11 عاماً على مجزرة النظام السوري الطائفية في الحولة

25 مايو 2023
قُتل في مجزرة الحولة أكثر من 107 مدنيين سوريين (تويتر)
+ الخط -

نفذت قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات موالية لها، في مثل هذا اليوم 25 مايو/أيار، قبل 11 عاماً، عمليات قتل جماعية ذات صبغة طائفية على أطراف مدينة تلدو في منطقة الحولة بريف محافظة حمص وسط سورية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني، جُلهم من النساء والأطفال.

وقال الناشط أبو أسامة الحمصي، من أهالي منطقة الحولة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "في مساء يوم الجمعة الموافق لـ25 مايو 2012 وقعت المجزرة. يومها كانت هناك مظاهرات في جميع أنحاء سورية تحت مُسمى (يا دمشق نحن قادمون)، وخرجت في منطقة الحولة مظاهرة كبيرة جداً، استهدفتها قوات النظام بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وعند مغيب الشمس أطلقت قوات النظام الرصاص بشكلٍ مكثف على المنطقة الجنوبية من مدينة تلدو التي وقعت فيها المجزرة".

وأضاف الحمصي أن "القصف اشتد شيئاً فشيئاً وتركز على الطريق بين مدينة تلدو وكفرلاها، وبعدها بساعات وصل عدد من الأهالي إلى منطقة الحولة وأخبرونا أن هناك مجزرة مروعة حدثت في القرية"، مُشيراً إلى أن "القتل كان تحت صبغة طائفية بحتة، لأنه لم يكن هناك أي تمييز بين ذكر أو أنثى أو كبير أو صغير أو طفل أو رضيع أو مُسن، حتى إنهم قتلوا أحد الأشخاص المُقعدين من ذوي الاحتياجات الخاصة"، مؤكداً أن "من شارك في المجزرة مليشيات طائفية تابعة لقوات النظام السوري وموالية له".

وبين الحمصي أن "الجزء الثاني من المجزرة وقع على الطريق العام عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل 25 مايو، وكنت أنا أحد الإعلاميين المشاركين في توثيق المجزرة"، مضيفاً أن "عدد الضحايا في المجزرة الثانية بلغ قرابة 20 مدنياً، بينهم أطفال رضع ونساء، أغلبهم من عائلة السيد".

بدوره، قال عامر حمزة، من أبناء الحولة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد صلاة الجمعة في يوم المجزرة، بدأت قوات النظام بقصف المنطقة كما في كل يوم جمعة عقب خروج المظاهرة مباشرة، وكان القصف بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. في هذه الفترة بدأ الأهالي بالعودة للبيوت، لكن بعد حوالي ساعة اشتد القصف، وتوسعت مساحة الاستهداف لتشمل معظم أحياء مدينة تلدو، وبدأت قوات النظام المتمركزة في حاجز مؤسسة المياه باستخدام الدبابات في قصف المنطقة. ثم زادت كثافة القصف وعُزلت أحياء المدينة عن بعضها والقصف امتد إلى مدن منطقة الحولة كلها، وهي تلدو وكفرلاها وتل ذهب، وبلدة الطيبة الغربية".

وأضاف حمزة: "مع اشتداد القصف على مدينة تلدو، وبدء استهداف المدينة من القطع العسكرية القريبة من الكلية الحربية، بدأت حركة نزوح من المدينة، سكان الأحياء الشرقية، باتجاه الأراضي الزراعية وبلدات طلف والبرج. وسكان باقي الأحياء نزوحوا إلى مدن تل ذهب وكفرلاها، رغم استمرار القصف عليها، كون حدة القصف كانت أشد كثافة على مدينة تلدو". 

وبيّن المتحدث ذاته أن "المجزرة الأولى وقعت على طريق السد، بعد حوالي ساعتين من قصف قوات النظام لمدينة تلدو. وارتُكبت المجزرة على أساس طائفي، شارك بتنفيذها قوات من جيش النظام السوري ومن الدفاع المدني والشبيحة، واقتحمت القوات حي طريق السد قادمة من بلدة القبو، بلدة موالية للنظام، وقرية الشنية وهي أيضاً قرية موالية للنظام، وشارك بعض سكان القبو والشنية إضافة لسكان بعض القرى الموالية للنظام غرب منطقة الحولة في المجزرة، لذات السبب الطائفي الذي كان النظام السوري يغذيه. واستمر القصف بشكل مكثف حتى صباح يوم السبت".

بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تم توثيق مقتل 107 أشخاص في مجزرة الحولة بالاسم الثلاثي.

وأشارت الشبكة إلى أن هناك قتلى لم تتمكن من الوصول إلى بياناتهم، إذ بحسب التقديرات المحلية فإن عدد القتلى بلغ 117 شخصاً.

المساهمون