هل انتهت مقاطعة الانتخابات في منطقة القبائل الجزائرية؟

28 نوفمبر 2021
سُجلت نسب مشاركة قياسية في منطقة القبائل مقارنة مع استحقاقات انتخابية سابقة (Getty)
+ الخط -

أحدثت ولايات منطقة القبائل الثلاث (غالبيتها من الأمازيغ)، تيزي وزو وبجاية والبويرة، مفاجأة لافتة على صعيد نسبة التصويت، إذ خرجت المنطقة من دائرة المقاطعة الكبيرة للانتخابات، بعد تسجيل مشاركة تبدو قياسية، مقارنة مع نسب التصويت في الاستحقاقات الانتخابية الماضية، بما فيها الانتخابات الثلاثة التي جرت منذ الحراك الشعبي.

وأغلقت صناديق الاقتراع مساء السبت بولاية تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل على نسب تصويت بلغت 20 في المائة بالنسبة للانتخابات البلدية، و15 في المائة بالنسبة للتصويت في الانتخابات الولائية، وهي نسبة كبيرة جداً مقارنة مع نسبة التصويت المتدنية في هذه الولاية في الانتخابات الرئاسية مثلاً عام 2019، حيث بلغت نسبة التصويت 0.9 في المائة، فيما بلغت نسبة التصويت في انتخابات البرلمان قبل خمسة أشهر واحداً في المائة.

وفي السياق نفسه، سجّلت ولاية بجاية، إحدى كبرى ولايات المنطقة، عودة نسبية للناخبين إلى صناديق الاقتراع بمعدل يتراوح بين 18.36 في المائة و14.77 في المائة في صناديق الانتخابات المزدوجة البلدية والولائية، وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة 2.3 في المائة التي سجلتها الولاية نفسها في انتخابات يونيو/ حزيران الماضي، فيما سجلت ولاية البويرة نسبة تصويت كبيرة بلغت حدود 33.18 في المائة في التصويت للبلدية، و27.06 في المائة في الولائية.

وبدا واضحاً أن مشاركة (جبهة القوى الاشتراكية)، الحزب المركزي في المنطقة، والذي كان يسيطر على تسيير أغلبية المجالس البلدية في ولايات منطقة القبائل، قد ساهمت بشكل كبير في هذا التحول الكبير في المؤشر الانتخابي، إضافة إلى انكفاء القوى الرافضة للانتخابات، كحركة "الماك" الانفصالية، وقوى أخرى، بسبب الحزم الأمني والقضائي الذي أظهرته السلطة اتجاه عناصر هذه القوى، عدا عن تداعيات الحرائق المهولة التي مسّت المنطقة في أغسطس/ آب الماضي، واتهامات السلطة لها بالتورط في هذه الحوادث (خاصة مع حادثة قتل وحرق جمال بن إسماعيل)، واستيعاب السكان الحاجة إلى مؤسسات حكم محلي تساهم في إعادة إعمار المنطقة ومساعدة المنكوبين.

وعلى الرغم من أن هذا التحول الانتخابي في منطقة القبائل يبقى لافتاً للأنظار، إلا أن أربعة من خمسة من مجموع الكتلة الناخبة لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع في المنطقة، لاعتبارات سياسية، وخصوصيات المنطقة في علاقتها بالسلطة، مع تسجيل بعض محاولات التشويش وغلق مراكز انتخابية في بعض بلدات ولاية البويرة وتيزي وزو، ويبرز الأمر نفسه في العاصمة الجزائرية التي شهدت أدنى معدلات التصويت، حيث بلغت استجابة الناخبين في التصويت البلدي 18.25 في المائة، و16.29 في المائة في التصويت الولائي.

في المقابل، تميّزت ولايات الجنوب والصحراء خاصة بتسجيل أعلى معدلات التصويت كالعادة، حيث سجلت ولاية أدرار جنوبي البلاد ما نسبته 55.56 في المائة، أما ولاية تمنراست أقصى جنوبي الجزائر فسجلت نسبة تصويت بلغت 50.05 في المائة، فيما تصدرت ولاية الأغواط نسبة التصويت في ولايات وسط البلاد بنسبة بلغت 53.48 في المائة، لكن هذه النسب تبقى هي الأخرى محل نقاش لعدم تصويت أكثر من نصف الناخبين في انتخابات بالغة الأهمية بالنسبة للمواطن.

وكان رئيس السلطة المستقلة للانتخابات في الجزائر محمد شرفي قد أعلن، الليلة الماضية في إيجاز صحافي، أن نسبة التصويت في الانتخابات البلدية التي جرت السبت في الجزائر بلغت عند غلق صناديق الاقتراع حدود 35.97، فيما بلغت نسبة التصويت في انتخابات المجالس الولائية 34.39 في بالمائة، حيث صوت في هذه الانتخابات 8.5 ملايين ناخب من مجموع 23.5 مليون ناخب مسجلين في اللائحة الانتخابية، بينهم مليون ناخب من الجالية الجزائرية، ممن لا يحق لهم التصويت في المحليات.

المساهمون