسقط التي شاركت فيها شخصيات جنوبية مقربة من طهران في سياق ما قيل عن نوايا الحوثيين لتسليم مدينة عدن الجنوبية لها.

ورأت أطراف يمنية أن العطاس لم يكن موفقاً في تصريحاته المثيرة للجدل، لا سيما أنه، حسب رأيها، يعلم أن التحالف يعتمد على أطراف جنوبية بحتة في العمليات العسكرية، وتتكوّن من قيادات عسكرية وسياسية جنوبية مقرّبة من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وأخرى محسوبة خصوصاً على الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، خصوصاً في الضالع، معتبرين أن العطاس قدّم الأحمر كبش فداء، بينما يرى أنصار العطاس داخل الحراك الجنوبي، أن قيادات شمالية بينها الأحمر هي سبب تأخر الحسم في الجنوب، معتبرين أن الأطراف الشمالية تتخوّف من انفصال الجنوب لا سيما أن بعض الأطراف الجنوبية تحاول تصوير أن الحرب شمالية جنوبية.

في المقابل، رأى مصدر سياسي في الرياض لـ"العربي الجديد"، أن هذه التصريحات "سياسية ومماحكات الغرض منها تغطية محادثات مسقط، كما أنها تصريحات غير موفقة". لكن المصدر اعتبر أن مثل هذا الكلام من قبل العطاس ضد التحالف، لا سيما وهو المحسوب عليه، قد يكون الغرض منه الضغط على التحالف للإسراع في حسم المعركة في الجنوب.

ولاقت تصريحات العطاس أيضاً رد فعل من الشارع في تعز، بعد اتهام العطاس، بأن المساعدات تتجه الى تعز، بينما حسب "المقاومة" والناشطين وإعلاميين فإن تعز إحدى المحافظات التي يمنع الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وصول أية مساعدات إنسانية وإغاثية إليها ويفرضون حصاراً عليها.

اقرأ أيضاً:  انفجار سيارة مفخخة في صنعاء والتحالف يقصف الحوثيين

من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب لـ"العربي الجديد"، أن قبائل مأرب رفضت أن يقود هاشم الأحمر المعارك باتجاه الجوف وصعدة، ضمن ما بات يُسمى "السيوف القاطعة"، مشيرة إلى أن القبائل وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، هم من يتولون حماية مأرب وقيادة المعركة، فيما قد يقود اللواء، علي محمد المقدشي، المعركة في الجوف وصعدة. وأكدت المصادر عدم وصول قوات من التي تم تدريبها في السعودية حتى الآن، مشيرة إلى أن القبائل والجيش الموالي للشرعية لا سيما في اللواء 312 أبلغوا قيادة الشرعية قدرتهم على مواجهة مليشيات الحوثيين وقوات صالح. وقالت المصادر إن الشدادي اجتمع بضباط وقادة الكتائب وخيّرهم بين الدفاع عن الوطن والأمة، وبين الجلوس في منازلهم والتخلي عن شرفهم العسكري، والتزموا جميعاً على المعاهدة للدفاع عن الوطن والتحالف مع القبائل.

في التطورات الميدانية، كان اللافت إعلان القوات اليمنية الموالية للحوثيين إطلاق صاروخ "سكود" باتجاه قاعدة السليل الصاروخية في الأراضي السعودية. إلا أن مصدراً مسؤولاً في وزارة الدفاع السعودية نفى هذا الأمر، بحسب وكالة "أسوشييتد برس". من جهة ثانية، أعلنت قيادة القوات المشتركة في السعودية، أمس، مقتل أحد الجنود التابعين للقوات البرية إثر إصابته بمقذوف عسكري أطلقه الحوثيون على منطقة نجران التي تقع على الحدود مع اليمن. ويبدو أن تنظيم "داعش" بات طرفاً أساسياً في الحرب اليمنية، إذ تبنى هجوماً بسيارة مفخخة استهدف منزل القياديَين الحوثيين، فيصل وحميد جياش، في صنعاء وأدى إلى مقتل وإصابة 28 شخصاً. وفي التطورات الميدانية أيضاً، دارت اشتباكات أمس بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية". ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مصادر طبية، أن 13 شخصاً قُتلوا في اليومين الماضيين، فيما أصيب 216 شخصاً آخرين. واستمر اندلاع النيران أمس في خزانات نفط في مصفاة عدن بعد أن أصيبت بنيران الحوثيين السبت، فيما شن طيران التحالف 20 غارة جوية على المنطقة. كما تمكنت "المقاومة" من السيطرة على عدة مواقع كانت في قبضة الحوثيين في محافظة تعز حسب وكالة "الأناضول".

اقرأ أيضاً: غارات للتحالف على عمران بعد إعلان الحوثيين إطلاق صاروخ"سكود"

المساهمون