وفاة رياض الترك .. مسيرة نضالية حافلة

01 يناير 2024
دخل الترك السجن في عهد حافظ الأسد وبقي لمدة 18 سنة متواصلة في زنزانة انفرادية (فيسبوك)
+ الخط -

توفي في اليوم الأول من العام الجديد المناضل السوري المعروف رياض الترك الملقب بـ"مانديلا سورية"، حيث قضى عشرات السنوات في معتقلات النظام السوري، نتيجة موقفه المناهض والمعارض، وخاصة إبّان فترة حكم حافظ الأسد.

ونعى معارضون ونشطاء سياسيون سوريون رياض الترك (93 عاماً)، حيث وافته المنية في المغترب بعد مسيرة سياسية ونضالية حافلة قضى معظمها أما معتقلاً أو مطارداً من أجهزة الأمن.

وخرج الترك من سورية في عام 2018، تهريباً إلى تركيا بمساعدة ناشطين، حيث كانت حياة الترك في سورية مهددة بعد سنوات من التخفي عن أعين أجهزة النظام الأمنية، واستقر بعد ذلك في فرنسا حتى وفاته.

وكان رياض الترك، المولود في حمص ويحمل إجازة في الحقوق، بدأ مسيرته السياسية باكراً التي كان في أغلبها معارضاً لأنظمة الحكم في سورية، التي تعاقبت على البلاد بعد الاستقلال عن فرنسا في منتصف أربعينيات القرن المنصرم.

تعرض الترك للاعتقال في سن مبكرة أكثر من مرة وصولاً إلى عام 1963، العام الذي شهد انقلاب حزب البعث واستلامه السلطة في سورية، وكان الترك من أبرز المعارضين لهذا النظام الذي ترسخ مع استيلاء حافظ الأسد على السلطة في عام 1970.

دخل الترك السجن في عهد حافظ الأسد وبقي لمدة 18 سنة متواصلة في زنزانة انفرادية دون محاكمة بسبب انتقاده الطريقة الأمنية التي تُدار بها البلاد، وبسبب عضويته في الحزب "الشيوعي - المكتب السياسي".

خرج رياض الترك من المعتقل في عام 1998 بعد أن أنهكه المرض نتيجة ظروف الاعتقال، إلا أنه استمر في نضاله ومعارضته للنظام. وقال في كانون الثاني 2000، بعد عام ونصف العام على إطلاق سراحه: "خرجت من السجن الصغير إلى السجن الكبير، وعلينا جميعاً أن نسعى إلى فتح أبوابه. أنا لن أتخلى عن حقي في ممارسة السياسة أياً تكن الظروف. وأهلاً بالسجن إذا كان ثمناً للتمسك بالرأي وحرية التصريح"، وكان الترك أطلق مقولته الشهيرة عندما توفي حافظ الأسد في عام 2000 "مات الديكتاتور".

عاد النظام السوري واعتقل الترك في عام 2001 حيث حكمت عليه محكمة أمن الدولة بالسجن سنتين ونصف السنة بتهمة "الاعتداء على الدستور وإلقاء الخطب بقصد العصيان وإثارة الفتنة، ونشر أنباء كاذبة توهن عزيمة الأمة ونفسيتها، وبجنحة النيل من هيبة الدولة".

أيد الترك الثورة السورية التي انطلقت في عام 2011، واضطر للتخفي عن أعين الأجهزة الأمنية التي كانت تترصده. ورفض الخروج من البلاد كما فعل أغلب المعارضين السوريين، إلا أنه اضطر للمغادرة في عام 2018 بعد أن باتت حياته مهددة.

كان الترك يُوصف بـ "رجل المبادئ الذي أفنى حياته دفاعاً عنها"، كما كان "لا يهاب المغامرة، جاهزاً دائماً للعراك، والسير على حافّة الهاوية".

ووصف ناشطون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي الترك بـ "شجاع سورية"، والمناضل السوري الكبير الذي سيذكره "السوريون كلما تحدثوا عن الشجاعة، وكلما داعبهم الأمل في أحلك اللحظات".

المساهمون