هولندا: احتجاجات جديدة ضد ماكرون المتمسك بتصريحاته المثيرة للجدل بشأن تايوان

12 ابريل 2023
ملك هولندا والرئيس الفرنسي يزوران مختبراً في جامعة أمستردام (Getty)
+ الخط -

 

شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، على أن التحالف مع الولايات المتحدة لا يعني أن تكون "تابعا لها"، مؤكدا تمسّكه بتصريحات مثيرة للجدل أدلى بها بشأن تايوان.

وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي في أمستردام "أن تكون حليفا لا يعني أن تكون تابعا ... ولا يعني أنه لم يعد من حقّك أن يكون لك تفكيرك الخاص"، مضيفا أن "فرنسا تؤيّد الوضع القائم في تايوان" و"تؤيد سياسة الصين الواحدة والتوصّل لتسوية سلمية للوضع".

وكان ماكرون قد واجه في هولندا، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، احتجاجات جديدة أوقف خلالها شخصان لدى وصوله إلى جامعة أمستردام، قبل ساعات من توقيع "ميثاق الابتكار" مع الحكومة الهولندية.

وأوقف متظاهران، هما رجل وامرأة، بتهمة "الإخلال بالنظام العام والتهديد"، لأنهما "كانا يجريان باتجاه الرئيس" الفرنسي، حسبما أعلنت المتحدثة باسم شرطة أمستردام ليكس فان ليبرغن، لوكالة فرانس برس.

وتُظهر لقطات تلفزيونية الرجل عند اعتراض مساره فجأة وإلقائه بقوة أرضا بالقرب من ماكرون الذي يواجه سلسلة احتجاجات واسعة في فرنسا ضدّ إصلاح نظام التقاعد.

وهتف الرجل مرّتين "من أجل العمال، ونحن هنا حتى لو أن ماكرون لا يريد ذلك"، وهو شعار يكرره متظاهرون معارضون لماكرون في فرنسا.

وقع الحادث بعد خروج الرئيس الفرنسي من سيارة ليموزين مع ملك هولندا فيليم ألكسندر، واستقبلته رئيسة بلدية أمستردام فيمكي هالسيما.

وكان أحد المتظاهرين الموقوفين يرفع لافتة، حسب المتحدثة باسم الشرطة.

"رئيس العنف والنفاق"

كان نحو 40 متظاهراً بانتظار ماكرون عند خروجه من الجامعة، حاملين لافتتَين إحداهما رُفعت، الثلاثاء، كذلك وكُتب عليها "رئيس العنف والنفاق".

وقدّم أحد المتظاهرين نفسه على أنه ليبرالي، وهو يدرس العلوم الاجتماعية في أمستردام. وأوضح أنه أراد التنديد بـ"عنف" الشرطة خلال التظاهرات في فرنسا، و"إفساد" زيارة ماكرون لهولندا.

الثلاثاء، قاطع محتجّون ماكرون خلال إلقائه خطاباً في لاهاي حول مستقبل أوروبا، قال فيه إنه إذا كانت الديمقراطية مرادفة للحق في التظاهر، فإنها تتعرض أيضًا "للخطر" عند عدم احترام القانون.

وتواجه الحكومة الفرنسية منذ بداية العام احتجاجات ضخمة على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا في فرنسا.

وأحيا قرار ماكرون، باعتماد نصّ إصلاح نظام التقاعد دون تصويت في البرلمان، الحركة الاحتجاجية في فرنسا، حيث تخللت بعض التظاهرات أعمال عنف.

الأربعاء، زار الرئيس الفرنسي مع الملك الهولندي مختبر الفيزياء الكمّية بجامعة أمستردام، وهي تقنية فيزياء واعدة تهدف إلى زيادة قوة الحوسبة في الحواسيب.

وسبق أن اندمجت شركة باسكال الفرنسية الناشئة، التي أسسها الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء آلان أسبيه، مع شركة "كيو أند كو" لتصبحا شركة رائدة في أوروبا.

أشباه الموصلات والفيزياء الكمّية والطاقة

توقع الحكومتان الفرنسية والهولندية، الأربعاء، "ميثاق الابتكار"، ويتضمّن إقامة تعاون في مجالات أشباه الموصلات والفيزياء الكمّية والطاقة، وهي مجالات يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز استقلاليته فيها.

وأصبح للمجموعتين الفرنسية "إس تي مايكروالكترونيكس"، والهولندية "إيه إس إم إل"، وهما رائدتان في مجال تصنيع أشباه الموصلات في أوروبا، مشاريع مشتركة.

على هامش زيارته لجامعة أمستردام، اجتمع ماكرون مع المدير العام لمجموعة "إيه إس إم إل" بيتر فينينك.

وتعمل الحكومتان أيضاً على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية دفاعية يتم الإعلان عنها بحلول عام 2024.

وتتنافس مجموعة "نافال غروب" الفرنسية، مع "ثيسنكروب" الألمانية و"كوكومس" السويدية، على إرسال أربع غواصات إلى هولندا، وهو موضوع قد يتطرّق إليه ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته.

وسيعقد ماكرون وروته مؤتمراً صحافياً عند الساعة 17:45 (15:45 بتوقيت غرينتش)، يُرجّح أن يُسأَل الرئيس الفرنسي خلاله عن تصريحاته المثيرة للجدل حول تايوان، وحول ضرورة ألا تكون أوروبا "تابعة" للولايات المتحدة أو الصين في مواقفها.

في وقت لاحق، سيزور ماكرون وزوجته بريجيت، برفقة الملك الهولندي والملكة ماكسيما، معرض فرمير في متحف ريكز في أمستردام، قبل أن يعودا إلى باريس.

(فرانس برس)