هل فقد الجيش البريطاني قدراته القتالية عالية المستوى؟

31 يناير 2023
قال جنرال أميركي إن الجيش البريطاني لم يعد "قوة قتالية عالية المستوى" (Getty)
+ الخط -

بعد الحديث في الفترة الأخيرة عن تراجع القوة القتالية للجيش البريطاني، نقل "داونينغ ستريت"، اليوم الثلاثاء، عن رئيس الوزراء ريشي سوناك قوله إنه يرى الجيش البريطاني كقوة قتالية "عالية المستوى"، مع أنه يعتقد بضرورة "إعادة الرسملة".

ولفت سوناك إلى أن الحكومة "تضمن لقواتنا المسلّحة المعدات التي تحتاجها لمواجهة تهديدات الغد، بما فيها خطة معدات ممولة بالكامل بقيمة 242 مليار جنيه إسترليني لمدة 10 سنوات".

ونقلت "سكاي نيوز" البريطانية، أمس الإثنين، عن جنرال أميركي رفيع المستوى قوله إن الجيش البريطاني لم يعد "قوة قتالية عالية المستوى".

وكان الجنرال قد حذّر سراً، وفق "سكاي نيوز"، وزير الدفاع البريطاني بن والاس الخريف الماضي من أن القوات المسلّحة تحتاج اليوم إلى إعادة هيكلة بشكل أسرع مما كان مخطّطاً له، خاصة بعد التحديات التي فرضتها الحرب الروسية على أوكرانيا.

كما اعتبر الجنرال أن الجيش البريطاني فقد مكانته كقوة دفاعية من الدرجة الأولى مثل الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وأنه بالكاد يكافح للبقاء في موقعه كقوة من الدرجة الثانية، كما هو حال ألمانيا أو إيطاليا.

وفي لقائه مع "سكاي نيوز" عقب تسريبها لأقوال الجنرال الأميركي، لم ينفِ والاس تلك المزاعم، معترفاً بأن الجيش البريطاني قد "تخلّف" عن نظرائه، وأنه بحاجة إلى إعادة "هيكلة"، وإلى "استثمار كبير" و"رسملة عاجلة". لكنه قال في المقابل إن الحكومة تستثمر حالياً بما يقارب 34 مليار جنيه إسترليني ضمن خطة تستمر حتى العام 2033.

وإذ أكد والاس أنه "لا توجد عصا سحرية"، لفت إلى أن "كل الدول في جميع أنحاء أوروبا تواجه اليوم تحديات مماثلة".

واعتبرت "سكاي نيوز" أن سوناك يخاطر بالفشل في دوره "كرئيس للوزراء في زمن الحرب"، ما لم يتخذ إجراءات عاجلة في ضوء التهديد الأمني المتزايد الذي يمثّله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أنه "لم يقدّم بعد أي تعهد ذي مغزى لتوسيع خزائن دفاعه"، وبدلاً من ذلك اكتفى بـ"تحديث مراجعة السياسة الدفاعية" التي من المقرر نشرها في السابع من مارس/آذار.

ولم تكن المصادر العسكرية الخاصة بـ"سكاي نيوز" أقلّ تشاؤماً من الجنرال الأميركي، إذ اعتبرت أن "ذخيرة القوات المسلحة ستنفد في غضون أيام قليلة إن طلب منها القتال"، وأن الجيش سيحتاج من 5 إلى 10 سنوات حتى يتمكن من "نشر فرقة قتال حربية قوامها بين الـ25 والـ30 ألف جندي مدعومين بالدبابات والمدفعية والمروحيات الحربية".

كما أشارت المصادر العسكرية نفسها إلى أن حوالي 30 بالمائة من القوات البريطانية هم "جنود احتياط، غير قادرين على التعبئة ضمن الجداول الزمنية الخاصة بحلف شمال الأطلسي"، في الوقت الذي يعلن فيه الاتحاد الأوروبي أن "الغرب وحلف الشمال الأطلسي" يعيشون حالة حرب الآن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يُذكر أن تعداد الجيش البريطاني يبلغ اليوم 76 ألف جندي فقط، وهو أقل من نصف الحجم الذي كان عليه عام 1990، وهو الأصغر منذ عهد نابليون.

المساهمون