كشف موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، أن المجلس الإقليمي الاستيطاني "شومرون" قد وضع خطة لتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في المستوطنات الحالية ومستوطنات مستقبلية، تطمح إلى زيادة عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن، بالإضافة إلى توفير مختلف المرافق لهم، على غرار إقامة مطار وسكة حديدية ومشفى وغيرها من الخدمات.
ولفت الموقع إلى أن المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة يرون أن الحكومة الحالية تشكّل فرصة لن تتكرر بالنسبة لهم لتنفيذ مخططاتهم، وعليه ارتفع سقف طموحاتهم لتحقيق أكبر قدر منها، فيما توجّه رئيس مجلس "شومرون" يوسي داغان، صباح اليوم الأربعاء، إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بهدف اعتماد الخطة.
وبحسب الموقع، تطمح الخطة التي وضعها مجلس "شومرون" إلى زيادة عدد المستوطنين من نحو 170 ألف مستوطن اليوم (بحسب ما ذكر الموقع، لكن التقارير الفلسطينية تشير إلى ما يقارب نصف مليون)، إلى مليون مستوطن بحلول عام 2050.
وأعدّ فريق واسع من المهندسين والمعماريين والجغرافيين والمستشارين المهنيين، خطة مهنية عملية للوصول إلى مليون مستوطن في الضفة في غضون 27 عاماً تقريباً.
وذكر الموقع أن الخطوط الأساسية للخطة وضعت خلال نقاش موسّع في المؤتمر الرئيسي السنوي لقيادات المستوطنين والمجالس الاستيطانية، قبل نحو عام، وتم العمل عليها بالخفاء وبهدوء دون الكشف عن هوية الفرق التي أعدّتها.
ووفقاً الموقع، فإن أبرز ما تشمله الخطة هو توسيع عدد من المستوطنات إلى "مدن"، وإقامة مستوطنات جديدة، وكذا إقامة سكة حديد لقطار يربط المستوطنات بمناطق الشمال والوسط داخل الخط الأخضر، بالإضافة إلى توسيع الشوارع، وإقامة مركز طبي ومطار، وبناء مناطق صناعية، وغيرها من الخدمات.
ومن المستوطنات التي سيتم توسيعها بحسب المخطط هي مستوطنات "إيتمار" و"تسوفيم" و"سالعيت" و"أفني حيفتس". كما تشمل الخطة المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي يعمل المستوطنون على تطويرها، مثل مستوطنة "حومش" المخطط أن تضم 15 ألف مستوطن، والمستوطنات الأخرى التي تم إخلاؤها في إطار "خطة فك الارتباط" مثل "كيديم" و"غانيم".
ومن بين المستوطنات التي ترمي الخطة لتحويلها الى "مدينة" هي مستوطنة "تعناخ" في شمال الضفة الغربية، والتي يمكن أن تضم مستقبلاً نحو 30 ألف مستوطن.
وتقر الخطة كذلك بناء "مدينة شامير"، لتكون مستوطنة جديدة في جنوب غرب الضفة الغربية المحتلة، وسيكون احتياطي الأراضي فيها قادراً على استيعاب أكثر من 100 ألف مستوطن.
ويطرح المستوطنون خطتهم على أنها الحل لأزمة السكن، ونقل الموقع الإسرائيلي عن مسؤولون في المجلس الاستيطاني "شمورون"، قولهم إنّه "من خلال التفكير بشكل واقعي للسنوات المقبلة، يجب على دولة إسرائيل أن تجد حلولاً للمشكلة الوطنية المتمثلة في الاكتظاظ السكاني في وسط البلاد (...) تنطلق الخطة من فرضية أن الضفة الغربية هي مفتاح الحل، بحيث تضم ملايين الدونمات من الأراضي الفارغة واحتياطي الأراضي الوحيد من أراضي الدولة القريبة من المركز، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من تل أبيب".
ويضاف هذا المخطط إلى المخططات التي أقرتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في الأشهر الأخيرة، من أجل تعزيز الاستيطان، ويقودها وزير المالية والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وتأتي هذه المخططات رغم الانتقادات الأميركية للممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكنها انتقادات دون أفعال.