"وول ستريت": قلق أميركي من شنّ إسرائيل حرباً برية على لبنان

19 سبتمبر 2024
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، واشنطن 1 فبراير 2024 (أليكس وونغ/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **قلق أميركي من حرب برية**: البنتاغون يشعر بقلق متزايد من احتمال اندلاع حرب برية بين إسرائيل وحزب الله بعد تفجيرات أجهزة الاتصال، رغم عدم اتخاذ إسرائيل إجراءات تدل على حرب كبيرة قريبة.

- **تحركات إسرائيلية ومخاوف أميركية**: وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعرب عن مخاوفه من هجوم إسرائيلي على حزب الله، مع نقل جنود "كوماندوز" والمظليين إلى الشمال، دون استدعاء الاحتياط.

- **التوترات الإقليمية والاستعدادات الأميركية**: التوترات تصاعدت بعد اغتيالات وعمليات عسكرية متبادلة، والولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في المنطقة، محذرة رعاياها في لبنان من مغادرته.

مسؤولون أميركيون لم يروا بعد مؤشرات على تحضير إسرائيل لحرب كبيرة

أوستن طلب من إسرائيل إعطاء الدبلوماسية الوقت الكاف

مسؤول للصحيفة: المنطقة تتجه نحو الفوضى

يتزايد القلق في أوساط وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من اندلاع حرب برية بين إسرائيل وحزب الله، بعد عملية تفجير أجهزة الاتصال (بيجر) وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها عناصر الحزب، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بحسب ما أفادت في تقرير لها، اليوم، صحيفة "وول ستريت جورنال" التي لفتت في نفس الوقت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يتخذ بعد إجراءات تدل على حرب كبيرة قريبة في الشمال. 

وقالت وول ستريت جورنال إن القلق الأميركي من غزو إسرائيل للبنان تزايدت حدته بعد تفجيرات البيجر، ونقلت عن مسؤول كبير في البنتاغون الأجواء السائدة في الوزارة "أنا قلق للغاية من خروج الأمور عن السيطرة"، بينما نقلت عن مسؤول في منطقة الشرق الأوسط، قوله إن "المنطقة تتجه نحو الفوضى".

وكشفت الصحيفة الأميركية، اليوم الخميس، أنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كان عبّر عن مخاوفه من شن إسرائيل هجوماً على حزب الله، لكبار المسؤولين في البنتاغون يوم الاثنين الماضي، أي قبل موجة التفجيرات الأخيرة. مشيرة إلى قيام الاحتلال بنقل فرقة من جنود الـ"كوماندوز" والمظليين من غزّة إلى الشمال (الفرقة 98)، في الأيام الأخيرة، وتتكوّن الفرقة من آلاف الجنود، وفقاً لشخص وصفته الصحيفة بالمطلع على الأمر. 

ولكن وول ستريت جورنال تلفت من جهة أخرى إلى أن إسرائيل لم تتخذ بعد إجراءات تدل على قرب وقوع حرب كبيرة، حيث أكد مسؤولون أميركيون للصحيفة أنهم لم يروا بعد أي مؤشرات على ذلك مثل استدعاء الاحتياط، مشيرين إلى أنه حتى عند اتخاذ قرار الحرب فقد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن تكون القوات الإسرائيلية في وضع يسمح لها بشن هجوم كبير، ورأى مسؤولون في البنتاغون أن ذلك ربما يعني أن إسرائيل تتجه إلى عملية أصغر لا تحتاج إلى تحركات عسكرية كبيرة أخرى.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قال خلال زيارته لإحدى قواعد جيش الاحتلال، أمس الأربعاء، إن الحرب تنتقل الآن إلى مرحلة جديدة حيث سيكون مركز الثقل في الشمال، مضيفاً "أقدّر أننا في بداية فترة جديدة في الحرب، وعلينا أن نلائم أنفسنا. من المهم للغاية تنفيذ الأمور في هذه المرحلة بتعاون وثيق بين جميع المنظمات، وعلى جميع المستويات".

وأبلغ غالانت المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين، يوم الاثنين الماضي، في تل أبيب أن "الطريقة الوحيدة المتبقية لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم هي من خلال العمل العسكري"، وكان غالانت الذي اشتبك مراراً وتكراراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن استراتيجية الحرب، سلم نفس الرسالة إلى أوستن قبل يوم واحد عبر الهاتف. وكان رد أوستن هو الطلب من إسرائيل "إعطاء المفاوضات الدبلوماسية الوقت الكافي للنجاح"، وفقاً للمتحدث باسم البنتاغون اللواء باتريك رايدر. وبحسب الصحيفة، قال مسؤول دفاعي أميركي عن ذلك إن "انطباع الوزير هو أن إسرائيل تدرس خيارات عسكرية جديدة للبنان".

وقال مسؤولون أميركيون إنه قبل وقت قصير من تفجير أجهزة البيجر، اتصل غالانت مرة أخرى بأوستن لتحذيره من عملية وشيكة من دون الكشف عن التفاصيل، وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في هجمات الثلاثاء أو الأربعاء. وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من توسع الصراع باتجاه لبنان ما قد يجر الولايات المتحدة وإيران إلى التورط فيه.

وتأتي التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله بعد أقل من شهر على تراجعهما عن مواجهة بدت وشيكة آنذاك في أعقاب اغتيال إسرائيل للقيادي الكبير في حزب الله، فؤاد شكر في بيروت، واغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران. وفي 25 أغسطس/آب الماضي، قامت نحو 100 طائرة حربية إسرائيلية بتنفيذ غارات على مواقع مختلفة في لبنان قالت إنها جاءت استباقاً لهجوم حزب الله الذي أطلق بدوره مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في نفس اليوم، معتبراً أن عمليته  الانتقامية لمقتل شكر انتهت بذلك.

وتوجد حالياً حاملة الطائرات الأميركية، يو إس إس أبراهام لينكولن، في المنطقة بالإضافة إلى سفينة هجومية برمائية تحمل مشاة البحرية وطائرات هليكوبتر في اليونان إلى جانب سفن أخرى، كما تمركزت في المنطقة غواصة مزودة بالصواريخ، يو إس إس جورجيا. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة سرباً من مقاتلات إف-22 ووسعت دفاعاتها الجوية حول المنطقة لحماية القوات البرية المتمركزة هناك.

وكانت إدارة بايدن حذرت رعاياها في لبنان منذ شهور بضرورة مغادرته بسبب مخاطر اشتداد القتال، وحث تحذير وزارة الخارجية في أواخر يوليو/تموز الماضي الأميركيين على عدم السفر إلى لبنان وأولئك الذين يعيشون في جنوبه على المغادرة بأي وسيلة متاحة. وقالت الصحيفة إن واشنطن وضعت خططاً لإجلاء الأميركيين وغيرهم من لبنان. وقال مسؤولون دفاعيون إن إحدى الخطط الطارئة تتضمن إجلاء ما يقرب من 50 ألف مواطن أميركي وعائلاتهم إلى قبرص. وفي عام 2022، قدرت وزارة الخارجية أن 86 ألف أميركي يعيشون في لبنان، وتقتضي خطة الإخلاء قيام سفن مدنية بنقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم لمسافة 160 ميلاً بحرياً تقريباً (نحو 296 كم) إلى قبرص.