قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، الجمعة، إن الولايات المتحدة مستعدة للإبقاء على الحد المتفق عليه للرؤوس الحربية النووية بموجب معاهدة تعود إلى فترة الحرب الباردة، طالما فعلت روسيا ذلك، وكذلك للتفاوض بشأن معاهدات جديدة مع موسكو وبكين.
وقال سوليفان: "نحن على استعداد للالتزام بالحدود الوسطى طالما فعلت روسيا ذلك"، في إشارة إلى سقف الرؤوس الحربية المحدد في معاهدة ستارت الجديدة.
ودعا موسكو إلى الدخول في محادثات لتبني معاهدة جديدة تحل محل معاهدة ستارت الجديدة التي تنتهي في 2026، وقال: "نحن مستعدون أيضًا لإشراك الصين من دون شروط مسبقة".
واشنطن: نزع السلاح النووي رهن بالصين
وفي تصريح له، قبل خطاب جاك سوليفان حول نزع السلاح النووي، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن أي التزام أميركي بنزع السلاح النووي في المستقبل سيعتمد على الصين، بينما أكد أن واشنطن ما زالت تتتبع ما تفعله روسيا.
وقال في مقابلة مع الصحافة: "سنكون مستعدين لاحترام القيود والمشاركة في نظام للحد من التسلح بعد عام 2026، لكن المتغير الرئيسي سيكون طبيعة مبادلاتنا مع الصين حتى ذلك الحين".
ووفقًا للمسؤول الكبير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن الولايات المتحدة ما زالت تتبع روسيا، التي علقت مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي، وهي الاتفاقية الثنائية الأخيرة من نوعها التي تربط بين البلدين وينتهي العمل بها في 2026.
وأكد المصدر أن الولايات المتحدة "منفتحة" على حوار "غير مشروط" مع موسكو حول مسألة التسلح النووي، موضحا أن الأميركيين يسعون دائما للحصول من الروس على "مستوى معين من المعاملة بالمثل".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس عن "إجراءات مضادة" رداً على قرار روسيا تعليق مشاركتها في المعاهدة. لذلك ستقيد الولايات المتحدة تقاسم المعلومات مع روسيا بشأن ترسانتها النووية.
وبموجب المعاهدة المعروفة باسم "نيوستارت" أو "ستارت 3"، استأنف الجانبان، الروسي والأميركي، التعاون في مجال ضبط الأسلحة النووية، وقد حققت تقدماً في العلاقات بين البلدين. وكان من المقرر أن تنتهي معاهدة ستارت الجديدة في 5 فبراير/ شباط 2021، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن اقترح تمديدها 5 سنوات أخرى، وهو ما رحبت به روسيا في حينه، وحثّت عليه الأمم المتحدة.
وتبادلت موسكو وواشنطن، في 3 فبراير/ شباط 2021، ملاحظات على استكمال الإجراءات الداخلية اللازمة لدخول الاتفاقية حيز التنفيذ بشأن تمديد المعاهدة لمدة خمس سنوات.
وفي فبراير الماضي، صادق البرلمان الروسي، على تعليق مشاركة روسيا في معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ("ستارت-3")، وذلك بعد يوم فقط على إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في رسالته السنوية إلى الجمعية الفدرالية بمجلسيها، الدوما (النواب) والاتحاد (الشيوخ) عن تعليق مشاركة البلاد في المعاهدة، من دون الانسحاب منها.
الترسانة الصينية
في ما يتعلق بالمسائل النووية كما هي الحال بالنسبة لبقية نشاطها الدبلوماسي، تركز الولايات المتحدة في المقام الأول على الصين التي تطور ترسانتها بسرعة، كما ذكر المسؤول الكبير.
وشدد على أن "حجم ترسانتها وطبيعة قوتها والتطورات الأخرى في سياستها ستؤثر على موقفنا في المستقبل".
وستكون لذلك تداعيات على تموضع روسيا الذي بدوره سينعكس على فرنسا وبريطانيا، مؤكداً أن "كل شيء مترابط للغاية".
وأكد أن إدارة بايدن على الرغم من افتراضها منطق التنافس مع الصين، أشارت لبكين إلى "استعدادها" و"اهتمامها" بالنقاشات المتعلقة بالتسلح النووي.
العلاقات متوترة جداً بين القوتين العظميين، رغم آمال "التحسن" التي أعرب عنها أخيراً الرئيس الأميركي جو بايدن.
رفضت الصين أخيراً دعوة الولايات المتحدة لعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين.
وفقًا لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك الصين ترسانة من 350 رأسًا نووياً، فيما تمتلك روسيا (4477) والولايات المتحدة (3708).
لكن بكين قد تكون لديها 1500 بحلول عام 2035، كما توقع تقرير وزارة الدفاع الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني.
(فرانس برس، العربي الجديد)