تحريض إسرائيلي ضد دعم قَطريّ لفريق "أبناء سخنين" الكروي

20 أكتوبر 2014
اتحاد أبناء سخنين مهدد بالتقديم للجنة الطاعة (فرانس برس)
+ الخط -

لم يتوقف التحريض الإسرائيلي الجديد ضد دولة قطر ودورها العربي، منذ يوم السبت الماضي، بعد أن استغل الإعلام الإسرائيلي التكريم الذي قام به الفريق الفلسطيني لكرة القدم "أبناء سخنين" لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على خلفية التبرع الذي قدمه الأمير للفريق الفلسطيني والبالغ مليوني دولار، مكّنت فريق الدرجة الممتازة الذي يُعاني من التمييز من الوقوف على قدميه، ومواصلة مشواره الرياضي، رغم تعرضه المستمر للتمييز من قبل الدوائر الإسرائيلية.

وبدأت العاصفة الإسرائيلية من الردود الغاضبة على أهالي سخنين بداية وفريقهم الرياضي ليمتد التحريض ويطاول التجمع الوطني الديمقراطي مع بثّ صور حفل التكريم المتواضع، وتقديم رمزي لدرع إلى أمير قطر. واستعادت الصحافة الإسرائيلية خلال وقت قصير، وتبعها رجال السياسية، الدور القطري في دعم المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مع دعوة وزراء إسرائيليين إلى تقديم الفريق الفلسطيني إلى لجنة الطاعة في اتحاد كرة القدم، ومعاقبته حتى طرده من الاتحاد، لقبوله بهذه المكرمة، ولقيامه بتكريم أمير قطر.

وقال رئيس بلدية سخنين، ورئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية، مازن غنايم، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن "من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ونحن نعرف أن التحريض ضدنا ليس جديداً، وبالنسبة لنا فإنه من الطبيعي جداً أن نشكر أمير قطر ونشكر دولة قطر والشعب القطري على مكرمته التي منحنا إياها، وهي مليونا دولار".

وأضاف "إننا نكنّ كل الاحترام والتقدير لأمير وشعب قطر على هذا الدعم لنا في وجه التمييز العنصري الذي نعانيه، وندرك جيداً في الوقت ذاته أن التحريض الإسرائيلي البشع، جاء بفعل المواقف الوطنية والقومية لدولة قطر ودعمها المقاومة الفلسطينية في الحرب الأخيرة".

وأضاف غنايم أن "اتحاد أبناء سخنين مهدد الآن بالتقديم للجنة الطاعة، لكن هذا لن يثنينا، ولن يجعلنا نتراجع عن شكرنا، ولا يوجد أي بند قانوني يديننا، لأننا نقدم شكرنا لدولة قطر وأميرها على مساعدتهما ومكرمتهما، ونحن متمسكون بهويتنا وبشكرنا دولة قطر على الرغم من تهديداتهم".

من جهته، قال رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، النائب جمال زحالقة، الذي كان حاضراً في ملعب الدوحة في سخنين، إن التكريم وتقديم الدرع إلى أمير قطر، حظي فور الإعلان عنه على تصفيق كبير من جمهور المشاهدين الذين حضروا في الملعب. واعتبر أن هذا التكريم "هو أمر طبيعي جداً أن يكرم أمير قطر ودولة قطر على التبرع السخي. والتحريض الإسرائيلي على فريق أبناء سخنين وعلى قطر نابع من مواقف قطر الداعمة للشعب الفلسطيني خلال الحرب على غزة".

وأضاف زحالقة أن "الوزراء الإسرائيليين تباروا بدورهم في الدعوة إلى معاقبة أبناء سخنين، وكان ردنا على ذلك أن هناك تمييزاً عنصرياً في إسرائيل ضد هذا الفريق وضد الفرق العربية بشكل عام، وهو جزء من السياسة الإسرائيلية المتبعة ضد الجماهير الفلسطينية في الداخل". ولفت إلى أن "الفريق كان على وشك الإفلاس، ولولا الدعم القطري لما استطاع الاستمرار، وعليه فإن الناس هنا يشكرون قطر، وقدروا المكرمة والمنحة القطرية".

