"وول ستريت جورنال": حكومة لبنان وحزب الله يرفضان مقترح الهدنة الحالي

31 أكتوبر 2024
علم حزب الله وسط الدمار في الضاحية الجنوبية لبيروت، 27 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفض حزب الله والحكومة اللبنانية مقترح الهدنة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، معتبرين أنه يمنح إسرائيل حرية كبيرة لمواصلة الهجوم، بينما تسعى الحكومة لمواصلة المفاوضات لإنهاء الحرب.
- يتضمن المقترح السماح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة انتقالية، مع دعوة لسحب قواتها وانتشار القوات اللبنانية في الجنوب، لكن مسؤولين إسرائيليين يستبعدون التوصل لاتفاق قبل الانتخابات الأميركية.
- أبدى حزب الله استعداده لفصل المفاوضات عن حرب غزة، مؤكداً على إنجازاته العسكرية، وداعماً للحراك السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري، مع الالتزام بالقرار 1701 والمبادرة الأميركية - الفرنسية.

المقترح الحالي يمنح إسرائيل الحرية لمواصلة الهجوم عبر الحدود

لا تريد الحكومة اللبنانية إسقاط الاتفاق لإتاحة الوقت للتفاوض

حزب الله أشار سرّاً إلى استعداده لفصل المفاوضات بشأن لبنان عن غزة

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الخميس، عن مسؤولين عرب ولبنانيين، قولهم إنّ حزب الله والحكومة اللبنانية لم يقبلا مقترح الهدنة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في جنوب لبنان، قائلين إنّ المقترح الحالي يمنح إسرائيل الكثير من الحرية لمواصلة الهجوم عبر الحدود، لكن على الرغم من ذلك، لا تريد الحكومة اللبنانية إسقاط الاتفاق علناً لأنّ الوثيقة تتيح مساحة لمواصلة المفاوضات التي قد تنهي الحرب في نهاية المطاف.

وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يكون مقترح الهدنة جزءاً من المناقشات التي يقودها كبار المسؤولين الأميركيين الذين سافروا إلى المنطقة هذا الأسبوع، كمحاولة من قبل الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب في كل من غزة ولبنان.

وزار مبعوثا الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيران عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك تل أبيب، اليوم الخميس، لمحاولة إبرام الاتفاق، في حين يستبعد مسؤولون إسرائيليون التوصّل إلى تسوية قبل موعد الانتخابات الأميركية التي تجري الأسبوع المقبل، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن إسرائيل تتمسك بشروط غير واقعية تتجاوز القرار 1701 الذي أنهى عدوان 2006.

وبحسب مسودة مقترح الهدنة الحالي، فإن الاتفاق يسمح لجيش الاحتلال بضرب لبنان خلال فترة انتقالية مدتها 60 يوماً رداً على "التهديدات الوشيكة". وتنص مسودة مقترح الهدنة على تطبيق الاتفاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006. كما تدعو مسودة المقترح إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان بعد أسبوع واحد، وبعد ذلك الوقت تنتشر القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب للمساعدة في تفكيك البنية التحتية العسكرية المرتبطة بحزب الله. لكن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قالوا لـ"وول ستريت جورنال" إنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأميركية.

وقال مكتب نتنياهو، إنّ الأخير في بداية اجتماعه مع هوكشتاين، اليوم الخميس، أوضح أنّ النقطة الرئيسية هي المحافظة على قدرة إسرائيل على فرض الاتفاق وإحباط أي تهديد لأمنها من لبنان. وقال مسؤول أميركي إن مايكل إريك كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأميركية، وصل أيضاً إلى إسرائيل يوم الخميس ومن المتوقع أن يسافر إلى الأردن. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لقد وصلنا بالتأكيد إلى نقطة حيث من المهم الاستفادة من الإنجازات العملياتية الضخمة التي حققتها إسرائيل، وخاصة تدمير قيادة حزب الله بالكامل. كل المفاوضات ستتم تحت النار. لا أحد يوافق على وقف إطلاق النار للتفاوض على اتفاق".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب قولهم إن حزب الله أشار سرّاً إلى استعداده لفصل المفاوضات بشأن لبنان عن الحرب في غزة، بعد أن كان قد كرر منذ عام أنه لن يتوقف عن ضرب إسرائيل إلا في حالة وقف الحرب على غزة. وكان مصدر في حزب الله قد جدّد يوم الثلاثاء، التأكيد أن لا مفاوضات في لبنان تحت النار، وأن الحزب لن يقبل إلا ما هو في مصلحة لبنان، وذلك تعليقاً على ما أوردته تقارير إعلامية حول احتمال التوصل إلى اتفاق يقضي بإبعاد حزب الله إلى جنوب الليطاني، وإنشاء آلية دولية لضمان "حرية الحركة الإسرائيلية في مواجهة الانتهاكات"، ومنع إعادة تسليح الحزب.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، إن "المقاومة الآن في موقع قوة، وعلى العدو أن يعرف ذلك، صحيح حصلت انتكاسات عند اغتيال كبار القادة، لكنها عادت بقوة إلى الميدان، لا بل زادت عملياتها العسكرية، وها هي تحقق إنجازات على المستوى البري، وتلحق خسائر كبرى بصفوف جيش الاحتلال، وحتى إنّ هيكليّتها سليمة، وجرى اليوم انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب". وأشار المصدر إلى أنّ "حزب الله أعلن أنه يثق بالحراك السياسي الذي يقوم به رئيس البرلمان نبيه بري، وهو لن يقبل إلّا ما هو في مصلحة لبنان"، مشدداً على أنّ "الأولوية تبقى لوقف النار، ولا مفاوضات تحت النار".

من جهته، قال مصدرٌ مقرّب من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس البرلمان قال ما عنده للموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة إلى بيروت، خصوصاً لناحية أولوية وقف إطلاق النار، والالتزام بالقرار 1701 من دون إدخال أي تعديل عليه، فهو المدخل الوحيد للاستقرار والحل، وتأييد المبادرة الأميركية - الفرنسية، وبالتالي مع الهدنة لمدة زمنية، تحصل خلالها المفاوضات".

وأشار المصدر إلى أن "إسرائيل تحاول الضغط على لبنان للرضوخ لشروطها وهو ما فعلته بتكثيف غاراتها في الساعات الماضية خصوصاً على مدينة صور جنوبي البلاد، وارتكابها سلسلة مجازر، لكن لبنان ليس بموقع ضعف وإسرائيل ليست في موقع قوة، وبكل الأحوال نكرّر موقفنا بأنّ على الموفد الأميركي أن يضغط على الإسرائيلي فهو المعرقل لكل الحلول سواء في لبنان أو غزة".