الانتخابات الإسرائيلية: تحريض ضد الفلسطينيين لرفع التصويت اليهودي

18 مارس 2015
قادة الأحزاب العربية سعوا لرفع نسبة المشاركة (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يتوقف التحريض العنصري ضد الفلسطينيين في الداخل وضد شرعية مشاركتهم في الانتخابات العامة الإسرائيلية لحظة واحدة أمس الثلاثاء. وجاء التحريض الرسمي والسافر على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عندما دعا ناخبي اليمين اليهود إلى التوجه لصناديق الاقتراع، وذلك لمنع "سقوط حكم اليمين". وادعى نتنياهو في تصريحات وتسجيلات صوتية تناقلتها الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام، أن العرب الفلسطينيين يتدفقون على صناديق الاقتراع وأنه يجب الرد على ذلك بتصويت مضاعف لدى اليهود. كما ادعى نتنياهو أن الأحزاب العربية تقوم بنقل المصوّتين بالحافلات إلى مراكز الاقتراع.
وقامت الأحزاب الصهيونية بزيادة عدد مراقبيها في نقاط الاقتراع في البلدات العربية. وحاول هؤلاء في مراكز مختلفة تشويش العملية الانتخابية ومحاولة الطعن فيها، سعياً لشطب التصويت في هذه المراكز، وبالتالي إضاعة آلاف الأصوات على "القائمة المشتركة" للأحزاب العربية. وبلغت العنصرية الإسرائيلية حدّاً دعا فيه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إلى التصويت حتى لصالح حزب "ميرتس" اليساري الصهيوني سعياً لزيادة قوته وتحجيم قوة العرب في هذه الانتخابات.

كما شنّ حزب "الليكود" أمس، وعلى مدار ساعات النهار، حملة مكثفة في البلدات والأحياء اليهودية في المدن المختلفة، لحثّ اليهود على الخروج للتصويت لتحييد كثافة التصويت العربي عبر حملة اقرع الباب والتنقل من بيت لآخر، داعيّاً اليهود إلى التصويت.

وجاء ذلك في سياق محاولات نتنياهو رفع نسبة التصويت عند الشارع اليهودي، بعد أن أظهرت نتائج لجنة الانتخابات المركزية أن نسبة التصويت، لهذا العام، لا تختلف تقريباً عن نسبة التصويت العامة في الانتخابات الأخيرة، إذ بلغت نسبة التصويت عند الرابعة من بعد الظهر بتوقيت القدس، 45.4 في المائة، وهي نسبة قريبة من التي كانت في انتخابات العام 2013.

اقرأ أيضاً: انتخابات الكنيست بين نتنياهو وهرتسوغ: يمين الصهيونية ويسارها

في المقابل، حثّ قادة الأحزاب العربية الجمهور الفلسطيني إلى دعم "القائمة المشتركة"، ومنحها ثقتهم ورفع نسبة التصويت خوفاً من أن تبقى متدنية مقارنة بالشارع اليهودي. إذ بينت نتائج غير رسمية حتى ساعات العصر أن نسبة التصويت لم تتعد الـ30 في المائة. وقد قامت الأحزاب العربية المشكّلة لـ"القائمة المشتركة" بتسيير سيارات عليها مكبرات صوت دعت الفلسطينيين إلى ترك حالة اللامبالاة والمسارعة للتصويت لرفع نسبة التصويت وذلك لحماية التمثيل العربي في الكنيست وإفشال خطط اليمين العنصري لتحييد القوة العربية في الكنيست، وتهميش هذه القوة. كما بدأت بعض المساجد في ساعات بعد الظهر بالدعوة عبر مكبرات الصوت إلى زيادة التصويت.

