شارك آلاف المغاربة، اليوم الجمعة، في وقفات احتجاجية في 48 مدينة في مختلف مناطق المغرب مساندة لقطاع غزة ورفضا لسياسة التجويع ومحاولات التهجير القسري لسكان القطاع.
وجاءت هذه التظاهرات التي نظمت تحت شعار "عار أن يجوعوا ونحن لا نهتم"، بدعوة وجهتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) إلى الشعب المغربي للخروج في مظاهرات استمرارا في الحراك الشعبي الرافض لمجازر الإبادة التي خلفت ما يقارب 30000 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، وما يرافق ذلك من تدمير كلي لمدينة غزة واستهداف مباشر للمستشفيات والمساجد وكل مظاهر الحياة.
وردد المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بعد صلاة الجمعة في سياق "جمعة غضب وتضامن مع أهل غزة"، شعارات رافضة لسياسة التجويع والعقاب الجماعي ومحاولات التهجير القسري لسكان القطاع، وللصمت الدولي والعربي الرسمي.
وقال عضو المكتب المركزي لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، محمد الرياحي، لـ"العربي الجديد"، إن التظاهرات التي تنظم للأسبوع الـ21 على التوالي منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعبر عن الرفض والاستنكار الشعبي العارم لمجازر الإبادة في حق الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية وكل المدن والمخيمات الفلسطينية، وكذلك للتنديد بالدعم الأميركي للكيان المجرم، والتواطؤ الدولي والصمت والخذلان العربي تجاه أكبر مجزرة يعرفها العالم، والتي خلفت ما يقارب 30000 شهيد ودماراً كبيراً عم كل غزة".
كما تأتي هذه الفعاليات التي لم تتوقف وعمت كل مدن المغرب وأحيائه، وفق الرياحي، في سياق "بعث رسالة إلى النظام المغربي كي يتحمل مسؤوليته في إلغاء بنود اتفاقية التطبيع، اتفاقية العار المشؤومة مع هذا الكيان الذي يُعتبر جرثومة الفساد والإفساد في الأرض، أينما حل يحل معه الفساد والإفساد".
وكشف المصدر ذاته أنه استجابة لنداء "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" أعلنت 48 مدينة مغربية خروجها في 100 مظاهرة اليوم عقب صلاة الجمعة وصلاتي المغرب والعشاء رفضا لتجويع أهل غزة، ومطالبة بفتح المعابر وإدخال المساعدات ووقف هذه الحرب الهمجية.
وإلى جانب هذه التظاهرات، ينتظر أن تنظم "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (مستقلة) مساء الجمعة، وقفة شعبية أمام مقر البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط، وذلك رفضا لـ"العدوان النازي الصهيوني على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية والتجويع في غزة".
وكانت المجموعة قد وجهت أمس الخميس، طلبا عاجلا إلى السلطات المغربية من أجل تسهيل عملية دعم غزة بالغداء والدواء والخيام، وكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المجموعة، في تصريح صحافي، إن "المغاربة مثلهم مثل كل شعوب منطقتنا العربية والإسلامية، مستعدون لدعم إخوانهم والتخفيف من هول مصابهم، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تتحرك بسرعة لفتح المعابر أمام المساعدات واستعمال كل أوراق الضغط من أجل ذلك".
وتابعت:" لن يغفر التاريخ لكل الذين يستطيعون القيام بشيء ويحتفظون لأنفسهم بموقع المتفرج على شعب يذبح ويموت جوعا.. كما لن يغفر التاريخ لكل الذين تلوثت أياديهم بأيادي القتلة والمجرمين. فاللحظة تطالب هؤلاء بإنهاء التطبيع وإغلاق مكاتب العار مع العدو الصهيوني".
ويأتي ذلك، في وقت تستمر التعبئة والحشد لتنظيم "اليوم الوطني الاحتجاجي" يوم غد السبت في مختلف مناطق المغرب، مع وقفة مركزية بالرباط في الساعة السادسة مساء أمام مقر البرلمان، وذلك للتنديد بحرب الإبادة وبسياسة التجويع.
ودعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، الجهة المنظمة اليوم الوطني الاحتجاجي في بيان لها، المغاربة إلى "التظاهر غدا السبت، من أجل مطالبة الدولة بالقيام بواجبها إزاء الإبادة وسياسة التجويع، وإسقاط التطبيع الرسمي للنظام المغربي مع العدو الصهيوني، وإلغاء جميع الاتفاقيات المرتبطة به، وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط فورا، وطرد ممثلي الكيان الصهيوني أيا كانت صفاتهم وأيا كان وجودهم بأرض الوطن".
ومنذ بدء معركة "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، يشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع أهالي القطاع بشكل شبه يومي، كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت بالعاصمة الرباط. في حين تحولت المسيرات والوقفات التي ينظمها المغاربة في مختلف أرجاء البلاد إلى مصدر قلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ بدأ الإعلام العبري بوصف هذه المسيرات بأنها "معادية للسامية".