تحريض دموي ضد نواب التجمع

وفي موازاة التحريض على قطر، على خلفية التكريم في سخنين، جددت إسرائيل تحريضها ضد نواب التجمع الوطني الفلسطيني وحزب التجمع على خلفية مواقفه السياسية والوطنية، ولا سيما ضد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وصعّد وزراء إسرائيل بدءاً بوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ووزيرة الرياضة ليمور ليفنات وأعضاء كنيست من اليمين الإسرائيلي من تحريضهم ضد التجمع في اليومين الماضيين، بعد أن اعتبرت النائبة حنين زعبي في مقابلة مع القناة الثانية أنه لا حاجة للمقارنة بين فظائع الجيش الإسرائيلي في غزة وأي طرف آخر.

وأكدت في الوقت ذاته "أن التكنولوجيا المتطورة أكثر فتكاً من السكين، فذلك يذبح بهمجية (في إشارة إلى داعش) والآخر يقصف من طائرته، ذاك يرى عيون ضحاياه، والآخر يقصف عن بعد، ذلك يقتل شخصاً، أما قذيفة الطائرة أو المدفعية فتفتك بالمئات، ذاك يباهي بهمجيته، والآخر يتصنع أنه حضاري وإنساني".

وزادت حدة التحريض أكثر، بعد أن أكد النائب باسل غطاس، هو الآخر، في سياق صدّه الهجوم على زعبي، أثناء مقابلة مع الإذاعة العسكرية، صباح اليوم الإثنين، أن تنظيم "داعش" هو تنظيم مجرم وقاسٍ، ولكنه خلافاً للجيش الإسرائيلي لم يرتكب جرائم ضد الإنسانية. وأضاف "من كان يملك القدرة على تنفيذ جرائم ضد الإنسانية هو دولة إسرائيل، بل إن وزير الأمن الإسرائيلي نفسه، موشيه ياعلون، قال إن الجيش قصف حي الشجاعية بشكل قاتل لمنع اختطاف جنود الجيش الإسرائيلي، هذا الاقتباس لياعلون سيفضي به إلى الوقوف أمام محكمة لاهاي الدولية".

وأثارت هذه التصريحات، هي الأخرى، غضب وزير الخارجية الإسرائيلي الذي كان قد دعا صباح اليوم إلى الزج بزعبي في السجن لسنوات طويلة والسعي لحرمانها من الجنسية الإسرائيلية، بعد أن وصفها بالإرهابية. وعاد لاحقاً ووصف في منشور على صفحته على "فيسبوك" حزب التجمع بأنه حزب إرهابي متوعداً بالعمل على شطبه ومنعه من خوض الانتخابات المقبلة.

ومزج ليبرمان بين التحريض على التجمع وعلى دولة قطر، عندما كتب يقول "يكفي أن نشير إلى سفر الأعضاء خلال حملة "الجرف الصامد" إلى معقل حماس في قطر، وإلى تحريض النائبة حنين زعبي ضد جنود الجيش الإسرائيلي، بل بلغ بها الأمر إلى اعتبار اختطاف وقتل الفتيان الثلاثة عملاً غير إرهابي".

وأعلن عضو الكنيست أوفير أكونيس، نائب الوزير في ديوان نتنياهو عن الموقف نفسه، مؤكداً السعي إلى سنّ قانون يتيح إبعاد زعبي عن الكنيست. أما عضو الكنيست داني دانون، فاعتبر هو الآخر أن تصريحات باسل غطاس تؤكد وجوب اتخاذ خطوات ضد نواب التجمع، والعمل على نزع الجنسية الإسرائيلية منهم، وإبعادهم إلى قطر.

وفي سياق رده على هذه الحملة، قال الأمين العام لحزب التجمع عوض عبد الفتاح، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هذا الهجوم يأتي ضمن الحملة المستمرة على عرب الداخل، والهادفة إلى ضرب كل محاولاتهم الاعتماد على الدعم العربي، وهو هجوم مرتبط أيضاً بالموقف الإسرائيلي المعادي لدولة قطر وأميرها، بفعل دعمها المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي. وقد كثف الإعلام الإسرائيلي وقادة إسرائيل من هجومهم وتحريضهم على دولة قطر إبان العدوان بسبب احتضانها المقاومة الفلسطينية".

وأضاف عبد الفتاح أن الهجوم هو محاولة لردع فلسطينيي الداخل المحتل وكسر انتمائهم القومي والعربي وإضعاف الجيل القادم. ولفت إلى أن "التجمع يشكل اليوم رأس الحربة في حماية الهوية الوطنية والانتماء القومي والوقوف ضد المخططات والممارسات السياسية العدوانية والعنصرية والإقصائية.