من المنتظر وصول وفد فرنسي إلى إسرائيل خلال الأسبوع الحالي، في إطار جهود لتهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية، بحسب ما أوردته القناة 13 العبرية ليل الاثنين الثلاثاء.
ويأتي هذا التطور في ظل المناوشات العسكرية المستمرة، والقصف المتبادل منذ نحو شهرين، بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، فيما تواصل الأخيرة تهديداتها بتوجيه ضربات موجعة إلى لبنان، في حال تطورت الأحداث الأمنية، وهو ما ردّده العديد من المسؤولين الإسرائيليين طيلة الفترة الماضية.
وذكرت القناة نفسها أنه في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب في الجنوب، في إشارة إلى حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، "فإن إسرائيل تحاول تهدئة الحدود الشمالية لعدة أسباب، من بينها الضغط الأميركي. وعليه من المنتظر وصول وفد دبلوماسي فرنسي في محاولة للتوصل إلى حلّ يمنع تطور الأوضاع إلى حرب على تلك الجبهة، ويساهم في إبعاد قوات "حزب الله" عن الحدود".
وتابعت القناة الإسرائيلية أن البعثة الفرنسية ستضم عدداً من كبار المسؤولين في الجيش الفرنسي، بالإضافة إلى دبلوماسيين فرنسيين، سيلتقون في إسرائيل مع عدد من كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والأمن.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون للفرنسيين والأميركيين، بحسب ما نقلته القناة: "نحن مستعدون للسير نحو عملية سياسية تمنع الحاجة إلى فتح حرب في الشمال أيضاً في الفترة القريبة، ولكن مع هذا، فإننا ندرك أن الاحتمالات لذلك تنخفض. ليس لدينا كل الوقت في العالم".
وقد يُستشف من استخدام تعبير "الفترة القريبة" بأن الحرب الإسرائيلية على لبنان هي مسألة وقت، لكن إسرائيل تفضلها بعد الانتهاء من حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.
ويضغط رؤساء السلطات المحلية الإسرائيلية في البلدات والمستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية، على الحكومة والمؤسستين الأمنية والعسكرية، لاتخاذ خطوات لإبعاد عناصر "حزب الله" عن الحدود وإلى ما بعد الليطاني، مهددين بأن الإسرائيليين الذين تركوا بيوتهم ونزحوا الى مناطق أخرى منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لن يعودوا إليها في ظل الأوضاع الحالية، وطالما بقي مقاتلو "حزب الله" قرب الحدود.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن وصول الوفد الفرنسي في هذا التوقيت بالذات يحمل "أهمية كبيرة". كذلك أشارت إلى أن فرنسا تتمتع بمكانة خاصة في لبنان، وليس من قبيل الصدفة وصول وفد فرنسي للتباحث في الأمر.
ونقلت القناة عن مسؤول فرنسي قوله: "وفد من طرفنا سيصل إلى إسرائيل من أجل التباحث في قضية الحدود مع لبنان، إلى جانب الوضع في غزة".
في غضون ذلك، يتواصل التصعيد على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، جراء القصف المتبادل بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، والذي بدأ مع إعلان الاحتلال حربه على قطاع غزة قبل شهرين.
وأعلن "حزب الله" أنه نفذ يوم أمس الاثنين 10 عمليات ضد الاحتلال، فيما تعرضت قرى وبلدات في الجنوب اللبناني للقصف من قبل جيش الاحتلال استمرّ حتى فجر اليوم الثلاثاء.