المعارضة السورية تخطط لإنهاء "داعش" في دير الزور

08 مايو 2015
"أسود الشرقية" سيكونون رأس حربة المعركة ضدّ "داعش"(فرانس برس)
+ الخط -

تشكّل معركة دير الزور التي بدأها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ضدّ قوات النظام السوري، مساء الأول من أمس، بهدف السيطرة على ما تبقى من المحافظة، مصلحة استراتيجية لجميع القوى، بما فيها القوى السياسية الدولية الفاعلة بالقضية السورية، لما تشكّله نتائجها من أهمية تتعلق بمصير المنطقة الشرقية ككل.

اقرأ أيضاً: غارات مكثّفة على دير الزور بسورية وسقوط 27 قتيلاً

ويسعى تنظيم "داعش" إلى تحقيق انتصار يُعيد إليه بعضاً من شعبيته التي فقدها نتيجة خساراته المتلاحقة في كل من العراق وسورية، بالتوازي مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها المعارضة في شمال وجنوب سورية، والتي لعبت "جبهة النصرة" دوراً أساسياً في تحقيقها، إذ يحاول الاستفادة من انهيار معنويات قوات النظام التي مُنيت بخسائر على معظم جبهات القتال التي تخوضها، ويعمل على تعزيز عتاده من خلال السيطرة على مطار دير الزور العسكري، الذي يحتوي على كميات كبيرة من العتاد، والذي تعني السيطرة عليه انهيار النظام في كل محافظة دير الزور.

في المقابل، تحاول فصائل المعارضة المسلّحة الاستفادة من استنزاف "داعش" والنظام لقواهما، من خلال شنّ هجوم تستعيد من خلاله السيطرة على المحافظة والقضاء على التنظيم، بعد أن يقضي الأخير على قوات النظام، فتكسب بذلك نقطة قوة كبيرة لصالحها، قد تدفع المجتمع الدولي إلى إسقاط نظام بشار الأسد، أو بالحد الأدنى إرغامه على القبول بهيئة حكم انتقالي، وفق مقررات "جنيف1".

وحصلت "العربي الجديد" على معلومات تعزّز من فرضية محاولة المعارضة الاستفادة من الاستنزاف الحاصل بين كل من "داعش" والنظام. وتفيد المعلومات بتنسيق غرفة عمليات مشتركة بين عشائر حمص ودير الزور وعناصر من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام"، من أجل إعلان معركة مشتركة للقضاء على "داعش" في المنطقة الشرقية في سورية. ويتوقع أن يكون رأس الحربة في هذه المعركة مجموعة "أسود الشرقية" (فصائل دير الزور الذين خرجوا من المحافظة بعد سيطرة التنظيم عليها).

وتشير المعلومات نفسها إلى أنّ خطط الهجوم يتوقع أن تبدأ من ريف حمص الشرقي من قرية (عقيربات)، ضمن حملة عسكرية تضم 7 آلاف مقاتل من دون أن يكون لـ"جبهة النصرة" ظهور مباشر فيها، كما سيتم فتح باب التطوع لأبناء دير الزور في هذه المعركة، والتنسيق مع كل الجهات المحلية التي تريد قتال التنظيم، ونقل العمليات في حال نجاح الحملة إلى الرقة لاستكمال المعركة مع التنظيم في معقله الرئيسي.

بموازاة ذلك، أكّد مصدر مطلع من مشايخ إحدى العشائر في محافظة دير الزور، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن عدداً من سفارات الدول الغربية تواصلت مع زعماء عشائريين في المنطقة الشرقية من سورية، وعرضت عليهم دعماً مالياً يبدأ بدعم إغاثي، وشجعتهم على إنشاء جمعيات ومنظمات عمل مدني تتضمن مشاريع إغاثية وتنموية ضمن مناطق تواجد تلك العشائر "الموجودة حالياً تحت سيطرة (داعش)".

وأضاف المصدر نفسه أنّ بعض الزعماء العشائريين في محافظة دير الزور حصلوا على تطمينات من سفراء بعض الدول الغربية تفيد بقرب إنهاء تنظيم "داعش" من المحافظة خلال الشهور القليلة المقبلة، الأمر الذي يرجح أن يكون هناك تنسيق دولي يهدف بالنتيجة إلى سيطرة فصائل المعارضة على محافظة دير الزور.

ميدانياً، بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" معركته مع النظام، مساء أمس الأول، بهجوم واسع على مدينة دير الزور، موقعاً عشرات القتلى من جيش النظام، بينهم قائد الدفاع الجوي في المطار العسكري.

وأفاد الصحافي تيم أبوبكر من دير الزور لـ"العربي الجديد" بأنّ "المعركة بدأت إثر تفجير أحد عناصر التنظيم نفسه في حاجز قريب من منطقة الصناعة يسمى بحاجز جميان، بواسطة دبابة مفخخة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف النظام السوري".

وأضاف أبوبكر أن "التفجير جاء بموازاة اشتباكات بين الجانبين في المطار، حيث تمكن التنظيم من السيطرة على محيطه، وقتل قائد الدفاع الجوي، اللواء ياسين معلا، والذي أعلن عن مقتله أمس".

وأكّد صحافي يعيش ضمن مناطق سيطرة التنظيم، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، نبأ مقتل اللواء معلا. وأشار إلى أنّ التنظيم يهدف من خلال المعركة إلى "تحرير محافظة دير الزور بالكامل، حيث نجح حتى الآن في التقدّم داخل الأحياء، سواء الخاضعة بشكل كامل لسيطرة قوات النظام أو بشكل جزئي، والسيطرة على القطاع الجنوبي من مطار دير الزور العسكري".

ويعتبر مطار دير الزور العسكري، الواقع جنوب شرق مدينة دير الزور، صمام أمان للنظام في المحافظة، ويهدد فقدان السيطرة عليه، بخسارة المحافظة بأكملها، إذ يحتوي على ترسانة من الأسلحة الثقيلة، أهمها طائرات "ميغ"، والتي يبلغ عددها 6 طائرات.

ويسيطر "داعش" على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور، في حين يتمترس النظام السوري في المطار العسكري وحيي الجورة والقصور وقريتي البغيلية وعياس. بينما تشهد أحياء أخرى كالجبيلية والصناعة والرصافة سيطرة من الجانبين. وفي حال نجاح التنظيم في بسط سيطرته على محافظة دير الزور، ستكون المحافظة الثانية التي تقع في قبضته بعد محافظة الرقة.

اقرأ أيضاً جبهة جديدة لقوات المعارضة بحمص: وصل الحولة بالريف الشمالي

المساهمون