يزور وفد روسي دبلوماسي وعسكري إسطنبول التركية، غداً الخميس، لإجراء مفاوضات مع الجانب التركي، تتركز على الملف السوري، وتستمرّ يومين.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء، عن زيارة وفد روسي رفيع إلى مدينة إسطنبول لإجراء مشاورات سياسية بين وفدي البلدين يومي الخميس والجمعة المقبلين، مشيرة، في بيان، إلى أن "الوفد الروسي الذي سيشارك في المشاورات هو برئاسة نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين".
وأضاف البيان أن "الوفد التركي سيترأسه نائب وزير الخارجية سادات أونال، ومن المنتظر أن يناقش الوفدان ملفات إقليمية مثل سورية، وليبيا، وفلسطين، إلى جانب تطبيق اتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود".
وأفادت وسائل الإعلام التركية، ومنها قناة مقربة من الحكومة، بأن الملف السوري بشقيه السياسي والعسكري سيتم تناوله في اللقاء بين الوفدين، مشيرة إلى أن الشق السياسي متعلق بموضوع تطبيع تركيا مع النظام في سورية، أمّا العسكري فمتعلق بتهديدات تركيا بتنفيذ عملية عسكرية جديدة بالمنطقة، حيث يُعتقد أن الوفد التركي سيستمع لما في جعبة الجانب الروسي، ويؤكد في الوقت نفسه شروط أنقرة لوقف العملية العسكرية.
وفي ما يتعلق بالشروط التركية من الطرفين الأميركي والروسي، قالت مصادر دبلوماسية تركية لـ"العربي الجديد"، إن "تركيا لم تحدّد شروطاً تُعدّ جديدة، بقدر ما هي مطالب سابقة كانت طرحت لموسكو وواشنطن تتعلق بهذه المناطق قبل سنوات".
وقالت المصادر إن تركيا "تطالب الجانب الأميركي بمنطقة تمتد إلى 30 كيلومتراً خالية من العناصر المسلحة التابعة للوحدات الكردية، وإخراج جميع قيادات حزب العمال الكردستاني من المنطقة، وإيجاد قوى محلية لإدارة هذه المناطق".
وأوضحت أن "تركيا طلبت أيضاً نفس الأمر من الجانب الروسي، بمسافة 30 كيلومتراً. ومع اقتراح روسيا قيادة وساطة مع "قسد" وإحلال قوات النظام محل قوات "قسد" في المناطق التي تهدد تركيا بشنّ عملياتها البرية فيها، شددت أنقرة على مطلبها بألا يكون الانتشار لقوات النظام شكلياً، وأن تقطع قوات النظام أي علاقة لها مع "قسد"، وهو ما يبدو صعبا للعلاقة القائمة بين الجانبين".
وبيّنت المصادر أن "تركيا تودّ حسم هذه المسألة وعدم تأجيلها، على أن تقود المفاوضات الجارية مع أميركا وروسيا، إما لتنفيذ المطالب التركية، أو الانتقال لوضع الجدول الزمني المطلوب لشن العمليات العسكرية الجديدة".