وزير الخارجية القطري يبحث مع نظيره الإيراني المفاوضات النووية

02 أكتوبر 2022
خلال مؤتمر صحافي مشترك بين الوزيرين في طهران بـ7 يوليو (فرانس برس)
+ الخط -

بعد يوم من الإعلان عن صفقة تبادل للسجناء بين طهران وواشنطن والإفراج المرتقب عن سبعة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، بواسطة قطرية، أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الأحد، مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان حول المفاوضات النووية المتعثرة.

وذكرت الخارجية الإيرانية في إفادة صحافية أن وزير خارجية قطر نقل لنظيره الإيراني "رغبة الجانب الأميركي بأن يؤدي تبادل الرسائل وجهود الاتحاد الأوروبي بصفته المنسق (للمفاوضات) إلى العودة للاتفاق النووي".

وأكد أمير عبد اللهيان "أننا نبذل الجهد بجدية للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام"، مشيراً إلى تبادل المزيد من الرسائل بين إيران والولايات المتحدة في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "لأجل تقريب وجهات النظر بالمفاوضات".

وأضاف الوزير الإيراني "إننا على قناعة أن العمل يسير في مسار صحيح"، لافتاً إلى استمرار التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد كانت زيارة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إلى فيينا الأسبوع الماضي "من تطورات أخرى" مرتبطة بالمفاوضات.

والأربعاء الماضي، سمّى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في لقاء مع التلفزيون الإيراني ثلاثة مطالب إيرانية رئيسية بالمفاوضات النووية، هي أخذ الضمانات وإغلاق ملف تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول المواقع الإيرانية الثلاثة ورفع العقوبات "بشكل مؤثر ومستدام".

وتعد قضية التحقيقات حول المواقع الثلاثة التي أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب العقبة الأهم أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق هذا الملف "سياسياً".

والثلاثاء الماضي، شدّد وزير الخارجية الإيراني على أن طهران "ستواصل تعاونها مع الوكالة"، قائلاً إن "لديها أسئلة بشأن ثلاثة مواقع تقول إنها عثرت فيها على اليورانيوم، ونحن مستعدّون للرد على هذه الأسئلة" للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية جنوب طهران وفي مدينة مريوان غربي إيران، سبق أن أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، متهمة إيران بأنها لا تتعاون في الرد على أسئلتها.

وخرجت أخيراً تصريحات متعددة من الإدارة الأميركية، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، التي تتولى شؤون تنسيق المفاوضات النووية، بشأن تعثر هذه المفاوضات ووصولها إلى "طريق مسدود".

وبدأت المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي خلال إبريل/ نيسان من عام 2021 في فيينا، وهي مفاوضات غير مباشرة بالأساس بين طهران وواشنطن، الطرفين الرئيسيين للاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018، وأعقبها بعد عام تخلي إيران عن التزاماتها النووية على مراحل عدة.

وبعدما استؤنفت مطلع الشهر الماضي مفاوضات فيينا بعد خمسة أشهر من توقفها؛ قدم منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، مسودة نهائية للطرفين في الثامن من الشهر الماضي، ردّت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عنها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/ أيلول، الجواب عن الرد الأميركي، فأكدت واشنطن أن الجواب "غير بنّاء"، لكن واشنطن لم ترسل ردها على الجواب الإيراني بعد.