ويسعى الفلسطينيون في الداخل إلى رفع نسبة التصويت أملاً في حصول "القائمة المشتركة" لأحزابهم على 14 أو 15 مقعداً حتى تكون القوة الثالثة في الكنيست. وفي هذا السياق تعهّد رئيس "القائمة العربية المشتركة"، أيمن عودة، بحصول قائمته على المرتبة الثالثة في الانتخابات الإسرائيلية، قائلاً "شدّوا الهمة يا أهلنا في كل مكان، وسنكون القوة الثالثة في الكنيست وستكون سنوات تأثير". وجاء كلام عودة، بعد إدلائه بصوته في حيفا، أمس الثلاثاء، وسط حضور إعلامي محلي وعالمي، معتبراً أن "هذا يوم تاريخي للجماهير العربية، واليوم سنرد على العنصرية، وعلى من أراد إقصاءنا وإخراج الجماهير العربية خارج التأثير". وطالب عودة بخروج المواطنين إلى التصويت، قائلاً "نريد أن نذهب بحكومة اليمين إلى المعارضة".

من جهتها قالت النائب الفلسطينية، حنين زعبي، إن "رسالة الوحدة تعكس إرادة الناس الذين طالبوا بها ويرونها قيمة مضافة ليس فقط كقوة سياسية مقابل إسرائيل، ولكن أيضاً كوحدة وطنية وقوة تجاه المجتمع الفلسطيني، لأن الوحدة تجيب عن سؤال من نحن؟ وليس فقط ماذا نريد من إسرائيل"؟ مضيفة "نحن الفلسطينيون سكان هذا الوطن، وأنا أعوّل على مسؤولية الناس الوطنية". وأعربت زعبي عن تفاؤلها الكبير بحصول القائمة على 15 مقعداً، داعية "الجماهير العربية إلى الخروج للتصويت بقوة".

وشهد يوم الانتخابات محاولات أخيرة من مختلف الأحزاب لجذب انتباه الناخبين والحصول على أصواتهم بطرق مختلفة بعضها غير شرعي. فقد ألزمت لجنة الانتخابات، "الليكود" بدفع غرامة لحزب "كولانو" بقيادة موشيه كاحلون، بعد أن قام الحزب، منذ أمس الأول، وخلال يوم الانتخابات، بالترويج لتسجيل صوتي يدعو فيه كاحلون الناخبين للتصويت لصالح نتنياهو، وتبيّن أن التسجيل يعود لمعركة الانتخابات السابقة. وأعلنت لجنة الانتخابات أن بث هذا التسجيل هو تضليل للناخبين.

إلى ذلك أمرت لجنة الانتخابات المركزية حركة "شاس" الدينية، بمنع توزيع صورة عليها حاخام "شاس" المتوفي عوفاديا يوسف، وقد كُتب عليها إن من يصوّت لـ"شاس" يدخل الجنة.

وتحوّل تصويت الفلسطينيين في الداخل، والسعي لرفع هذه النسبة، إلى المحور الرئيسي لانتخابات افتقرت على مدار شهري حملتها، إلى موضوع رئيسي يمكن عرضه على الناخب الإسرائيلي. وقد لجأ نتنياهو، قبل غيره من قادة الأحزاب الإسرائيلية، إلى التلويح بخطر تصويت الفلسطينيين في الداخل واحتمال كون هذا التصويت هو الذي سيحسم وجهة إسرائيل السياسية لإثارة مشاعر العنصرية ودفع اليهود إلى التصويت بنسبة كبيرة.

ومن المقرر أن تُعلن نتائج الانتخابات الرسمية في إسرائيلن غداً الخميس، عبر مؤتمر صحافي تعقده لجنة الانتخابات المركزية، على الرغم من أنه سيكون ممكناً نشر نتائج شبه رسمية خلال ساعات نهار الأربعاء، لكنها تظل غير رسمية نظراً لطبيعة فرز الأصوات في إسرائيل وانتظار نتائج تصويت الجنود في مختلف قواعد الجيش التي يتأخر فرزها عن باقي الأصوات.

المساهمون