دعا الناطق باسم حركة فتح في قِطاع غزة، مُنذر الحايك، مساء اليوم الخميس، إلى التحرك في كافة الاتجاهات المحلية والدولية والإقليمية، لإنقاذ حياة الأسير الفلسطيني وليد دقة، الذي يصارع الموت في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة التدهور الخطير في حالته الصحية.
وأوضح الحايك أنّ الأسير وليد دقة يتعرض لجريمة حرب مكتملة الأركان، عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمد، والتي استشهد نتيجتها المئات، وآخرهم الشهيد خضر عدنان.
ونظمت وقفة تضامنية أقامتها مفوضية الشهداء والأسرى بحركة فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في ساحة الجندي المجهول، غربي مدينة غزة، في إطار الحملة الدولية لإنقاذ الأسير وليد دقة.
وشارك في الوقفة عشرات النساء والأطفال والمُتضامنين مع قضية الأسرى الفلسطينيين، وقد حملوا أعلام فلسطين، وصور الأسير، ولافتات كتب على بعض منها "أنقذوا الأسير قبل فوات الأوان"، و"الحُرية للأسير المريض المُفكر"، و"نُحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد وليد دقة".
وردد المشاركون هتافات داعِمة لدقة، ومُطالِبة بإنقاذ حياته، في ظل حالته الصحية الحرجة، مُحملين مصلحة السجون، والحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياته في ظل رفض إطلاق سراحه لتلقي العلاجات الطبية اللازمة.
وأوضح الحايك خلال الوقفة أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وبـ"شهداء الأقصى" في نابلس، ظناً منه أنه سيتفرد بكل فصيل على حِدة. وتابع قائلاً: "كذلك يحاول عبر سلسلة من الإجراءات التضييق على الأسرى لكسر إرادتهم بما يمثلونه من تجسيد للقضية الفلسطينية، لكننا سنواجه كل ممارسات الاحتلال بخطوات موحدة، ونحن قادمون من أجل التحرير والعودة".
وشدد على صلابة موقف الأسرى في مواجهة كل الممارسات الإسرائيلية "الإجرامية والعِقابية"، وقال: "لا سيادة في القدس، وعلى أرض فلسطين سوى للفلسطينيين، ولا مكان للاحتلال، فالأرض لنا، والقدس لنا، وسيستمر نضالنا حتى عودة آخر لاجئ فلسطيني إلى أرضه وبيته".
ودعا الناطق باسم حركة فتح المجتمع الدولي الذي وصفه بـ"الصامت، والعاجز، والمتواطئ"، إلى التحرك من أجل الإفراج عن الأسير المريض وليد دقة، والذي يواجه خطر الموت، مُطالباً الشعب الفلسطيني بالتحرك في أوسع نطاق للتضامن معه، كذلك إلى توسيع حالة الدعم والإسناد لقضية الأسرى في كل المسارات والساحات داخل فلسطين وخارجها.
وأمس الأربعاء، قررت لجنة الإفراجات التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية، تأجيل القرار بشأن الإفراج المبكر عن دقة المريض بالسرطان إلى 31 مايو/أيار الحالي.
وكان الأسير دقة نُقل، قبل 3 أيام، إلى مستشفى أساف هروفا بتل أبيب جراء تدهور صحته، ومعاناته من التهاب حاد في الرئة. وقد حذّرت العديد من التقارير من التدهور الخطير في حالته الصحية، إذ يحتاج إلى رعاية طبية حثيثة، خاصة في ظل حالة الهُزال الشديدة، بسبب معاناته من التهاب وتلوث رئته اليُسرى.
في الأثناء، شدد عضو اللجنة المركزية العامة لـ"الجبهة الشعبية"، محمد الغول على أنّ الاحتلال الإسرائيلي عبر ممارساته الإجرامية قد أصدر قرار الإعدام بحق الأسير القائد وليد دقة، مُحمِلا إياه المسؤولية الكاملة عن حياته، خاصة في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي.
وأوضح الغول في الكلمة التي ألقاها نيابة عن "الجبهة الشعبية" أن الأسرى يتعرضون في سجون الاحتلال إلى هجمة بشعة، خاصة بعد تولي وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، مسؤولية استهداف الأسرى، ضمن حملة مسعورة، والاستمرار في منهجية الإهمال الطبي، والإعدام البطيء ضد عشرات الأسرى، وفي مقدمتهم الأسير القائد وليد دقة.
وشدد على أنّ الإجراءات العِقابية والتضييقية بحق الأسرى تزايدت وتيرتها بعد تولي وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ملف الأسرى، موضحاً أنّ "كل الإجراءات والجرائم بحق الأسرى لن تستطيع كسر الإرادة فيهم، وسيجر بن غفير ذيول الخيبة والهزيمة كمن سبقوه".
ودعا الغول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكافة المؤسسات الدولية إلى وقف سياسة الصمت والتواطؤ التي تنتهجها حين يتعلق الأمر بقضية الأسرى الفلسطينيين، وطالبها بتنفيذ خطوات عملية لوقف سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى، وتشخيص حالة الأسير دقة وحمايته.
وطالب الغول أحرار العالم، وأصدقاء الشعب الفلسطيني بتكثيف نضالهم، وخطواتهم، لوقف الممارسات الإسرائيلية العدوانية بحق الأسرى، عبر تنظيم الوقفات المنددة والضاغِطة أمام سفارات الاحتلال في دول العالم كافة.
في الأثناء، قال عضو لجنة الأسرى جمال فروانة، لـ"العربي الجديد"، على هامِش الوقفة، إنّ المُمارسات الإسرائيلية بحق الأسير دقة، تأتي رغم انتهاء مُدة محكوميته في شهر مارس/ آذار الماضي، مضيفاً أنّ الذي يجري هو بمثابة عقاب للأسير، وفق تعليمات بن غفير، والذي لا يتوقف عن تمرير سياسات القتل، والإعدام الطبي للأسرى الفلسطينيين، وآخرهم الأسيران الشهيدان ناصر أبو حميد، وخضر عدنان.
وشدد فروانة على أهمية الوقفات التضامنية، والإسنادية التي تُحاوِل خلق رأي عام لبذل كل الطاقات، ومُطالبة المؤسسات الدولية للتحرك والضغط على الاحتلال لوقف سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل سجونه وأقبيته.