أجرى وفد روسي برفقة قيادات من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يوم الجمعة، وساطة مع وجهاء وشيوخ قبيلة الجبور في مدينة الحسكة، لإنهاء التوتر مع مليشيا الدفاع الوطني، التابعة لقوات النظام السوري، بعد اشتباكات اندلعت بين الطرفين خلال الأيام الأخيرة.
وقالت مصادر محلية في الحسكة لـ"العربي الجديد"، إن الطرفين بحثا خلال الاجتماع مطالب العشائر بعد توتر حصل مؤخراً بين قبيلة الجبور ومليشيا "الدفاع الوطني" في الحسكة، على خلفية اعتداء قائد المليشيا في المدينة على شيخ قبيلة الجبور أثناء مروره بأحد الحواجز العسكرية عند المربع الأمني في المدينة، ما أدى لحدوث توتر بين الطرفين.
وجاء التحرك الروسي عقب إعلان قبيلة الجبور النفير العام، وحشد أبنائها، لمهاجمة مقرات "الدفاع الوطني"، بعد فشل المفاوضات مع قوات النظام بشأن حل المليشيا.
وأصدرت قبيلة الجبور العربية بياناً، يوم الخميس، في الحسكة، أكدت فيه مطالبتها بحل ميلشيا "الدفاع الوطني" ونفي قائدها، على خلفية إهانة الأخير أحد وجهاء ورموز القبيلة، بضربه وشتمه.
وشهدت محافظة الحسكة تحشيداً وتجمعاً لأنصار قبيلة الجبور من مختلف العشائر العربية والكردية في المنطقة الشرقية من سورية، واقتحاماً للمربع الأمني في مدينة الحسكة الذي تتحصن فيه قوات النظام، والقوات الموالية لها، وفروع النظام الأمنية، وسقوط ما لا يقل عن أربعة أشخاص من الطرفين، بين قتلى وجرحى.
وعلى أثرها أعلن النظام، على لسان محافظ الحسكة، عزل قائد "الدفاع الوطني" عبد القادر حمو، وتعيين قائد جديد يدعى يوسف حماد، إلا أن مصادر عديدة من المحافظة أكدت لـ"العربي الجديد" رفض حمو أوامر عزله ونقله لدمشق للمحاكمة، بدعم من الجانب الإيراني.
وأشار الناشط محمد السطام الملحم، أحد أبناء قبيلة الجبور، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى إطلاق بيان للرأي العام، ليلة أمس الخميس، تمثلت إحدى نقاطه الرئيسية في "حل الدفاع الوطني المدعوم إيرانياً".
وأضاف أن "الدفاع الوطني" ورئيسها عبد القادر حمو، تحديداً متهم بـ"صناعة الكبتاغون في الحسكة" وله "ملفات جنائية"، وصدر قرار عزله "لكنه، للأسف، لم ينصت لهذه الأوامر، فهو مدعوم إيرانياً، وغير مهتم بقرارات حكومة النظام السوري".
وأضاف: "الآن هو متشبث بمركزه... لأنه يدرك أنه في حال خسره ستجري محاسبته ومحاكمته".
وأكد الملحم أن بيان قبيلة الجبور واضح رغم أن بعضهم "قاموا بتحريف البيان، وادّعوا احتواءه على اعتذارات"، لكن المطالب واضحة، وعلى رأسها حل "الدفاع الوطني"، وهو مطلب غير قابل للمساومة، مؤكداً في الوقت ذاته أن المنطقة "لا تتحمل أية مصادمات وزعزعة للأمن بأكثر مما هي عليه".
ونوه الملحم بعدم وجود أية "مشاورات" مع حكومة النظام السوري، مشيراً إلى أن "الحل العسكري موجود إذا لم يجر حل الدفاع الوطني".
في سياق متصل، أصدرت قبيلة العكيدات، وهي واحدة من أبرز العشائر العربية في المنطقة، الجمعة، بياناً دعت فيه "قسد" إلى الضغط على الوفد الروسي لحل "الدفاع الوطني"، ومحاسبة متزعمه حمو.
وأكد البيان دعم العكيدات "مطالب وموقف قبيلة الجبور، وجميع القبائل التي التفت حولها"، داعياً الجانب الروسي و"بشكل عاجل للاستجابة لمطالب القبائل العربية".
قتلى من "قسد" بقصف تركي
إلى ذلك، قتل وجرح عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) جراء استهداف طيران مسير تركي موقعين للمليشيا في ريفي حلب والحسكة.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن طائرة مسيرة تركية استهدفت سيارة تابعة للمليشيا قرب مدينتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة قوات النظام و"قسد" ما أدى لمقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
كما استهدفت مسيرة تركية، اليوم الجمعة، موقعاً عسكرياً لـ"قسد" في قرية الطويلة بريف تل تمر شمال الحسكة، ما أدى لمقتل عنصرين.
من جانب آخر، قال الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" إن ضابطاً في قوات النظام برتبة ملازم قتل بمدينة الميادين، جراء إطلاق النار عليه.
مظاهرات في الجنوب
في سياق منفصل خرجت مظاهرات في مدن وبلدات عدة بريف درعا جنوب سورية، مساء اليوم الجمعة، تطالب بإسقاط النظام السوري، والإفراج عن المعتقلين، وتندد بالأوضاع الاقتصادية المتردية.
وقال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني إن مظاهرات خرجت في مدن وبلدات إنخل والحراك وبصرى الشام والكرك الشرقي ونوى بريف درعا، وردد فيها المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد، والكشف عن مصير المعتقلين والمغيبين في سجون النظام والإفراج عنهم.
وتخلل المظاهرات قطع الطرقات، وإشعال الإطارات، وسط دعوات للإضراب والعصيان المدني.
وتشهد عدد من المدن السورية احتجاجات منذ يومين، بعد إعلان حكومة النظام رفع أسعار المحروقات بنسب وصلت للضعف.